دعا مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدري في العراق، الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، إلى الوحدة والتنسيق خلال الفترة القادمة، لمحاربة التكفيريين، على رأسهم تنظيم داعش، في سورياوالعراق والبحرين واليمن، بحسب رسالة بعثها اليوم لشيخ الأزهر. ورحب الصدر، بدعوة شيخ الأزهر التي أطلقها قبل أيام خلال لقاء تليفزيوني للحوار مع الشيعة، والذي أقر فيه بإسلام المذهب الشيعي، رافضًا تكفيرهم. وخلال الفترة الأخيرة، صب القيادي الشيعي اهتمامه على تصريحات شيخ الأزهر، بعد تفنيد الأخير الاتهامات التي وجهها بعض المنتسبين إلى المذهب الشيعي ضد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وضد أم المؤمنين عائشة، رضي الله عنها. وتأتي تلك الرسالة التي بعثها كثاني رسالة يرسلها لشيخ الأزهر خلال شهور، وذلك بعد أن بعث رسالة في 17 يوليو الماضي، منتقدًا فيها تصريحات الطيب بعدم وجود دليل على إمامة علي رضي الله عنه. كما تأتى بعد رسالتين هاجم فيهما النظام المصري على خلفية غلق مسجد الحسين، بالتزامن مع احتفالات الشيعة بيوم عاشوراء، مشبهًا ذلك القرار بغلق بيت المقدس أمام المسلمين. ورفض الشيخ شوقي عبد اللطيف، وكيل وزارة الأوقاف، دعوات الحوار بين السنة والشيعة في الوقت الراهن قائلاً إنها "غير مقبولة"، رافضًا في الوقت ذاته دعوة مقتدى الصدر للأزهر، للتنسيق لمواجهة التكفيريين على رأسهم تنظيم "داعش" في سوريا ومصر والعراق، موجهًا تساؤلا للزعيم الشيعي: "إيه الفرق بينك وبين داعش؟". وتابع قائلا ل"المصريون": "الصدر ورجاله أوجدوا الانشقاق بين الشيعة والسنة في العراقوسوريا وحاليا في اليمن". وعزا رفضه للحوار مع مقتدى الصدر إلى كونه وحسن نصر الله زعيم "حزب الله" اللبناني في الأساس رجال إيران في المنطقة العربية. واتهم عبداللطيف، إيران بأنها "تبث حاليًا سمومها في الدول العربية، في العراقوسوريا ولبنان واليمن والسعودية، كما أنها باتت بالنسبة العرب شبه عدوانية، خاصة في دول الخليج، خاصة أنها مازالت تحتل الجزر الإماراتية الثلاث، كما أنها تصدر الإرهاب للدول العربية، فضلاً عن أنها تحتفي بقاتل السادات والذي أطلقت اسمه على أحد شوارعها". وشدد وكيل وزارة الأوقاف، على أنه لن يكون هناك حوار مع الشيعة قبل عودة إيران إلى رشدها، وكف يد رجالها عن المنطقة. من جانبه قال الدكتور محمد عبد العاطي، عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر، إن "الإسلام دين عالمي يستوعب ويدعو للحوار مع كل الناس وحتى الكافرين، كما قال الله سبحانه وتعالى: "تعالوا إلى كلمة سواء"، وعلى أية حال إذا كان الله يأمرنا بالتحاور مع غير المسلمين، فمن الطبيعي أن يكون هناك حوار بين المسلمين". وأضاف عبد العاطي، أن الإسلام يدعو للحوار كما قال الله سبحانه وتعالى: " ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة"، وقوله للرسول صلى الله عليه وسلم: "فذكر إنما أنت مذكر ليس عليهم بمسيطر"، فالشيعة في النهاية مسلمون وإذا كنا مختلفين في المذاهب، وبحسب قول الله تعالى: "هو سماكم المسلمين" ولم يقل الشيعة أو السنة، كما جاء في الآية "إن أمتكم أمة واحدة"، وذكر أيضًا في الآية "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا". وأشار عميد الدراسات الإسلامية إلى أن "ما يفعله الشيعة من سب للرسول والتجاوزات في حق الدول العربية، يجب حلها بالحوار ودعوتهم للتآخي والتعاون وأن يغير بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه، كما قال الله في كتابه: "إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم". وتابع "كما أن الإسلام يأمرنا بالتعاون على البر والتقوى، وألا نتعاون على الإثم والعدوان، فالخلاف والفرقة لا يأتي إلا بالضعف، وكل هذا يجعلنا نسعى للود أفضل من العداء والقتل، وقبول الدعوة السلفية ليست لتأييدنا ما يفعلوه من انتهاكات وأخطاء، بل للبحث عن تعديل، فإذا مدّ الشيعة يدهم للسلم فيجب مدّ أيدينا أيضًا للسلم والمحبة، فالأزهر مفتوح وعنده كامل الاستعداد للتحاور مع كل الناس".