كشف عدد من الخبراء والمحللين الاستراتيجيين، السر وراء الترويج الإعلامى الإسرائيلى بوقوع مواجهات محتملة مع مصر فى حالة صعود الإسلاميين وتوليهم مقاليد الحكم، بأنه مخطط تسعى إسرائيل من خلاله لزيادة عدد جنودها على الحدود المصرية. فمن جهته، استبعد اللواء محمود قطرى، الخبير الاستراتيجى، أن تحدث مواجهات ما بين مصر وإسرائيل فى المرحلة المقبلة حتى ولو صعد الإسلاميون للحكم، وقال إنما هى مخاوف تحاول إسرائيل إعلانها لزيادة جنودها على الحدود المصرية وإنشاء قوات جديدة لزيادة قوتها العسكرية دون أن يحاسبها أحد. وقال الدكتور محمد الجوادى، خبير الأمن القومى إن احتمال وقوع هجمة محتملة بين إسرائيل ومصر مرتبط بعدة عوامل يأتى على آخرها تخوفهم من صعود الإخوان المسلمين للحكم وليس هو العامل الرئيسى كما يحاولون أن يشيعوا، لافتا إلى أنها محاولة لإلهاء شعبها عن الأزمات الداخلية. ومن جانبه، أشار الدكتور سامح عباس، الخبير بالشئون الإسرائيلية، إلى أن المرحلة الأولى من حالة التأهب لدى إسرائيل قد بدأت بالفعل، وذلك بسبب نجاح حزب الحرية والعدالة والظهور القوى لحزب النور، الذى تسبب فى زيادة حالة القلق لديهم مؤكدا تأهب إسرائيل لبداية حرب استباقية فى حالة وصول الإسلاميين للحكم. وأضاف عباس أنهم بدأوا فى بناء مستوطنات جديدة فى منطقة النقرس وهى تشبه سيناء تماما، إلى جانب انتشار عدد كبير من جنود الجيش الإسرائيلى على الحدود. وأوضح عباس أن إسرائيل تبنى جدارا إلكترونيا لرصد كل شىء على الحدود المصرية، ينتهى خلال العام المقبل كان مقرر له الانتهاء فى 2015 ولكن بعد الثورة قرروا الانتهاء منه عاجلا مشيرا إلى أنه انعكاس لتخوف إسرائيل واستعدادهم للحرب. ومن جانبه، قال عصام العريان، القيادى بجماعة الإخوان إن الجماعة ليس لديها أى تخوف من إعلان إسرائيل النية لخوض حرب على مصر وتهديداتها المستمرة، وتابع "نحن لسنا من نحكم مصر الآن لأن الانتخابات لم تنته بعد والأمر حاليا بيد الحكومة المصرية فهى وحدها المسئولة عن التعامل مع الدول الخارجية وليست جماعة الإخوان. وفى ذات السياق، قال الدكتور محمد عبد السلام، مدير برنامج الأمن القومى بالأهرام، إن إسرائيل فى حالة ترقب وتقييم مستمر طوال الوقت للأحداث فى مصر، وربما تكون الصحف الإسرائيلية التى نشرت أن جيش الاحتلال الصهيونى ربما يستعد لمواجهة مع مصر، فى حال وصول الإسلاميين إلى الحكم هى مجرد توقعات وتنبوءات ليس أكثر. وأضاف عبد السلام أنه من غير المتوقع حدوث مواجهات بين مصر وإسرائيل حتى إذا حكم الإسلاميون مصر، خاصة أن جميع التصريحات الإسلامية تؤكد رفضهم لشن أى حروب مع إسرائيل، أو حتى مجرد التفكير فى إلغاء معاهدة السلام معهم. وكانت تقارير إسرائيلية نشرتها صحيفة "يديعوت أحرونوت" أمس كشفت أن هناك نية لإعادة تشكيل وحدات مقاتلة، سبق تفكيكها منذ 7 أعوام على الحدود، وأن الجيش سيكون فى حاجة للبدء فى إنشاء تشكيلات ووحدات وشراء منصات وأنظمة صواريخ جديدة لمواجهة التهديدات المستقبلية المحتملة مع مصر.