قال وزير الداخلية الفرنسي، برنار كازنوف، إنهم لم يكونوا يعلمون بوجود العقل المدبر لهجمات باريس، "عبد الحميد أباعود"، في أوروبا قبل تنفيذ التفجيرات الإرهابية بالعاصمة، الجمعة الفائت. جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده كازنوف، في باريس، اليوم الخميس، عقب إعلان النيابة العامة، مقتل "أباعود"، والملقب باسم "أبو عمر"، في ضاحية سان دوني بالعاصمة. وأضاف الوزير الفرنسي، أن جهاز استخبارات دولة خارج أوروبا، أعلمتهم في 16 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، بدخوله (أباعود) إلى أوروبا عبر الحدود اليونانية". وأردف كازنوف أن "أباعود لعب دورًا فاعلًا في 4 عمليات إرهابية على الأقل، من أصل 6 في فرنسا، تم إحباطها جميعًا من قبل الأمن الفرنسي، منذ أبريل الماضي، وأحدها كان يستهدف كنيسة، مشيرًا أن "أباعود استخدم نفس التكتيكات في جميع الهجمات السابقة، وكلها كانت مدبرة من الخارج بمساعدة إرهابيين في أوروبا". ودعا كازانووف، لاجتماع وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي، لبحث الإجراءات الأمنية المزمع اتخاذها عقب تفجيرات باريس، لافتًا إلى ضرورة توثيق الروابط الأمنية بين بلاده والاتحاد الأوروبي. جدير بالذكر أنّ العاصمة الفرنسية، شهدت في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي، سلسلة تفجيرات إرهابية، راح ضحيتها 132 شخصًا، وجُرح 352 آخرون، فيما تبنّى تنظيم "داعش" مسؤولية تنفيذ العملية. وبحسب مصادر أمنية، فإن عبد الحميد أباعود، من أصول مغربية، مولود في ضاحية "مولينبيك" البلجيكية، عام 1987، كان يعمل في التجارة، وانضم فيما بعد إلى صفوف تنظيم "داعش" في سوريا ليكون أحد أبرز الشخصيات فيه. وأوضحت المصادر أن والد أباعود، ذو دخل متوسط، وكان يعمل في التجارة، جاء إلى بلجيكا قبل 40 عامًا، وأنه قدم تضحيات كبيرة لتعليم ابنه في أفضل مدرسة إعدادية بالمنطقة. وكان والد أباعود قال في تصريحات للصحفيين "لقد وضعنا ابني في حالة حرجة جدًا..كيف يقتل الأبرياء باسم الله..دمر حياتنا.. إننا مدينون بأشياء كثيرة لهذا البلد". يُشار أن "صلاح عبد السلام" وهو أحد المشاركين في هجمات باريس، وشقيقه إبراهيم الذي فجر نفسه، هم من المقربين لأباعود، وأن لهؤلاء الثلاثة سوابق لدى الشرطة البلجيكية. وكانت وسائل الإعلام البلجيكية قد تناولت بشكل مفصل، انضمام الشقيق الصغير لأباعود، البالغ من العمر 13 عامًا إلى صفوف داعش في سوريا، ويشتهر بكونه أصغر عنصر يخوض الاشتباكات في صفوف التنظيم. وكانت محكمة بلجيكية حكمت غيابيًا بالسجن على عبد الحميد أباعود مدة 20 عامًا، بتهمة "تجنيد أشخاص لصفوف تنظيم إرهابي".