تراجعت إيرادات قناة السويس للشهر الثانى على التوالى منذ افتتاح التفريعة الجديدة فى 6أغسطس الماضى والتى قدر تكلفة إنشائها بنحو 3.2 مليار دولار. وخسرت القناة نحو 13.3 مليون دولار من إيراداتها فى سبتمبر الماضي لتحقق نحو 448.8 مليون دولار مقابل إيرادات بنحو 462.1 مليون دولار خلال سبتمبر 2014. كما تراجعت أعداد السفن المارة فى القناة خلال سبتمبر من العام الجارى بنحو 70 سفينة، حيث بلغ عدد السفن المارة بالقناة 1515 سفينة مقابل 1585 سفينة فى سبتمبر 2014. وتراجعت إيرادات القناة بنسبة 9% خلال أغسطس الماضى بالمقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي، لتحقق نحو 462 مليون دولار، مقارنة بنحو 510 ملايين دولار خلال نفس الفترة من العام الماضي، وذلك رغم ارتفاع عدد السفن المارة بمعدل 8 سفن فقط؛ حيث عبرت نحو 1585 سفينة، مقابل 1577 سفينة بزيادة 0.5% فقط. وبحسب البيانات الرسمية للقناة حول معدلات الأداء خلال أغسطس الماضى ومقارنة بعام 2014، تراجعت كميات البضائع المنقولة بمقدار 0.1%، ولم تسجل زيادة تذكر على مستوى متوسط العبور اليومى الذى زاد من 50.9 سفينة / يوم إلى 51.1 سفينة / يوم. وتعرضت القناة لمؤشرات سلبية على مستوى نوعيات السفن العابرة، منها انخفاض سفن الحاويات 10%، وسفن البترول LNG SHIPS % 1.8، وسفنBULK CARR 2.9 %، وناقلات السيارات 13.2%. وقال عز حسانين، الخبير الاقتصادي، إن تراجع إيرادات قناة السويس للشهر الثانى على التوالى يرجع إلى عاملين أساسيين أحدهما اقتصادى وآخر سياسي. وأوضح أن السبب الاقتصادى يتعلق بوجود تباطؤ فى حركة التجارة العالمية نتيجة للأزمة الاقتصادية التى تشهدها الصين، والتي تسببت في خسائر كبيرة بالبورصة، ما أدى إلى تراجع الواردات الصينية، فى ظل وجود تباطؤ فى النمو الاقتصادى الأوروبى الذى يعانى من عجز فى ميزان المدفوعات، بسبب انخفاض الطلب العالمى على منتجات الدول الأوروبية، وهناك اتجاه لتخفيض اليورو أسوة بما حدث فى الصين من تخفيض لليوان. وأشار إلى أن التجارة الأوروبية تمثل عاملاً كبيرًا فى إنعاش التجارة العالمية، وهو ما ينعكس على زيادة إيرادات قناة السويس عبر مرور السفن من الشمال إلى الجنوب لربطها بقارة آسيا. وأضاف أن العامل السياسى الذى أدى لتراجع إيرادات قناة السويس، يرجع إلى وجود عمليات عسكرية داخل منطقة الشرق الأوسط والمنطقة العربية، سواء فى سوريا أو اليمن أو حتى ليبيا، ما أدى إلى تراجع أعداد السفن المارة فى القناة. ورأى أحمد الشامى خبير النقل البحرى الدولي، أن تراجع إيرادات قناة السويس خلال شهر سبتمبر الماضى هو أمر طبيعى، ومن المتوقع أن يستمر هذا التراجع حتى شهر ديسمبر المقبل وربما يمتد التراجع فى الإيرادات حتى فبراير من 2016، مشيرا إلى أنه وفقا للتقارير الاقتصادية العالمية الدورية، فإن حركة التجارة العالمية تعانى من تراجع ملحوظ فى معدل النمو. وأوضح أن أحد أهم الأسباب الرئيسية فى تراجع إيرادات القناة هو انخفاض عملة السحب الخاصة بقناة السويس "sdr"، خاصة أن أعدد السفن التى عبرت القناة لم تكن بنفس التراجع الذى شهدته القناة فى الفترة من 2008 إلى 2009، حيث تراجعت أعداد السفن بنحو 20%، مشيرا إلى أن تقييم قناة السويس لا يكون بالشهر وإنما يكون على فترات زمنية كبيرة ربما بشكل ربع سنوى أو نصف سنوي. وأضاف أن هناك انخفاضًا فى حركة التجارة الدولية ومعدلات النمو الاقتصادى العالمى منذ يونيو الماضى، لاسيما أن الاقتصاد العالمى يعتمد بشكل أكبر على دول كبرى مثل أمريكا وأوروبا والصين التى تراجع معدل النمو بها بنحو 50% وهو انكسار غير مسبوق، مشيرًا إلى أن هذه التغيرات التى تحدث فى التجارة الدولية متوقع أن تستمر حتى نهاية الربع الأول من عام 2016، ومن ثم تعود الأوضاع إلى التحسن.