اتخذت دولة الإمارات موقفًا معاديًا من الجماعات والحركات الإسلامية في الوطن العربي بعد ثورات الربيع وخاصة في مصر وتونس بدعمها للطرف المناهض للإسلاميين على حساب عزلهم من السلطة. ودعمت الإمارات حزب "نداء تونس"، المحسوب على نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، في الانتخابات البرلمانية قبل أن يحصل على الأغلبية، كما قامت بدعم الرئيس الجديد الباجي قائد السبسي بهدف الإطاحة بالإسلاميين من الحكم، إلا أن ذلك الوضع لم يستمر طويلًا. وقدم 32 نائبًا في حزب نداء تونس استقالتهم من الحزب، الأسبوع الماضي، وبذلك أصبحت حركة النهضة الإسلامية الكتلة الأولى في البرلمان، وهو الأمر الذي أجبر الرئيس التونسي على السعي للتحالف مع الإسلاميين، وهو ما لم يعجب الإمارات. وأفادت تقارير صحفية بأن هناك تحركًا إماراتيًا سريًا للتدخل في الشأن التونسي، حيث نقل مصدر أمني كبير في جهاز الأمن الإماراتي تفاصيل مهمة عن ذلك، والذي يهدف إلى الإطاحة بالرئيس التونسي وربما اغتياله، بعد تحالفه مع حركة النهضة الإسلامية. وقال المصدر المقرب من ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، والذي لم يتسن ل"المصريون" التأكد من صحة معلوماته، إن التحرك الإماراتي يتضمن مخططًا لإثارة الفوضى في الداخل التونسي، وتنفيذ عمليات إرهابية على الأرض التونسية. فيما أكد مصدر آخر يعمل في مكتب وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد في أبو ظبي، إن التحرك يتضمن أيضًا إمكانية اغتيال رئيس الجمهورية، لإغراق تونس في دوامة من العنف وبحر من الدماء. وأشار المصدر إلى أن أبو ظبي كلفت الفريق خليفة حفتر، وزير دفاع حكومة "طبرق" فى ليبيا، بمهمة تسليح المجموعات المتطرفة داخل الأراضي التونسية لتنفيذ التفجيرات والاغتيالات المشار إليها، وأن جهاز المخابرات المصرية سيرعى هذه التحركات. وكلفت "أبوظبي" القيادي البارز في "نداء تونس" محسن مرزق، والذي يوصف بأنه العميل السري لدولة الإمارات، بتولي مهمة الفوضى والانشقاق السياسي داخل تونس. وبحسب معلومات صحفية، فإن مرزوق يعمل حاليًا ضمن خلية أزمة تدار سرًا من أبو ظبي، لدعم وتمويل الثورات المضادة في دول الربيع العربي، وهي خلية تتولى دعم النظام في مصر وإحداث الفوضى في كل من ليبيا وتونس وسوريا واليمن.