«الإخوان» تشترط عودة مرسي.. الحركة: عودته في يد الشعب جدل واسع أثارته دعوة حركة "6إبريل" الخاصة بإجراء حوار وطني بين الأطراف المتنازعة لرأب الصدع بين القوى المتناحرة ووضع ميثاق شرف إعلامي، وترسيم العلاقات المدنية العسكرية. ورحبت جماعة "الإخوان المسلمين" بالدعوة، لكن مطالبها أظهرت عكس ذلك، إذ أنها جددت تمسكها بالرئيس المعزول محمد مرسي، نقطة الخلاف الدائمة بين الأطراف، ودعت 6إبريل للاعتذار عن مشاركتها في 30 يونيو، كما شددت على ضرورة أن يكون الرئيس عبدالفتاح السيسي وأنصار النظام على مائدة الحوار وعدم استبعاد أي فصيل. وكانت 6 أبريل، قد دعت معارضي السلطات الحالية في مصر إلى حوار يسبق حلول الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير 2011، يكون على رأس أجندته تشكيل حكومة تكنوقراط ذات توجه اقتصادي بحت، تخرج بالوطن من عثرته الاقتصادية جاء ذلك بالتزامن مع دعوة عبد المنعم أبو الفتوح، رئيس حزب مصر القوية، إلى انتخابات رئاسية مبكرة. البيان الرسمي لجماعة الإخوان بالخارج ركز على 4 نقاط أساسية أهمها الترحيب بالحوار مع الفصائل السياسية والمجموعات الثورية المختلفة، وكسر ما وصفه ب"الانقلاب"، القصاص لدماء الشهداء، وعودة الرئيس محمد مرسي، كبداية لأي حوار وطني. وقال الدكتور محمد سودان، القيادي البارز بجماعة الإخوان المسلمين، إنه "لاتفاوض مع المتورطين في دماء أكثر من 7600 شهيد، ولا مع من حول القضاء المصري من أداة لاستيعاب العدالة إلى أداة عقاب لكل من تسول له نفسه معارضة النظام". وأضاف أن "المبادرة لم تُشر إلى أن النظام الحالى هو "نظام انقلابي" استولى على السلطة بالدبابة بعد مؤامرة "خبيثة" استخدم فيها بعض الحركات مثل 6إبريل وغيرها كي يؤجج مشاعر الشارع ويقلبهم على النظام المنتخب، وقد وقعوا هم أنفسهم في هذا الشرك". فيما استنكر سودان أيضًا عدم إعلان الحركة اعتذارها عن المشاركة في 30يونيو التي كانت الطريق ل 3 يوليو، ولم يذكروا شيئًا عن الأحداث التي تتوالى يوميًا في مصر من قهر وظلم وحبس واغتصاب "لبناتنا وأبنائنا وإخواننا"، رغم أن منهم من اعتقل ومازال حبيسًا. وأكد القيادي الإخواني، أن "الحركة لخصت دعوتها للحوار على قضية الانهيار الاقتصادي فقط رغم أن هذا النظام الحالى سرق الشعب وموارده وقوت يومه، وسرق أحلام الشباب وآمالهم في العيش بكرامة وحرية، وفشل في كل مناحي الحياة في مصر، وقتل الحياة السياسية قاطبة". وأوضح أن التبرير الذي وصفه ب"الخنوع" للحفاظ على الوطن "يعد غير مقبول والتنازل عن الكرامة نظير لقمة العيش أمر مرفوض بشدة". أما عن التمسك بمطالب 25 يناير، فقال: "إن الاستحقاقات الانتخابية والمكاسب التي سلبها نظام ما بعد 3 يوليو هي مخرجات 25 يناير، ومن يتمسك بأهداف 25يناير يجب أن يبدأ من حيث توقفنا في الثالث من يوليو، وإلا أصبحت مطالب 25 يناير أمرًا نطالب به من البداية بشكل متكرر، دون التقدم للأمام خطوة واحدة". وأردف سودان "الوقت لم يعد لمبادرات تضيع فيها الأوقات أو الحديث عن شروط للتلاقي على كسر "الانقلاب". وتابع: "دعونا نعمل في الداخل والخارج على إسقاط هؤلاء الذين حطموا آمالنا وقتلوا أبنائنا وحبسوا أشرافنا ودمروا سمعة بلادنا في الداخل والخارج وتاجروا في السلاح والمخدرات حتى يتكسبوا من جراحنا وجراح جيراننا وحولوا الجيش المصري إلى "مرتزقة" وشوهوا سمعة المناضلين الأشراف بفلسطين وغيرها وانحنوا لكل من يدفع لتدمير الأمة الإسلامية أكان هذا منتميًا إلى قوة إقليمية أو شرقية أو غربية. وقال: "الأمر جلل.. فلا تضيعوا أوقاتنا في هراء وهزل يرحمكم الله". من جانبه رحب، قال أيمن صادق، القيادي الإخواني، إنه يرحب بأي مبادرة تدعو للاصطفاف وتوحيد الصف الثوري في مواجهة السلطة الحالية طالما أنها تقوم على أساس لم الشمل الوطني وعدم إقصاء أي من الفصائل الوطنية، وطالما أنها تهدف إلى توحيد الجهود لكسر ودحر ما سماه ب "الانقلاب" ورفضه رفضًا باتًا ونهائيًا. وحول مبادرة "6إبريل"، رأى صادق أن "الغموض اكتنفها من حيث إنهم أشاروا فيها إلى أنها موجهة إلى التيار المدني الديمقراطي". وتابع: "هل لنا أن نتساءل هل هذا المصطلح في مفهومهم ويضم في طياته الإخوان المسلمين وأحزاب التيار الإسلامي؟ أم أنهم بذكرهم هذا المصطلح يؤكدون على إقصائهم للتيار الإسلامي من مبادرتهم، وإن كان غير ذلك فكان يكفيهم قولهم رفاق الثورة". وأعرب صادق عن رفضه للتصريحات التي صدرت من منسقي الحركة وأكدت رفضهم لدعوات التظاهر في ذكرى يناير، موضحًا أن تركهم للتظاهر يعد تراجعًا عن بياناهم الأول، وهذا يؤكد أن موقفهم غامض لا يصح أن ينبني عليه فعل، مشيرًا إلى أن رفضهم التظاهر والتأكيد على التحاور لا يعني إلا أنه تقوية لموقف السلطة الحالية. وأعرب رفضه لأي تحاور مع من لُوثت يداه بدماء المصريين الأبرياء كائنا من كان قائلا: "ولا تصالح ولا مهادنة مهما طال الزمن". في السياق ذاته، قال محمد نبيل القيادي بحركة "6إبريل"، إن المبادرة التي طرحتها الحركة تم توجيهها إلى كل فصائل الدولة بما فيها النظام نفسه، مشيرا إلى أن السيسي هو جزء من مشكلة الدولة ولابد من تواجده في جلسة الحوار حتى تنتهي الأزمة التي تمر بها البلد قبل الانفجار. وأضاف نبيل ل"المصريون"، أن مصر القوية استجابات، والتيار الشعبي معترض على توصيف النظام ب"الانقلاب" بغض النظر عن مصدره". وأشار إلى أن "بعض قيادات الإخوان وافقت على المبادرة وعلى رأسهم يحيي حامد وزير الاستثمار في حكومة الرئيس المعزول محمد مرسي، شريطة ألا يتم الحوار إلابعد الاعتراف بأن ما حدث في يوليو هو انقلاب". ورد نبيل على بيان جماعة الإخوان الذي اشترط عودة مرسي للحوار بقوله إن الحركة ليست وصية على الشعب وإذا أراد الشعب مرسي أو غيره فهو قراره ولن يتدخل فيه إنسان فليتم عرض الرؤية على الشعب وهو من يقرر. فيما تحفظت الناشطة غادة محمد نجيب، على التعليق على مبادرة الحركة، لكنها أثنت عليها، وقالت إن قيادات الإخوان لم يرحبوا بها، لكن الاستجابة جيدة من الشباب، مرجئة سبب رفض الإخوان لهذه الدعوة أنها اشترطت خطوة للجميع من كل الأطراف.