أكد جون كاسن، السفير البريطانى بالقاهرة، أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لبريطانيا تفتح مرحلة جديدة للتعاون بين البلدين، حيث تعد هذه الزيارة هي الأولى منذ عام 2002، وأنها جاءت في توقيت مثالى، مشيرا إلى أن مصر وبريطانيا تدشنان مرحلة جديدة من الشراكة من أجل الإصلاح والاستقرار في وقت ينتهى فيه الاستحقاق الأخير من خارطة الطريق. وأضاف كاسن، في حوار أجرته معه جريدة "المصري اليوم"، أن الانتخابات البرلمانية تعد خطوة إيجابية في مصر، لأنه ليس هناك بلد ناجح في القرن 21 بدون برلمان فعال. وشدد كاسن على أن بريطانيا لن تتخلى عن مصر ومن مصلحتها المباشرة نجاح القيادة السياسية المصرية من أجل تحقيق الاستقرار والإصلاح، مشيرا إلى أنه سيتم طرح القضايا محل الخلاف خلال المباحثات، وهذا شىء صحى، حيث تأمل بريطانيا المزيد نحو الديمقراطية وخلق مناخ جاذب للاستثمار وتطبيق الحريات وفقا للدستور المصري. وتابع أن الأساس الأفضل الذي نعمل من أجله هو توفير فرص اقتصادية لكل الفئات وفي جميع المحافظات، وأن نستمع لصوت المصريين، فشراكتنا لمصر هي أفعال وليست أقوالا، ولكننا بحاجة إلى فتح آفاق جديدة في الشراكة، وخلال الأسابيع الأخيرة قابلت بعض الشركات البريطانية والتقيت 15 وزيرا مصريا لكى ندرس الفرص والإمكانيات لتعزيز الشراكة والاستقرار والإصلاح، ومتفائل جدا بأنه خلال الزيارة ستكون هناك حزمة جديدة من المبادرات والصفقات. ثلاثة مجالات رئيسية لتعزيز الشراكة هي الاقتصاد والأمن والتعليم، وسأفسر الناحية الأمنية، حيث إنه من المهم تعزيز قدرة الأجهزة الأمنية للقوات البريطانية والمصرية حتى نتغلب على داعش في المنطقة، ونتصدى للتطرف والعنف. وتوقع زيادة حجم الاستثمارات في مصر، وقد وصلت إلى 25 مليار دولار منذ 2010 وتمت إضافة 14 مليارا أخرى تم الإعلان عنها في مؤتمر شرم الشيخ. وأشار إلى تدشين تعاون غير مسبوق مع جامعة الأزهر وبريطانيا من أجل تعزيز التعاون وتبادل الأفكار بين علماء مصر والأجيال الجديدة، قائلا: "نحن نركز على هذه المبادرة لأنها تشير إلى تقارب موقف رئيس الوزراء ديفيد كاميرون وموقف الحكومة المصرية بالنسبة لمكافحة الإرهاب، فمنذ تولى ديفيد كاميرون، رئاسة الوزراء، ركز على حماية أمن بريطانيا والتعامل مع خطر الإرهاب، ولا يمكن أن نفصل بين الإرهاب والأفكار التي تدعمه وتجذب الإرهابيين، وهذا موقفنا الثابت، لذلك نسعى معا لتجديد الخطاب الدينى، فقبل أسبوعين أعلنت بريطانيا استراتيجية جديدة في مكافحة التطرف لمنع الترويج لأفكار متطرفة في المساجد ببريطانيا والمؤسسات الخيرية، والكلمة التي ألقاها الرئيس السيسى في يناير الماضى عن أهمية تجديد الخطاب الدينى كان شيئا لافتا لنظر العالم، لذلك أظن أن هناك مصلحة مشتركة لتعزيز القيادة الدينية للأزهر حتى يساهم في تعزيز الأفكار السليمة داخل المجتمع. وأوضح أن هناك مليون سائح بريطانى يزورون مصر سنويا حتى في عامى 2011 و2013 كان السياح البريطانيون يزورون مصر، وأنا هنا كمواطن بريطانى أشعر براحة تامة. أما بالنسبة لرجال الأعمال فيرون أن مصر أرض الفرص، حيث فتحت مصر فرصة مهمة لتطوير الاقتصاد عن طريق مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي وافتتاح قناة السويس الجديدة واكتشاف حقل الغاز الجديد، فيجب علينا كلنا أن نستغل هذه الفرص ولا نبددها، والمستثمرون يريدون أن يروا جهودا في تقليل عجز الموازنة وتوفير العملة الأجنبية أكثر، ورفع قيود الحكومة على القطاع الخاص وإصلاحات في التعليم، حيث إنه هو مفتاح كل تقدم، لذلك أتوقع مبادرات جديدة في مجال التعليم والإصلاح الاقتصادي، وهناك تقارب للموقفين البريطانى والمصري تجاه هذه القضايا. وحول اتجاه مصر إلى تنويع مصادر التسليح، قال كاميرون: "التقيت الدكتور محمد العصار، وزير الإنتاج الحربى، ومن حق أي بلد أن يدافع عن نفسه ويشترى الأسلحة في إطار القانون الدولى ومن المهم جدا لمصر أن تدافع عن نفسها، ولدى المصريين ثقة مطلقة في قدرات القوات المسلحة، وبريطانيا تدعم نفس القدرة".