المخترع والمخرج السينمائى المصرى فؤاد سعيد الذى أصبح أغنى مصرى فى العالم طبقا لقائمة فوربس، وهو المصرى الوحيد الذى كرمته هوليوود ومنحته جائزة الأوسكار فى الامتياز الفنى عن اختراعه “سينى موبيل” أو الاستديو المتنقل، وهى سيارة تشبه سيارة النقل تنقل معدات التصوير إلى مواقع التصوير تم تطويرها فى المسلسل التليفزيونى I Spy والذى ثبت نفوذه بشكل هائل فى هوليوود، وتقدر ثروته هو وعائلته بنحو سبعة مليارات ونصف المليار من الدولارات. لم يكن سعيد الطفل المرفه ولم يصل للقمة بفضل ثروة أسرته فقد كانت حياته مليئة بالأحداث الدرامية والإحباطات التى صنعت منه بطلا يتربع على القمة، ولد فى منتصف الثلاثينيات من القرن الماضي، وكان والده يعمل فى البترول لكنه مات بعد سنوات قليلة لينتقل مع والدته إلى منزل شقيقها صاحب ومدير استوديو الأهرام فى الجيزة وبعد سنوات قليلة ماتت أمه وعاش يتيما. وكان لقرب منزل خاله من الاستوديو ما جعل من الاستوديو ملعبه الخاص واستمر فى ذلك حتى دخوله المدرسة وقبل انتهائه من المرحلة الابتدائية أصبح يعلم الكثير عن صناعة السينما، وعند وصوله للمرحلة الثانوية بدأ يعمل فى الاستوديو إلى جانب دراسته. عمل كمساعد مصور فى فيلم وادى الملوك وأثار عمله انتباه مدير التصوير العالمى روبرت سرتس، وبعد أن انتهى تصوير الفيلم وافق مدير التصوير العالمى على مساعدة الشاب فؤاد فى الهجرة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية لدراسة التصوير السينمائى، وكان يدرس فى الجامعة فى الصباح ويعمل فى المساء فى محطة بنزين. ولم يجد سعيد طموحه فى استوديوهات هوليود وخاطب شركات الإنتاج فى أوروبا واليابان، إلى أن سافر إلى عدد من الدول الأوروبية وهونج كونج واليابان وعمل فى العديد من الأفلام الأمريكية، وتخرج فى 1957 ليصطدم بالواقع ويخرج من خياله المشرق إلى ظلمات تحيطه باليأس والإحباط، خاصة بعدما فشل فى الحصول على وظيفة تلائم مجال تخصصه. ولم يقف الأمر عند هذا الحد، حيث اعترض طريقه قيادات اتحادات النقابات الذين أصدروا قرارا بمنعه من العمل فى مجال التصوير السينمائى ليس فى هوليوود فحسب، بل فى جميع أنحاء أمريكا، حاول التفاوض مع مسؤولى النقابات إلا أنهم قاموا بالسخرية منه. وفى أوائل الستينيات حصل فؤاد سعيد على وظيفة مدير تصوير سينمائى فى القسم الرياضى لشبكة سى بى إس الإخبارية والتليفزيونية وفى بعض الأفلام الوثائقية لعدة سنوات، وشرع فى القيام بالعديد من الاختراعات حتى ذاع صيته، وفى السبعينيات وصلت شهرته إلى الذروة حيث أنتج وشارك فى إنتاج عدد من الأفلام الأمريكية وعمل مع كبار مخرجى ونجوم هوليوود، ثم أسس فيما بعد شركة لتوزيع أفلام السينما على شرائط فيديو وكون منها ثروة هائلة. وكانت سويسرا آخر المحطات التى وصل إليها سعيد، حيث يعيش فيها الآن ليقوم باستثمار أموال الحكومة الأمريكية فى البنوك السويسرية، وهو المصرى الوحيد الذى كرمته هوليوود ومنحته جائزة الأوسكار فى الامتياز الفنى عن اختراعه “سينى موبيل”. وبعد وصوله إلى القمة كان له مقولة شهيرة تمثلت فى: "لقد صممت على أن أغلق أبواب هذه الاستوديوهات وأجعل هؤلاء الناس المتغطرسين يفقدون وظائفهم.. إنهم يستخدمون معدات كبيرة الحجم قديمة ومتهالكة مضى عليها 30 سنة، وأصبحت أنتيكات مكانها أحد المتاحف أو مستودعات تجميع سيارات الخردة".