قال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالن، إن هناك محاولات في الوقت الحالي لخلق أجواء أزمة بين بلاده والعراق، وذلك على خلفية إرسال أنقرة جنود للموصل، لتدريب قوات عراقية. جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده كالن، بمقر الرئاسة في العاصمة أنقرة، اليوم الأربعاء، أكد فيه عدم وجود أية مشكلة في التواصل بين تركياوالعراق سواء على مستوى الرئاسة أو الحكومة في هذا الموضوع. وأشار المتحدث الرئاسي إلى أن محاولات خلق الأزمة لا أرضية لها، وأن الموضوع بات على قاعدة صحيحة بفضل المحادثات الجارية منذ بضعة أيام، لافتاً إلى أن أنقرة تولي أهمية لوحدة أراضي العراق وسيادته. وعلى صعيد "الإرهاب"، قال إن تركيا أعربت بوضوح عن مناهضتها لكافة أنواعه وأشكاله، معتبراً أن التمييز بين المجموعات الإرهابية على أنها جيدة وسيئة، وانتهاج سياسة بناءً على ذلك، يعد أمر خاطئ على الصعيدين السياسي والأخلاقي. وأضاف أن بلاده تنتظر من المجتمع الدولي إبداء نفس الحساسية والحزم الذي تبديه في مواجهة تنظيم "داعش"، في قضية مكافحة منظمة "بي كا كا" الإرهابية. وفيما يتعلق بالأزمة السورية، جدد كالن تأكيد تركيا على ضمان عملية الانتقال السياسي في سوريا، وتهيئة الظروف من أجل تحقيق ذلك. وقال إن "بقاء قائد دكتاتور (في إشارة لرئيس النظام السوري بشار الأسد) يداه ملطختان بالدماء، وارتكب جرائم حرب، ومارس بحق شعبه كافة أشكال العنف، من ضربه بالأسلحة الكيميائية، إلى البراميل المتفجرة، في مستقبل سوريا، لا يسهم سوى في استمرار الأزمة، وتعميقها وزيادة المأساة الإنسانية أكثر". وفي هذا الصدد، أوضح أن تركيا وحلفائها مثل فرنسا، والولايات المتحدةالأمريكية، والسعودية، لا تزال مؤمنة بأنه "لا مكان للأسد في مستقبل سوريا"، مشدداً على أنهم لن يتخلوا عن مبدأهم هذا.
وعن حادثة إسقاط الطائرة الحربية الروسية التي انتهكت المجال الجوي التركي يوم 24 الشهر الماضي، قال المتحدث الرئاسي: "يجب النظر إلى المقاتلة الروسية التي تم إسقاطها على أنها إحدى التبعات الأخيرة للأزمة السورية"، مؤكداً أن بلاده "ليست إلى جانب سياسة التوتر". واعتبر أن استهداف المقاتلات الروسية للمعارضة السورية تحت غطاء مكافحة "داعش"، حقيقة معروفة، مضيفاً أن "90% من الهجمات الروسية استهدفت المعارضة السورية المعتدلة، والمدنيين". وتطرق كالن إلى مزاعم نقل بترول "داعش" إلى تركيا، قائلاً إن زيف تلك الادعاءات انكشف إلى العلن، فعندما ننظر إلى قامة العقوبات التي أعلنها الاتحاد الأوروب والولايات المتحدةالأمريكية، نرى بشكل واضح من يشتري النفط من داعش، ويعمل مع نظام الأسد ويوفر له المصادر المالية، حيث تضم القائمة شركات وأشخاص سوريون وروس". وفي معرض تقييمه للعلاقات التركية الروسية، قال إن هناك تواصل على مستويات مختلفة بين البلدين، وأن بلاده وجهت الدعوات المطلوبة وستستمر بذلك مستقبلاً، من أجل تسريع ذلك التواصل وجعله بنّاء بشكل أكبر.