ابتعاد.. أو إبعاد.. أو استبعاد عالم الفضاء المصرى د.عصام حجى من منصب مستشار رئيس الجمهورية لا يعنى أن الرجل أصبح فجأة «خائناً» أو «عميلاً» أو فاقداً للوطنية! فعصام حجى سيظل «عالماً» محترماً يؤخذ برؤيته ورأيه فيما يتعلق بالمياه والاستشعار عن بُعد وعلوم الفضاء، سواء ظل مستشاراً علمياً للرئيس أو ترك منصبه. وعندما يتحدث «العلماء» فى تخصصهم، فعلينا «جميعاً» أن ننصت، وأن نحاول أن نفهم ونناقش أو نستوضح على الأقل. فما بالك لو كان المتحدث «نابغة ناسا».. وما قولك لو كان الحديث متعلقاً بأحد أهم مقومات الاقتصاد المصرى، وأعنى قناة السويس؟ .. بدلاً من أن نتهم الرجل بالخيانة والعمالة والحقد.. وهى تهم «مُعلَّبة» وجاهزة تنتظر من يتلقاها فى أى وقت وأى مكان ولأى سبب - أو حتى بدون أسباب - علينا أن نركز جيداً فيما قاله حجى والذى أعيد نشره حرفياً، كما نشره على صفحته فى موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»: «فى زيارة لبضع ساعات لمدينة باريس لحضور مؤتمر الأممالمتحدة للتغير المناخى كان لي الشرف أن ألقى كلمة افتتاحية خاصة فى اللجنة العلمية الخاصة بآثار التغير المناخى على الوطن العربى وخاصة مصر. علينا أن ندرك جميعا أن مصر ليست واحة تعيش فى معزل عن التغيرات المناخية بكوكبنا وأن حجم التحديات التى ستواجهها مصر فى العقد المقبل من آثار التغير المناخى فى دول حوض النيل وآثارها على مواردنا المتناقصة من الماء والطاقة يفوق مستوى استعداد الدولة لمواجهة هذه المشاكل. بالإضافة الى التغيرات المناخية فى المناطق القطبية والتي فتح فيها ذوبان الجليد نتيجة ارتفاع درجات الحرارة طرقا ملاحية قصيرة بين أوروبا وآسيا وآثار ذلك على قناة السويس والاستثمارات المحيطة بها. مصر اليوم في أمس الحاجة لكفاءاتها فى الداخل و الخارج لتفعيل مصادر طاقة نظيفة ومتجددة ودراسات دقيقة لتطوير وتحديث الموارد المائية والابتعاد عن تحويل مصر الى سوق لاستيراد الصناعات ومصادر الطاقة الملوثة. أتمنى كل التوفيق للوفد المصرى وكل الوفود العربية فى هذا المؤتمر المهم». ..انتهى الكلام الموجز.. المقتضب للعالم «المصرى» الشاب د.عصام حجى، وبحسب قامته وقيمته العلمية، وبحسب معرفتى «الشخصية» به.. فهو عندما يتحدث فى شأن علمى يدرك ويعرف ويعى تماما ما يقول، وهو قد تحدث عن أثر التغير المناخى على مصر خلال «عقد» أى عشر سنوات فقط!! وان تناقص موارد الماء والطاقة يفوق مستوى استعداد الدولة!! وان ذوبان الجليد فى القطب الشمالى سيفتح طرقاً ملاحية بين أوروبا وآسيا تؤثر على أهمية قناة السويس! وأن مصر بحاجة الى كل كفاءاتها فى الداخل والخارج،.. هل سنستمع لنصيحة عالم؟ أم ان الأسهل «قذفه» بكل التهم «مسبقة التعليب» والعودة إلى عالم الغيبوبة؟
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
حسام فتحي
Twitter: @hossamfathy66 Facebook: hossamfathy66
Alanba email ID عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.