عزل مرسي خدم ثورة 25 يناير بإيصالها لكل الميادين كثرة مبادرات التوافق تقرب التوحد لسنا ستارًا للإخوان وقراراتنا مستقلة لن نعود للعمل السري من جديد قبل أيام قليلة من اختفاء المتحدث باسم حركة شباب ضد الانقلاب، ضياء الصاوي، عقب صدور قرار اعتقاله، واقتحام منزله بحي حدائق القبة، واعتقال شقيقه، ضمن حملة اعتقالات طالت قيادات حزب الاستقلال والتحالف الوطني لدعم الشرعية، قبيل احتجاجات 3 يوليو التي تمت الدعوة لها في ذكرى عزل الرئيس السابق محمد مرسي، كان ل"مصر العربية" حوار معه، أكد فيه أنه لا عودة للعمل السري، لأن حركة التظاهرات علنية، بالرغم من صدور قوانين التظاهر، والإرهاب. وأكد الصاوي في حواره مع "مصر العربية"، أن هناك بعض القيادات تحتجب عن الظهور الإعلامي، حفاظًا على سلامتها ليس أكثر، وهذا تقسيم أدوار داخل الحركات الشبابية. · منذ عزل مرسي والمظاهرات لم تتوقف من حينها ولكن دون جدوى كما يرى البعض.. فهل هناك ما تم إنجازه في هذه الفترة؟ حدث في هذا العام ما لم يحدث منذ ثورة 25 يناير، ففي 25 يناير الثورة كانت منحصرة في ميدان التحرير وبعض الميادين الرئيسية القليلة الأخرى في المحافظات، ولم يكن الشعب المصري بأكمله مشاركًا، ولكن كان قطاع كبير يشارك والشعب يؤيده، ولكن ما حدث منذ 3 يوليو أن الثورة تجذرت أي وصلت لكل الأماكن، فالجموع الشعبية لا تخرج في الأماكن الرئيسية وحسب، ولكن تخرج في القرى والنجوع والشوارع والحواري والمدارس، والجامعات وكل مكان، فوصلت فكرة الثورة لكل القطاعات والفئات والأماكن. · ما الأخطاء التي وقعت فيها ثورة 25 يناير من وجهة نظرك؟ الأزمة في 25 يناير أنه كان بها قيادات ميدانية لا يعلمها أحد وقيادات إعلامية لا علاقة لهم بالثورة، ولكن سعى إعلام مبارك لإبرازهم حتى يظهروا وكأنهم رموز الثورة، رغم أن مواقفهم قبل 25 يناير كانت رافضة لفكرة الثورة، ولكن الجديد في الثورة الحالية أن القيادات الميدانية هي التي تقود الشارع، وهي المتصدرة إعلاميًا. · من يضع أسماء المليونيات والجمعات؟ في الغالب يضعه شباب التحالف الوطني لدعم الشرعية، أو يكون نتاج استجابة من التحالف لدعوات شباب الحركات الأخرى، وربما تكون تسمية الجمعة تلبية من التحالف لهاشتاج أطلق على فيس بوك، ولكن في العموم فإن التحالف من يطلق أسماء الجمعات، وأحيانًا يضع التحالف اسمًا معينًا للجمعة، ويرفع الشارع شعارات أخرى غيرها. · يلام التحالف من قبل البعض على أنه يستنزف الناس في مظاهرات أسبوعية بشكل متتال، ما أفقد المليونيات زخمها، فمن وجهة نظرك، هل التظاهر بشكل متواصل أضر بالحراك في الشارع أم أفاده؟ من وجهة نظري، فإن التظاهر الأسبوعي منطقي، لأن مصر في حالة ثورة، ولا يملك التحالف الوطني ولا الحركات الشبابية، سواء إخراج الناس للشوارع أو منعهم من الخروج، ولكن دور التحالف والحركات الشبابية، يكمن في تنظيم المظاهرات، وخروجها بشكل مختلف ليس أكثر، وهناك مقترحات من قبل البعض تدعو لإيقاف التظاهرات لبرهة في الجامعات، وهذا عرض على الطلاب ولكن الطلاب رفضوا هذا، واستمرت تظاهراتهم بقوة، فلا أحد يملك إيقاف التظاهرات. · أسستم تنسيقية شباب الثورة التي ضمت الكثير من الحركات المعارضة لسلطة ما بعد 3 يوليو، وبعد أن نظمت فعالية قوية أمام قصر القبة، اختفت وقالت بعض المصادر فيها إنها فشلت وتفككت.. فلماذا يكون الفشل مصير أي تحالف ثوري للآن؟ تنسيقية شباب الثورة كان المكون الرئيسي فيها حركة شباب ضد الانقلاب وحركة 18 ومجموعات الألتراس وآخرون، وكان الهدف منها ضم كل الشباب الثوري المناهض لحكم العسكر، ولم نستخدم لقب انقلاب حتى نوسع حجم المشاركين فيها، ولكننا لم ننجح في ضم بعض الحركات المستهدفة في ذلك الحين مثل 6 إبريل، والاشتراكيين الثوريين، وجبهة طريق الثورة، فبدأت كل حركة تعمل منفردة، ولكن ربما ننجح في الفترة القادمة في ضم هذه الحركات، خاصة أننا جميعنا أصبحنا في خندق واحد، فنحن نسعى لتأسيس تنسيقية شبابية للحركات الثورية، تضم الحركات من التيار الإسلامي، وغير الإسلامي حتى تستطيع تحقيق الانتصار. · كنت تلعب دورًا مباشرًا في التقارب بين الحركات المعارضة لسلطة ما بعد 3 يوليو والحركات الثورية المدنية أمثال 6 إبريل وغيرها.. فهل لك أن تروي لنا ما المعوقات التي قابلت أمام تحقيق التحالف بين الفصيلين؟ مبدئيًا التواصل ما زال مستمرًا مع حركة شباب 6 إبريل وجبهة طريق الثورة والاشتراكيين الثوريين، للتوحد مع باقي الحركات المعارضة لسلطة ما بعد 3 يوليو، في كيان جديد ضد النظام الحالي، ومشكلة القوى الثورية المدنية، كانت تكمن في أنها دومًا ما تطلب موقفًا واضحًا من الحركات المعارضة من مسألة عودة الرئيس المعزول من عدمه، والحركات التابعة لتحالف دعم الشرعية مع عودة الدكتور مرسي بينما القوى الثورية المدنية ترفض العودة لفترة حكم مرسي، ولكن نحن ك"شباب ضد الانقلاب" لم نعلن موقفًا محددًا في هذا الشأن للآن، لأننا نعطي أولوية لإسقاط الحكم العسكري، وبعدها الشعب من يقرر هل يعود مرسي أم لا. · وما الذي يوحي لك بأن إمكانية التحالف بين الفصيلين ممكنة؟ ما زالت بعض العقبات التي كانت تعيق التحالف وأبرزها أزمة التوصيفات حول 3 يوليو، هل هو انقلاب أم لا، ولكن الآن لهجة الحركات الثورية المدنية تبدلت بشكل واضح، وخاصة في خطابات 6 إبريل والاشتراكيين الثوريين الذين بدأوا يصفون ما حدث في 3 يوليو بأنه انقلاب عسكري وهو المصطلح الذي كانوا يرفضونه من قبل، واتفاق الجميع الآن على أن ما حدث "انقلاب" وتوافقهم على هدف واحد، وهو إسقاط الحكم العسكري أزاح الكثير من العقبات، ويقرب التوحد بين الحركات الثورية، بكل أشكالها بجانب تنحي بعض القيادات التي كانت مسببة أزمة سواء من جماعة الإخوان أو الحركات الأخرى هو أمر يقرب أمل التوحد. · يقال إن أغلب الحركات المعارضة الحالية هي ستار لجماعة الإخوان، أو تتحرك بأوامر قيادات إخوانية.. فما ردك على هذا؟ هذا الكلام غير صحيح بالمرة، فحركات المعارضة بها بعض شباب الإخوان وبعض المستقلين، ولكنهم لا يأتمرون بأوامر أحد، وهم مستقلون في اختياراتهم، ورفض الطلاب لمطالبة بعض قيادات الإخوان والتيار الإسلامي بالتهدئة خير دليل على هذا. · خرج العديد من القوى الثورية والسياسية بمبادرات للتوافق أمثال مبادرة بروكسل ومبادرة 6 إبريل وبيان القاهرة.. فهل كثرة المبادرات يسهل عملية التوافق أم يعرقلها؟ كثرة المبادرات أمر إيجابي يسهل عملية التوافق، لأن كثرة المبادرات يعني أن هناك مجموعة تسعى لوضع حلول لتسهيل توحد الثوار، وفي النهاية المبادرة القائمة على أساس صحيح هي التي ستنتصر وسيلتف حولها الجميع، شرط أن تكون مبادرات تهدف لحل الأزمة بين القوى الثورية، ولا تهدف للتوافق مع العسكر. · هل تعود الحركات للعمل السري من جديد؟ لا عودة للعمل السري، فنحن إن كان لدينا سرية في التخطيط، فالتحركات تكون علانية، وستظل تحركاتنا علنية، فلن نعود للوراء من جديد ولن ندخل الجحور، فخرج قانون التظاهر وقانون الإرهاب لإرهابنا، ومع ذلك داسه المتظاهرون بأقدامهم في التظاهرات، ولكن هناك بعض القيادات تحتجب عن الظهور الإعلامي حفاظًا على سلامتها ليس أكثر، وهذا تقسيم أدوار داخل الحركات الشبابية. · في النهاية.. أصبح المشير عبد الفتاح رئيسًا لجمهورية مصر العربية هل هذا يثير الإحباط في نفوسكم أو يدعوكم للتراجع؟ على العكس تنصيب السيسي رئيسًا لم يغير شيئًا في المعادلة، فنحن منذ لحظة "الانقلاب العسكري"، ونعلم أن السيسي هو المتحكم في كل شيء، وسواء جاء هو رئيسًا للجمهورية أو صباحي، أو أي شخص آخر، فهذا لن يثنينا عن هدفنا وهو الرجوع لروح ثورة 25 يناير التي لم تحقق أهدافها.