أدان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قتل الأبرياء والتعرض لأماكن ودور العبادة لغير المسلمين بالتدمير، وذلك على خلفية أحداث تفجيرات الكنائس في نيجيريا. وأعلن الاتحاد في بيان أصدره أمس ووقع عليه رئيس الاتحاد د. يوسف القرضاوي والأمين العام د. علي محي الدين القرة داغي استنكاره وتحريمه الكامل قتل الأبرياء من المسلمين وغير المسلمين مهما اختلفت معتقداتهم الدينية وأصولهم العرقية، مفتياً بحرمة التعرض إلى أماكن عباداتهم بالتفجير والتدمير. وأضاف الاتحاد فى البيان: أنّ الإسلام برىء من كل ما ينسب إليه من مثل هذه الأعمال مهما حاول أصحابها الانتساب إليه والممارسة باسمه، من مثل هذه المجموعة التى تبنت هذه التفجيرات. وحذر الاتحاد من أن تشهد نيجيريا أعمال عنف طائفى بين المسلمين والمسيحيين مثل ما حدث من قبل وراح ضحيته عدد كبير من القتلى والجرحى من المسيحيين والمسلمين أيضا، مضيفا "وهكذا تبقى نيجيريا تعيش هذه الدوامة من العنف والعنف المضاد". وأكد الاتحاد على أن منهج الإسلام فى التعامل مع غير المسلمين هو ما بينته الآيتان المحكمتان من سورة الحشر "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين". ودعا الاتحاد الطرف الآخر من المسيحيين إلى عدم إثارة التوتر، مطالبا الحكومة في نيجيريا بضرورة تشكيل لجنة دائمة من الحكماء من الطرفين لمنع هذه الفتن والبحث عن أسبابها. كما دعا المسلمين في نيجيريا إلى التعبير وبوضوح عن رفضهم وإدانتهم لمثل هذه الأعمال التي ترتكب باسم الإسلام دين المحبة والسماحة والعدل والأخوة. وحث بيان الاتحاد الحكومة النيجيرية إلى تطبيق القانون بشكل عادل ضد كل من يقوم بمثل هذه الأعمال المروعة ويدعو إلى تأجيج الحرب الدينية بين مكونات الشعب النيجيري من المسلمين كانوا أو من المسيحيين ودعم كل المؤسسات والجمعيات المعتدلة التي تدعو إلى التعايش السلمي بين مكونات هذا الشعب من مسلمين ومسيحيين للحد من هذه المظاهر المتشددة والمتطرفة من الجانبين. في السياق استنكر د. يوسف القرضاوي في خطبة الجمعة اليوم من الدوحة انفجارات نيجيريا الأخيرة، والتي استهدف فيها بعض المسلمين المنتمين لجماعة "بوكو حرام" دور العبادة المسيحية "الكنائس"؛ الأمر الذي أسفر عن نسف بعض الكنائس ووقوع عدد من القتلى والجرحى، مؤكدا أن الإسلام لا يقبل بهذا الفعل في أي بلد إسلامي. وأشار القرضاوي إلى أن الإسلام يحمي الكنائس ويحافظ عليها ويحرسها، ولا يجوز الاعتداء على أي كنيسة، وأن أي مسلم يفعل هذا فإنه يخرج عن الإسلام، ولا يمثل الأمة الإسلامية ولا يمثل إلا نفسه؛ لأن الإسلام لم يأمر بهذا، بل أمر بحمايتهم والحفاظ على حقوقهم، مشددا على أن الأمة الإسلامية ترفض مثل هذه الأفعال. وأضاف القرضاوي أن الكنائس عاشت في ضياء الإسلام وفي كنف وحماية المسلمين لقرون طويلة، يعبدوا فيها ربهم كما يحلو لهم، لافتا إلى أن العهد الذي بيننا وبين الأخوة المسيحيين يقضي بأن ينعموا بحياة كريمة ولهم كامل الحرية في ممارسة شعائرهم الدينية، مشيرا إلى أن المسيحيين هم "أهل دار الإسلام"، أي مواطنين من أهل الوطن مثل المسلمين لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين من واجبات؛ إلا ما اقتضاه الدين فيما يحله ويحرمه كل دين على اختلاف طبيعته.