"حظًا أم قدرًا" أصبح مشروب "شويبس" لسان حال المصريين عقب نشر مجلة تابعة لتنظيم "داعش"، صورة تزعم أنها لقنبلة بدائية الصنع أسقطت الطائرة الروسية في شبه جزيرة سيناء الشهر الماضي، ما أسفر عن مقتل جميع ركابها وعددهم 224 شخصًا. "المصريون" تلقى الضوء على الشركة المنتجة للعبوة الغازية المستخدمة في التفجير، والتي ربما خدمها الحظ عندما ظهرت في مجلة "داعش" حتى تصبح لسان حال الجميع. "شويبس للمشروبات الغازية" هي إحدى شركات كوكاكولا العالمية، ومن أقدم شركات المشروبات الغازية في العالم، تأسست في العام 1783 في جينيف، لصاحبها جوهان شويب، ويقع المقر الرئيسي لها في أتلانتا، جورجيا، بالولايات المتحدةالأمريكية. "جوهان شويب" عمل جوهان شويب صائغًا في مدينة جينيف، وهو أول من قام بإضافة الصودا إلى المياه، ليقوم باختراع أول مياه غازية في العالم، ونجح في تعبئتها، وإضافة رسوم رمزية عليها وبيعها في المدينة، وقام بإطلاق اسم "شويبس" على زجاجات المياه، واشتهرت حينها بالمشروب الغازي المنعش. وفي العام 1792 انتقل جوهان شويب إلى لندن، ليقوم بافتتاح مصنع للمشروبات الغازية في العاصمة الإنجليزية، ومن خلاله انتشر المنتج في باقي أنحاء العالم. "شويبس في الأسواق المصرية" في مصر، انتشرت "شويبس" كثيرًا في الأسواق المصرية، محققة نجاحات عالية، حتى في ظل تواجد منافسة شديدة في السوق بين كثير من منتجات المشروبات الغازية الأخرى، وأحدثت "شويبس" طفرة في عالم المشروبات الغازية، حيث كانت من أوائل المشروبات التي جمعت بين الصودا و"فتافيت" الفاكهة الطبيعية. وأطلقت "شويبس" بعد ذلك نكهات مختلفة كاليوسفي والبرتقال والليمون ومياه التونيك، ولذلك ظل اسم "شويبس" محتفظًا بجودته وطعمه عند المصريين، وتزايدت مبيعات "شويبس" كثيرًا، ولاسيما في الثمانينيات مع انطلاق أولى حملاتها مع الفنان الكوميدي الراحل، حسن عابدين، التي أطلق عليها "سر شويبس"، حيث تفاعل المصريون كثيرًا معها، وكانت تدور حول قيام عابدين بالسفر حول أنحاء العالم لاكتشاف سر طعم شويبس، في إطار كوميدي مبدع. وفي العام 2014 حققت "شويبس" نجاحًا هائلًا من خلال إعادة طرح شويبس في الأسواق المصرية، حيث استطاعت الشركة جذب ثقة المصريين من خلال تقديم نكهات جديدة كالرمان والبيناكولادا، وإعادة فتافيت الفاكهة الطبيعية إلى جانب شكل جديد ومميز عن طريق واحد من أكبر خطوط الإنتاج في مصر. وحققت على سبيل المثال "شويبس رمان الجديدة" نجاحًا بنسبة 400% من خطتها المتوقعة خلال العام 2014، ومع بداية العام 2015 أعلنت الشركة عن استكمال حملة "سر شويبس" بعد غياب دام لمدة 30 عامًا. الأمر الذي فسره نشطاء التواصل الاجتماعي بأنه بمثابة تبرئة للعرب من إرهاب داعش، كون التنظيم أجنبيًا، يضم عناصر من دول أوروبية، ويحصل على تمويلات من استخبارات أجنبية، لذلك لم يكن مستغربا اختيار عبوة لمشروب تنتجه شركة أمريكية. الأمر ربما يكون صدفة، لكن تلك الصدفة جاءت غير عربية بكون الشركة المصنعة للمشروب وللعبوة المستخدمة في التفجير شركة غربية، ما يدعم اتهامات نشطاء بتورط دول غربية في دعم وتمويل "داعش".