ألمح خبير أمني تونسي بارز إلى دور إماراتي في عملية اغتيال السياسي التونسي البارز شكري بلعيد بهدف نشر الفوضى في البلاد وتحميل حركة النهضة مسؤولية ذلك. وكشف الخبير الأمني التونسي، والأخصائي النفسي يسري الدالي في تصريحات لقناة "المتوسط" التونسية، معلومات يتم الإفصاح عنها لأول مرة، ومفادها أن آخر مكالمتين تلقاهما سائق بلعيد قبل عملية الاغتيال كانتا من دولة الإمارات، ولا يعرف أحد حتى الآن فحوى هاتين المكالمتين. وبحسب الدالي، فإن السائق أيضًا بدا متماسكًا وغير مكترث خلال التحقيقات، التي أجريت معه، وهو ما يزيد من الشكوك حول الرجل ويدفع إلى الاعتقاد أنه ربما كان على علم مسبق بأن الجريمة ستحدث. وطالب الدالي بإعادة التحقيق مع السائق من أجل معرفة تفاصيل المكالمات الهاتفية التي تلقاها من دولة الإمارات، ومن هو الذي اتصل بالرجل قبيل تنفيذ جريمة اغتيال بلعيد. وألمح الدالي إلى أن مقتل كمال القضقاضي، العام الماضي، تم في إطار محاولة طمس الأدلة التي يمكن أن تكشف عن القتلة الحقيقيين لشكري بلعيد، مشيرًا إلى أن الذي اتخذ قرار قتل القضقاضي كان له مصلحة في ذلك، لأن الأخير كان يمكن أن يكشف حقائق مهمة عن مقتل بلعيد". والقضقاضي كان المتهم الأول في قضية اغتيال شكري بلعيد، وكان وزير الداخلية التونسي، لطفي بن جدو، قد أعلن مقتله قبل شهور خلال عملية أمنية استمرت أكثر من 20 ساعة وانتهت بمقتل سبعة إرهابيين، بحسب إعلان الوزير. وبكشف هذه المعلومات، يتم فتح الباب أمام سيل من التساؤلات، في الوقت الذي كان اغتيال بلعيد بمثابة ضربة لحركة النهضة التي واجهت اتهامات طوال الفترة الماضية بالتورط في مقتل الرجل الذي كان معارضًا لحكمها بينما كانت هي في السلطة. وفي حال صحة المعلومات عن تورط أجهزة الأمن الإماراتية، في عملية اغتيال بلعيد، فإن الهدف سيكون إدخال البلاد في فوضى أمنية وإسقاط حركة النهضة من الحكم، وهو ما تم بالفعل حيث اضطرت الحركة الاسلامية للتنحي من أجل تجنب الدخول في أزمة سياسية بالبلاد. وقالت مواقع إعلامية إن أبو ظبي تدير عدة خلايا يقودها محمد دحلان، مستشار ولي العهد، الشيخ محمد بن زايد، لتنفيذ اغتيالات في عدد من بلدان الربيع العربي بهدف نشر الفوضى وإسقاط الحكومات التي تنتمي للاسلام السياسي السني. وكان بلعيد قد اغتيل في تونس في الثالث من فبراير2013، وهو أحد أبرز السياسيين المعارضين لحركة النهضة في تونس، كما أنه أحد مؤسسي الجبهة الشعبية التي تعتبر التجمع اليساري الأكبر في البلاد، وبعد اغتياله دخلت البلاد في أزمة سياسية اضطرت حركة النهضة الى تقديم تنازلات كبيرة من أجل تجنيب البلاد تبعات الأزمة، فيما انصبت الاتهامات على الحركة بأنها تقف وراء متطرفين اغتالوا الرجل.