قال "يوني بن- مناحيم" المحلل الإسرائيلي للشئون العربية، إن حادث الطائرة الروسية أوقع أضرارًا اقتصادية كبيرة لمصر، وأن الرئيس عبد الفتاح السيسي يخشى بشدة من تلك الأضرار، خاصة أن معظم التكهنات تسير في اتجاه تعرضها لعملية إرهابية. وقال "بن- مناحيم" في مقال بموقع "news1” إن تنظيم "داعش" نجح في التسبب ب"ضرر بالغ لمصر وتشويه صورة نجاح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في الحرب التي أعلنها على الإسلام المتشدد في مصر".
وأضاف أنه في وقت يخشى السيسي من زعزعة نظامه، فإن جماعة “الإخوان المسلمين” لا تخفي شماتتها في الرئيس وتحاول استغلال تحطم الطائرة الروسية للتحريض ضد نظامه، مشيرا إلى دعوة القيادي بالجماعة جمال حشمت دول العالم للتدخل عسكريا فيما يحدث بسيناء. على حد قول المحلل الإسرائيلي.
إلى نص المقال.. رغم عدم وجود نتائج نهائية حتى الآن للتحقيقات في حادث تحطم الطائرة الروسية بشبه جزيرة سيناء، وتأكيد لمعلومات استخبارية بحوزة عدد من الدول الغربية تفيد بأن تنظيم داعش نجح في زرع قنبلة على الطائرة، يبدو بشكل واضح أن داعش نجح في التسبب بضرر بالغ لمصر وتشويه صورة نجاح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في الحرب التي أعلنها على الإسلام المتشدد في مصر.
موقف داعش في العالم العربي تزايد قوة، وسوف يسهل ذلك عليه تجنيد مزيد من المتطوعين الجدد من دول عربية، بثت شبكة بي.بي. سي البريطانية فيديو جرى تصويره في مدينة الرقة السورية، يظهر فيه مقاتلو داعش وهم يحتفلون بتحطم الطائرة الروسية.
لحين اتضاح الحقيقة حول ملابسات تحطم الطائرة الروسية بسيناء نجح تنظيم داعش في دمج رسالتين هامتين في الوعي العالمي، الأولى أن روسيا تدفع ثمن غاراتها على معاقل داعش بسوريا، والثانية أن مصر لا تسيطر على الوضع بشبه جزيرة سيناء رغم عملياتها العسكرية ضد جناح داعش المسمى “ولاية سيناء”.
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقف الرحلات المدنية لمصر دون التشاور مع الحكومة المصرية، تحدث هذا الأسبوع تليفونيا مع الرئيس السيسي وانتهى معه إلى تعزيز التعاون الأمني بين الدولتين في مجال الطيران المدني.
نجح تنظيم داعش الذي تبنى مسئولية إسقاط الطائرة الروسية، عبر وسائل تعهد بكشفها فيما بعد، في دفع عدد من دول العالم لتبني روايته رغم أنه ليس هناك حتى الآن أساس تقني لمزاعمه أو نتائج تحقيقات، وأوقفت تلك الدول رحلاتها لشرم الشيخ. ويعتمد الميل لتبني رواية داعش على معلومات استخبارية فقط، لكن مصر تلقت ضربة قاسية نتيجة لارتباكات صعبة في طيرانها المدني.
ضربة قاسية للاقتصاد المصري إذا ما اتضح فعلا بشكل مؤكد أن تنظيم داعش نجح في زرع قنبلة على متن الطائرة الروسية، فسوف يكون لذلك عواقب وخيمة على الطيران المدني من وإلى مصر، لقد أثبت تنظيم داعش أن باستطاعته تنفيذ هجمات داخل القاهرة أيضا، وليس فقط سيناء، وسوف تضطر السلطات المصرية لإعادة تنظيم منظومة الأمن في المطارات بمصر.
حتى الآن نجح داعش في الإضرار بالسياحة المصرية، مصر منشغلة الآن بإخلاء آلاف السياح الذين يغادرونها في أعقاب تحطم الطائرة الروسية، وهناك في مصر الآن أكثر من 80 ألف سائح روسي ونحو 20 ألف سائح بريطاني، وسوف يكون لهذا الحادث تأثير سلبي على السياحة في مصر إزاء الكريسماس وبدء موسم الشتاء، بيت القصيد أن الاقتصاد المصري، الذي تعتبر السياحة جزءا هاما منه، سوف يتضرر بشكل صعب.
انتقدت صحيفة “الأهرام” الناطقة بلسان النظام المصري بشكل حاد الشكل الذي تصرفت به دول العالم في أعقاب تحطم الطائرة الروسية، وجاء في افتتاحية الصحيفة الصادرة في 8 نوفمبر :”قرارات سحب السياح والرعايا من مصر بهذه الطريقة والكيفية، توجه ضربة مؤلمة للسياحة المصرية، وتثير شكوكا واسعة فى مدى قدرة إجراءات الأمن المصرية.. ما قد يلقى بظلال على فرص الاستثمار أيضا.. وهذا بالضبط ما يسعى إليه الإرهاب والإرهابيون”.
مصر محبطة من تصريحات رئيس الوزراء البريطاني والرئيس الأمريكي أوباما بشأن إمكانية تعرض الطائرة الروسية لعمل إرهابي، يلمح المصريون إلى أن هناك تطابق أمريكي- بريطاني في المصالح لإحراج روسيا، من خلال تلك التصريحات، حول تدخلها العسكري في سوريا والثمن الذي تدفعه على ذلك، لكن في حقيقة الأمر تولد تلك الأمور شعورا بالذعر والخوف في كل ما يتعلق بالسياحة في مصر.
داعش يتمدد بسيناء القيادة المصرية واثقة من أن تنظيم داعش يعمل وفقا لخطة منظمة هدفها فصل شبه جزيرة سيناء عن مصر وتحويلها إلى جزء من "الخلافة الإسلامية”.
تدور المخاوف المصرية حول نجاح إرهاب داعش في التمدد من شمال شبه جزيرة سيناء إلى باقي أجزائها، بعدما كانت منطقة شرم الشيخ تعتبر لفترة طويلة منطقة هدوء من الناحية الأمنية.
نشرت صحيفة “العربي الجديد” في 6 نوفمبر تحقيقا يفيد بتمدد تنظيم داعش تجاه وسط شبه جزيرة سيناء.
وفقا للتقرير الذي يستشهد بأحد الشيوخ البدو في منطقة وسط سيناء، فإن عناصر داعش يتواجدون بجميع مناطق سيناء، بشكل خفي، بعكس منطقة شمال سيناء التي يظهرون فيها علانية في مسيرات عسكرية حاملين السلاح.
منطقة وسط سيناء منطقة جبلية يسهل الاختباء بها ووفقا للتقرير تحوي مخازن أسلحة وتستخدم لتدريبات مقاتلي داعش. إحدى التقديرات أن عناصر داعش قد هربت إلى وسط سيناء بسبب الضربات المؤلمة التي تلقاها التنظيم على يد الجيش المصري بمنطقة الشيخ زويد بشمال سيناء.
نظام السيسي في أزمة ويخشى من الأضرار الاقتصادية الكبيرة المتوقعة، ومن زعزعة نظامه في البلاد. لا تخفي جماعة المعارضة الكبيرة “الإخوان المسلمين” التي جرى حظرها، شماتتها وتحاول استغلال تحطم الطائرة الروسية للتحريض ضد نظام السيسي.
دعا جمال حشمت أحد القياديين بالجماعة دول العالم للتدخل عسكريا فيما يحدث بسيناء، بعد إخفاق النظام في توفير الأمن هناك.
التحدي الذي يواجهه الرئيس المصري سيكون في الحفاظ على رباطة الجأش والاستمرار في محاربة الإرهاب الإسلامي المتشدد بنفس العزم الذي أبداه حتى الآن، لحين اتضاح نتائج التحقيق النهائية حول ملابسات تحطم الطائرة الروسية.