عبد الحميد أباعود.. اسم سيحفر طويلا في ذاكرة الفرنسيين، إذا ثبتت الاتهامات الموجهة له من المخابرات الفرنسية والبلجيكية، بالوقوف وراء هجمات باريس الدامية يوم الجمعة الماضي. "أباعود" بلجيكي من أصل مغربي، عمره (27 عاما)، وتصنفه أجهزة الاستخبارات الأوروبية بأنه أحد أبرز وجوه تنظيم "الدولة الإسلامية" في أوروبا. اسمه الحركي "أبو عمر" أو "البلجيكي"، ومن المرجح أنه يكون العقل المدبر لاعتداءات باريس التي قتل فيها 132 شخصا وجرح فيها المئات. وحسب مصادر أمنية، فإن البلجيكي المغربي الأصل هو الممول والعقل المدبر وراء هجمات باريس، ويعتقد أنه كان زعيم الخلية الإرهابية التي فككتها الاستخبارات البلجيكية في يناير الماضي. وينحدر "البلجيكي" من منطقة ديلونوي الشعبية في ضواحي العاصمة البلجيكية بروكسل، حيث يقيم عدد كبير من المهاجرين خاصة المغاربة. وفي شباط الماضي، أكد عبد الحميد أباعود بينما كانت السلطات البلجيكية لا تزال تبحث عنه، لمجلة "دابق" الإلكترونية الصادرة عن تنظيم "الدولة الإسلامية" أنه تمكن من الدخول إلى سوريا. ويظهر أباعود في تسجيل فيديو يخاطب فيه الكاميرا بينما يقود سيارة تسحب جثثا مشوهة نحو حفرة. وحكم القضاء البلجيكي غيابيا عليه بالسجن لمدة عشرين عاما في تموز/يوليو ضمن محاكمة شبكات تجنيد جهاديين في بلجيكا إلى سوريا. وبرز اسم أباعود في الصحف البلجيكية منذ العام 2014 بعد أن قام بخطف شقيقه يونس وأخذه إلى سوريا عندما كان لا يزال في الثالثة عشرة من عمره. وتقدم والد أباعود عندما انقطعت عنه أخبار نجليه بدعوى مدنية ضد ابنه البكر. وتؤكد السلطات الفرنسية أن التخطيط لهجمات باريس جرى من أراضي سوريا، بواسطة خلية إرهابية في بروكسل، وذلك في الوقت الذي شنت فيه الشرطة البلجيكية عملية واسعة لاعتقال المشتبه به الرئيسي.