قررت وزارة الطيران الروسية حظر رحلات شركة مصر للطيران إلى روسيا بداية من غداً 14 نوفمبر ليشكل هذا الأمر صدمة جديدة لنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، والذى كان يعول كثيرًا على الدب الروسي على اعتباره داعمًا قويا له بعد أحداث الثلاثين من يونيو . وكان سقوط الطائرة الروسية في شبه جزيرة سيناء، السبت الماضي، سببا كبيرا في تخلي الدول الكبرى "بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا وروسيا "عن دعمها لمصر،وأعلنتها واضحة أنها لن تدعم مصر وإدارتها على حساب إلحاق الأذى بفرد من شعبها . رحل آلاف السياح الروس والبريطانيين من المنتجع السياحي "شرم الشيخ" بعد أن قررت موسكو إيقاف كافة الرحلات الجوية إلى مصر، وقررت بريطانيا وقف الرحلات إلى شرم الشيخ مع تنامي ترجيح فرضية إسقاط الطائرة الروسية بقنبلة. لم يعبأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بصداقته القوية مع الرئيس عبد الفتاح السيسي وقررت روسيا على الفور، وقف الرحلات الجوية الروسية إلى شرم الشيخ، مع اتخاذ كافة التدابير اللازمة لاستعادة السياح الروس من شرم الشيخ، حيث يقضى الآلاف من روسيا عطلاتهم في مصر حاليا وهو ما شكل غضب كبير فى القاهرة حيث أن القرار الروسي سيؤثر بشكل كبير على قطاع السياحة المصرية. الرئيس عبد الفتاح السيسي أعطى روسيا، اهتماما بالغا وكثف من زياراته الخارجية إليها منذ أن كان وزيرا للدفاع وحتى توليه منصب رئيس الجمهورية. وكانت أولى زيارات السيسي لروسيا في 15 فبراير 2014حينما كان يتولى وزير الدفاع آنذاك، وأعرب الرئيس الروسي عند دعمه لترشح السيسي لرئاسة البلاد، وأهداه بوتين حينها، معطفا أزرق اللون مزينا بنجمة خماسية حمراء، كما أهداه سلاحا روسيًا، من نوع "كلاشنكوفAK- 47"، حيث استخدم ذلك السلاح لأول مرة بالجيش الروسي 1974 ويستخدم بالغاز، وتقدر سرعة رمي الرصاص ب600 طلقة في الدقيقة، واستمرت تلك الزيارة ليومين. واتجه السيسي، للمرة الثانية لزيارة روسيا في أغسطس 2014، وتكرر الحديث في الإعلام المصري عن إبرام صفقات سلاح ضخمة بين الجانبين الأمر الذى تم نفيه على لسان السفير الروسي لدى القاهرة هذه التقارير، مؤكدا أن الأنباء التي تتناولها وسائل الإعلام المصرية عن صفقات السلاح الروسي، وأنواعها، ومواعيد تسليمها، غير صحيحة . على الجانب الآخر، زار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مصر في فبراير 2015. سبق الزيارة تمهيد إعلامي كبير، حتى أن التلفزيون الرسمي تجاهل تماما وقوع عشرات الضحايا من مشجعي نادي الزمالك أمام استاد الدفاع الجوي . وتوالت بعد ذلك زيارات السيسي لروسيا لتصل ل 5 زيارات والتي كان أبرزها مشاركته في 8 مايو 2015: احتفالات الشعب الروسي في الذكرى ال70 للنصر في الحرب الوطنية العظمى،وكان في استقباله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وشارك في هذه الاحتفالية 68 زعيمًا أجنبيًا، وكذلك الأمناء العاملين في منظمات اليونيسكو، ومجلس الأمن، حيث شارك السيسي في مسيرة يتقدمها هؤلاء الزعماء حاملين ورودًا حمراء، احتفاءً بالذكرى . وقرر السيسي زيارة روسيا في 25 أغسطس الماضى وكان في استقباله، نائب وزير الخارجية الروسي، رئيس المراسم، سفير روسيابالقاهرة، السفير المصري بروسيا محمد البدري لتكون آخر زيارة قبل سقوط الطائرة الروسية في سيناء آواخر أكتوبر الماضى . الطائرة الروسية جاءت لتكون نقطة فاصلة في علاقة السيسي ببوتن ، فقد شكل قرار روسيا بوقف رحلاتها الجوية إلى مصر تخبطا دبلوماسيا للإدارة المصرية وكأنها ضربة مفاجأة من روسيا ، والتى تعد حليفا استراتيجيا وعسكريا مهما لمصر في هذه الفترة ليبقى السؤال قائما هل سيؤثر قرار منع روسيا رحلتها لمصر على العلاقة بين البلدين؟.