شهد العام المنقضي ولاول مرة في تاريخ الشرطة المصرية تغيير أربعة من وزراء الداخلية في زمن قياسي لا يتعدي بضعة شهور فبعد سقوط امبراطورية حبيب العادلي الذي ظل جاسما علي كرسي الوزارة لسنوات طويلة بدات من مذبحة الاقصر 17 نوفمبر عام 1997 وحتي تفجرت براكين ثورة 25 يناير 2011 وهي التي انهت امبراطورية العادلي وكان المواطن المصري يترقب وزير الداخلية الجديد الذي يأتي بفكر يساير روح الثورة ومنهجها ويحقق طموحات الشعب المصري الذي عاني كثيرا من تعسف قلة من رجالات الشرطة الذين أسأوا لهذا الجهاز المهم وجاء اللواء محمود وجدي مدير مصلحة السجون الاسبق لكنه لم يستمر سوي بضعة ايام كانت وبالا عليه اذ ترك الاصلاحات الهامة وتك البلطجية يعربدون كيف شاءوا وانشغل بتصفية حساباته القديمة مع من اعتبهم ظلموه في عهد العادلي وتسببوا في خروجه للمعاش دون تجديد لمدته كما كان متبعا في ذاك العهد فأهدي اليه فلول النظام السابق اول هدية من هداياهم وهي موقعة الجمل التي غلفوها بدماء الابرياء وكان لابد ان يرحل وجدي وجاء اللواء منصور عيسوي وزيرا للداخلية بعد غياب عن العمل الشرطي امتد لسنوات طويلة لم يدرس خلالها الاجواء المحيطة جيدا فراح ينفذ نفس المنهج والسياسة التي ادت بدورها للاحتقان والغليان في الشارع وفي عهده انقلبت الشرطة علي نفسها وتفجرت المشاكل بين الامناء الذين شعروا بالمهانة بسبب احوالهم المالية المتردية وعدم علاجهم في مستشفيات الشرطة وعدد من الضباط الذين اطلقوا علي انفسهم ضباط الائتلاف فمثلوا جبهة المعارضة داخل البيت الشرطي وفشل اللواء العيسوي في توحيد الصف وايضا لم ينجح في اعادة الشرطة الي الشارع ...باختصار نستطيع القول ان العيسوي لم يقدم جديدا طوال مدة بقاءه وما ان اشتعلت الاحداث وكادت ان تحرق الاخضر واليابس حتي تغيرت حكومة شرف وهي تحمل معها الخيبة والعار ورحل معها العيسوي الذي لم يحافظ علي تاريخه الرائع في العمل الشرطي بل وترك من خلفه تركة ثقيلة من الهموم تعجز عن حملها الجبال ورثها اللواء محمد ابراهيم مدير امن الجيزة الاسبق الذي جاء بفكر جديد ومنهج متوازن ارسي من خلاله المبدا واكمل التعادل المطلوب بين ركني المعادلة فاعاد الثقة لرجال الشرطة وضرب بيد من حديد علي من تسول له نفسه ان يعتدي علي الامنين سواء كانوا من الشرطة او المواطنين وعلي الجانب الاخر شدد علي فرضية احترام الشرطة لادمية المواطن . محمد ابراهيم قاد الحملات بنفسه ونزل الي الشارع ملتحما بالجماهير ونجح حتي الان في اشعار المواطنين بوجود رجال الشرطة في الشارع ونجح بذكاء شديد في انتشال تالشرطة من بين مخالب الاحداث فجمعت نفسها ولايزال الناس في مصر يحلمون بمزيد من العطاء الامني من اجل استقرار الوضع وعودة الحياة ودفع عجلة الانتاج الي الامام لتحيا مصر. [email protected]