جاء حصول الأحزاب الإسلامية –النور والأصالة والبناء والتنمية- على 80 مقعدا، خلال انتخابات المرحلتين الأولى الثانية، رغم انشقاقهم عن التحالف الديمقراطى –الذى كان يتقدمه حزب الحرية والعدالة الإخوانى، مبشرًا لهذه الأحزاب، خاصة بعد أن كان البعض يعتقد أنهم لن يحصلوا على أكثر من 6 أو 7 مقاعد نتيجة بعدهم عن التحالف مع الإخوان الأكثر تنظيما وشعبية فى الشارع. والحصول على هذا الكم جعل البعض يفسره بأن التحالف الإسلامى – أحزاب النور والأصالة السلفيين والبناء والتنمية التابع للجماعة الإسلامية - ستكون المعارضة القوية للأغلبية التى بات يمثلها التحالف الديمقراطى، الذى يتقدمه حزب الإخوان، بعد حصول هذا التحالف على 52% من عدد مقاعد البرلمان، حتى الآن أى خلال الجولتين الأولى والثانية للانتخابات البرلمانية، ورغم ذلك فإن هنا فريق يرى أن تحالف الأحزاب الإسلامية يوقف تفرد الإخوان بالقرار. فهناك فريق يرى أن حصول التحالف الديمقراطى على غالبية المقاعد فى البرلمان من الممكن أن يستنسخ منه "حزب وطنى جديد" داخل البرلمان من شأنه أن يصدر قرارات ليست فى صالح الشعب المصرى، وفصيل أخر يرى أن أى تحالف فى النهاية إنما يصب فى مصلحة مصر، ومع وجود رأى ورأى معارض له، هذا من شأنه أن يثرى الحياة السياسية فى مصر، ويحدث نوعا من التوازن داخل البرلمان. فى البداية، أوضح الدكتور نصر عبد السلام، رئيس حزب البناء و التنمية، أن التنوع يصب فى مصلحة الإسلام عموما، معتبرا أن قوائم التحالف الديمقراطى لم تكن تتسع لكل المرشحين، ومن ثم أصبحت العديد من الدوائر مغلقة على حزب البناء والتنمية رغم شعبيته الكبيرة وهذا ما أثبتته المرحلتين الأولى والثانية، مشيرا إلى أنه لا يستبعد أن يحدث تحالف بين الأحزاب الإسلامية تحت قبة البرلمان إذا استشعر الإسلاميون الخطر . أما الدكتور وحيد عبد المجيد، منسق عام التحالف الديمقراطى، فنفى أن يكون التحالف خسر بخروج الأحزاب الإسلامية منه، مشيرا إلى أن الانتخابات لا تقاس على هذا النحو فلكل مرحلة ودائرة ومحافظة ظروفها ولها أبعادها السياسية، مدللا على تفوق الحرية والعدالة على النور فى الإسكندرية معقل التيار السلفى. وأوضح، أن التنوع فى القوى البرلمانية يكون أفضل خاصة، أن التنوع الذى حدث فى هذا البرلمان لم يسبق له مثيل فى الحياة البرلمانية من قبل حيث يوجد ممثلون ل23 حزبا فى البرلمان فى الوقت الذى لم يتعد فيه ممثلو الأحزاب فى عهد النظام السابق 6 أحزاب على الأكثر، إضافة إلى التنوع النوعى حيث توجد أحزاب من أقصى اليسار متمثلا فى التيار الماركسى إلى أقصى اليمين متمثلا فى التيار السلفى، مشيرا، إلى أن مصر موجودة كلها فى البرلمان بصورة أو أخرى عن طريق ممثليها. وقال عبد المجيد، إن التحالف على استعداد للتعاون و العمل المشترك مع مختلف القوى و الأحزاب التى ترغب فى ذلك لتغليب المصلحة العامة على الخاصة فى لحظة دقيقة فى عمر البلاد تحتاج إلى تكاتف القوى فيها دون أن يتعارض هذا مع التنوع المطلوب فى البرلمان، مشيرا إلى أن التحالف الديمقراطى بصفته صاحب الأغلبية بما يقرب من 52% من إجمالى المقاعد البرلمانية، حتى الآن بالضرورة سيكون هو الطرف الذى يسعى للمبادرة و جمع الشمل و التعاون مع من يرغب ولا يرفض أحدا و يمد يده لكل الأطراف حتى للأحزاب التى لديها تمثيل بسيط فى البرلمان.