لحزب: لم نطلب من النظام مشاركتنا فى الحكومة أو التعيين فى البرلمان.. والمال السياسى والإعلام سبب هزيمتنا فى البرلمان يعد تيار الإسلام السياسى، من أكبر التيارات فى الحركة السياسية من بعد ثورة 25 يناير 2011 ، ووصل إلى سدة الحكم بعد الثورة بعام فقط ممثلا فى جماعة الإخوان المسلمين ورئيسها محمد مرسى الرئيس الأسبق، ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهى السفن، ففى مظاهرات حاشدة خرج المصريون خلالها على مرسى أملاً فى انتخابات رئاسية مبكرة انحاز الجيش خلالها إلى الشعب وتم عزل مرسى من كرسى الرئاسة، وهو ما أدى إلى انكماش تيار الإسلام السياسى خاصة بعد حل حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، ولم يبق فى حركة الإسلام السياسى فى مصر إلا حزب النور، الذى شارك وزير الدفاع الفريق عبد الفتاح السيسى وقتها فى بيان 3 يوليو الشهير والذى تم فيه عزل مرسى عن الحكم. وقد حاول حزب النور، البقاء فى المشهد فشارك فى الاستفتاء على الدستور وساند الرئيس عبد الفتاح السيسى فى الانتخابات الرئاسية الماضية، وأيضًا شارك فى الانتخابات البرلمانية لبرلمان 30 يونيو ولم يحقق مكاسب سياسية كبيرة بل حصل على مقاعد معدودة وتم هزيمة الحزب فى عقر داره بمحافظة الإسكندرية وهى مركز الدعوة السلفية والمعقل الرئيسى لحزب النور. وبالرغم من كل ذلك فحزب النور هو القوة الوحيدة المساندة ل30 يونيو، والتى خرجت بلا أى مكاسب سياسية تذكر، بل تلقى الحزب اتهامات شديدة، فقد انطلقت القوى الإسلامية لتسليط سهام النقد ضد حزب النور، والاتهام بأنه غدر بالتيار الإسلامى وشارك نظام السيسى فى عزل الرئيس الأسبق مرسي، وأن حزب النور لا يمثل تيار الإسلام السياسى وهو حزب موال لنظام الرئيس عبد الفتاح السيسى . وفى السياق نفسه، رفعت الأحزاب المدنية الموالية لنظام الحكم فى مصر، سيوفها فى وجه حزب النور لحله والقضاء عليه، باعتباره الوريث الشرعى لجماعة الإخوان فى مصر، وخليفتها فى تجارة الدين، وما صاحب ذلك من قيام بعض القوى المدنية بإقامة دعاوى قضائية لحل حزب النور، وما زال الأمر متداولاً فى المحاكم حتى الآن. أما الصفعة الأقوى لحزب النور، جاءت من نظام ما بعد 30 يونيو، فالبرعم من أنه تم تشكيل أكثر من حكومة خلال العامين الماضيين إلا أنه لا يوجد تمثيل واحد للحزب فى الحكومات المتعاقبة على 30 يونيو، فلم يختار حازم الببلاوى أو إبراهيم محلب أو شريف إسماعيل رؤساء الحكومات المتعاقبة إى ممثل لحزب النور فى أى وزارة تذكر . كما أنه بالرغم من تشكيل أكثر من حركة محافظين على مدار العاميين، إلا أنه أيضًا لم يوجد تمثيل واحد لحزب النور فى أى محافظة من محافظات مصر. وواصل حزب "النور" السلفى السقوط الكبير فى الانتخابات البرلمانية الحالية، فلم يصل عدد مقاعد البرلمان التى استحوذ عليها كاملة إلى 20 مقعدًا فى البرلمان من أصل 448 مقعداً للنظام الفردى و120 مقعداً للقوائم، ويعد هذا الرقم ضئيلاً جدًا، أى لا يتجاوز 3 بالمائة، مقارنة بما حصده حزب النور فى انتخابات عام 2012 والذى حصل فيها على 124 مقعدا وحل ثانيًا بعد حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين . فحزب النور، لن يمثل إلا أقلية قليلة ولن يكون لها أى تأثير على مسار القرارات البرلمانية، وربما سيعودوا إلى المساجد، بحسب دعوة نائب رئيس الدعوة السلفية ويعد حزب "النور" الذراع السياسية لها، الدكتور ياسر برهامي. فخسارة النور، خلال العامين الماضيين أكبر بكثير من مكسبه وقد خرج النور خلال العامين الماضيين من تحالف 30 يونيو الموالى لنظام الرئيس عبد الفتاح السيسى "بخفى حنين". وفى إطار ذلك ترصد "المصريون" الأسباب الحقيقة وراء الخسارة القوية لحزب النور السلفى من بعد 30يونيو وعدم تحقيقه أى مكاسب سياسية من تحالف 30 يونيو حتى الآن. "صقر": توتر العلاقات المصرية السعودية سبب عدم حصول حزب النور على مناصب سيادية فى البداية يقول عبد الرحمن صقر القيادى السابق بالجماعة الإسلامية: إن السبب الحقيقى وراء عدم حصول حزب النور على أى مناصب خلال العامين الماضيين سواء كانت وزارية أو فى المحافظات أو حتى الانتخابات البرلمانية هو توتر العلاقات السعودية بمصر، خاصة أنه من المعروف تقارب حزب النور بالسعودية فهو الذى يمثلها وعينها فى مصر وهذا هو ما سبب قلقًا لدى الإجهاز الأمنية والعسكرية من حزب النور حتى لا يستخدم النور فى البرلمان أداة ضغط على النظام الحاكم للمصالح السعودية. وأضاف صقر، أن حزب النور بالرغم من خسارته لمقاعد البرلمان إلا أنه مازال محتفظًا بالقواعد بناء على نتائج التصويت فهو رقم اثنين فى القائمتين التى شارك فيهما من بين أربع قوائم وأسباب خسائر النور فى الفردى هى الحملات الممنهجة ضده من ثلاثة أطراف قوية وهى الحركة الإسلامية وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين والثانى حملة لا للأحزاب الدينية التى يقودها بعض الشخصيات الكرتونية بتمويل من رجال أعمال لهم أحزاب مشاركة فى الانتخابات مثل مستقبل وطن والمصريين الأحرار وحماة الوطن والسبب الثالث وهو عزوف الناخبين عن المشاركة فى الانتخابات وهذا أقوى الأسباب فلو تم النظر على مقاعد برلمان حزب النور فى انتخابات عام 2011 سوف نرى أنه حصد نسبة 24% بعد جماعة الإخوان مباشرة . وتابع صقر، أما مستقبل حزب النور، فهو شبه غامض ولكن الملامح تقول إن النور سيكون على الحياد خلال المرحلة القادمة ومع الجميع، سواء شباب الثورة أو الحركة الإسلامية أو النظام الحاكم، ومن المتوقع أن يحاول كسب شخصيات شبابية وعامة فى المرحلة القادمة وسيحاول تخفيف العلاقة بين الدعوة والحزب لكى يصنع توازنا بين الاثنين. "العطفى": النظام المصرى لا يثق فى "النور" ويحركه كيفما يشاء من جانبه يقول سامح العطفى مدير مركز لندن للدراسات السياسية: إن حزب النور منذ 30 يونيو لم يحصل على أى مناصب سياسية، لأن النظام الحاكم لا يثق فيه لأنه من الأساس صنيعته ويحركه كما يشاء فلن يصلح لمنصب قيادى وهم يعرفون ذلك، أما خسارته فى الانتخابات البرلمانية فهى بسبب أنه انكشف لكثير من الشعب المصرى وخاصة أنه شارك فى إسقاط التجربة الديمقراطية الممثلة فى الرئيس محمد مرسي، وأيضا لضعف الإقبال على التصويت لعدم ثقة المصريين فى إى نتيجة مع النظام المصرى". وأضاف العطفي: "أن هناك اختراقًا أمنيًا لكل التيارات الإسلامية دون استثناء، لأن أجهزة الأمن تعمل ومنذ سنوات على اختراق الجبهة السلفية ونجحت فى زراعة هذه الأذرع من الشيوخ والتى استخدمتها فى مراحل مختلفة. فاستخدمت هذه الأذرع فى تحريم الخروج على الحاكم مهما فعل وهى أثرت فى شريحة عريضة من الشباب جعلتهم لا يقاومون السلطة الفاسدة واستخدمتهم فى إلهاء ملايين الشباب فى مصر عن قضايا الأمة والتغيير الحقيقى ونشرت قضايا هامشية كالملابس والنقاب والحجاب وقصص من التراث وأغرقت الشباب فى عبث سطحى بعيدًا عن التغيير الحقيقى . واستخدمتهم أثناء ثوره يناير وظهروا يحذرون الشباب من التظاهر، وأنه بدعة وخطر على مصر واستخدمتهم بعد نجاح الثورة وتنحى مبارك وأسست حزب النور. ويضيف العطفي: "ولكن بعد استقالة الشرفاء من حزب النور الذين خدعوا لم يبق إلا القيادات صناعة أجهزة الأمن تم كشفهم وفضحهم بعد زيادة الوعى والأحداث فى مصر ولذلك فشلوا فى الحصول على نسبة فى الانتخابات البرلمانية ولكنهم مازالوا فى خدمه أجهزة الأمن والمخابرات وإن كانت صورتهم تغيرت. "عبد اللطيف": "النور" تابع ولا يصلح أن يكون فى منصب قيادى من جانبها تقول مايسة عبد اللطيف، عضو المجلس الثورى المصرى: إن حزب النور لم يحصل على أى مناصب فى الحكومات المتعاقبة من بعد 30 يونيو وحتى هذه اللحظة بسبب خداعه لجماعة الإخوان المسلمين فلم يعد أى نظام يثق فيه بعدما قام به مع الإخوان فى عام حكمهم، كما أن حزب النور هو الوحيد الذى استطاع أن يجمع كل هذه الكيانات فى عدم حبه. وأضافت عبد اللطيف، أن حزب النور لا يسعى إلا لمصالحه الخاصة والذى أدى إلى تشويه صورة الإسلام كما تم استخدامه فى مشهد 3 يوليو واستخدامه فى عدد من المواقف الداعمة للسيسى وهو ما يجعلهم دائمًا تابعين وليسوا مؤثرين. وأشارت، عضو المجلس الثور المصري، إلى أن حزب النور ليس ممثلا لتيار الإسلام السياسى وسيتم خلال الفترة المقبلة القضاء عليه لأن النظام الجديد ليس له أحبة.
"عبد العليم": الإعلام والمال السياسى سبب خسارتنا فى الانتخابات من منحى آخر قال الدكتور شعبان عبد العليم عضو المجلس الرئاسى لحزب النور وأمين الحزب بمحافظة بنى سويف: إن هناك ثلاثة أسباب رئيسة وراء عدم استحواذ حزب النور على عدد كبير من المقاعد فى البرلمان وتتمثل هذه الأسباب فى المال السياسى البشع والذى كان له دوره الأقوى فى الانتخابات البرلمانية، خاصة تحكم عدد كبير من رجال الأعمال فى العملية الانتخابية، أما السبب الثانى فهو الإعلام الذى شن حملة مشينة خبيثة على الحزب وقياداته خاصة أن هناك عددًا كبيرًا من المجتمع المصرى غير متعلم، بالإضافة إلى أن النظام الانتخابى لنظام القائمة والذى اشترط حصول 50 + 1 من أجل الفوز بالقائمة وهذا أخل بالقاعدة الانتخابية . وأضاف عبد العليم، أن السبب فى عدم وصول أحد من حزب النور فى مناصب وزارية أو محافظات هو أن الحزب لم يطلب ذلك فالحزب هدفه خدمة البلاد فقط ولا نهتم بالمناصب ولا نسعى إلى التعيين فكان سعينا الأهم أن نكون فى حكومة منتخبة وليست حكومة معينة وأشار القيادى بحزب النور، إلى أنه لا صحة لما يقال من أنه سيكون هناك أى تعيين لأى من قيادات حزب النور فى نسبة المعينين لرئيس الجمهورية بمجلس النواب.