في تعليقها على المجازر المتواصلة بسوريا, واستمرار أزمة تدفق اللاجئين إلى أوروبا, قالت القناة الأولى في التليفزيون الألماني إن نظام الرئيس السوري بشار الأسد, يدفع مواطنيه لمغادرة البلاد, وبأعداد كبيرة للغاية, لأنه يستفيد ماليا من هذا الأمر. وأضافت القناة الألمانية في تقرير لها في 29 أكتوبر, أنه رغم أن الأسد خسر سلطته في معظم الأراضي السورية, ولم يعد يتحكم إلا في ربع مساحة أراضيها، لكنه ما زال يحكم سيطرته على منفذ الحدود مع لبنان, حيث تعبر أعداد كبيرة من السوريين يوميا للجوء إلى الخارج. وتابعت " دفع أعداد كبيرة من السوريين لمغادرة البلاد عبر الحدود مع لبنان يحقق منفعة مالية كبيرة لنظام الأسد, لأن هذه الهجرة ستخلصه من أعباء توفير مأوى وإعاشة, لما بين ثلاثة إلى أربعة ملايين نازح وفدوا من مختلف المدن السورية إلى العاصمة دمشق وضواحيها". واستطردت " هجرة هؤلاء النازحين إلى خارج سوريا ستتعدى أيضا التخفيف من أعبائهم الكبيرة, وتحولهم إلى مورد مالي كبير لنظام الأسد, من خلال رسوم استخراج جوازات السفر, التي ارتفعت بشكل قياسي في ظل الظروف الحالية في سوريا، حيث بلغت الرسوم التي حصلتها الحكومة السورية 470 مليون يورو". ونقلت القناة الألمانية عن صحيفة "الوطن" السورية الموالية لنظام الأسد قولها إن عدد جوازات السفر, التي يستخرجها السوريون بغرض مغادرة البلاد واللجوء إلى أوروبا, ارتفع من ألف جواز سفر يوميا إلى خمسة آلاف جواز, ووصل إجمالي جوازات السفر الصادرة منذ بداية العام الجاري إلى 829 ألف جواز سفر. وكانت الأممالمتحدة أعلنت في 27 أكتوبر أن عدد السوريين الذين يحتاجون لمساعدات إنسانية وصل 13.5 مليون شخص، بزيادة 1.2 مليون شخص خلال الشهور العشرة الأخيرة، مؤكدة أن الوضع الإنساني يتفاقم بسوريا. وقال ستيفن أوبريان نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إنه يوجد الآن نحو 6.5 ملايين نازح داخل سوريا، إضافة إلى أكثر من 4.2 ملايين آخرين اضطروا إلى الفرار لدول مجاورة، واصفا ذلك بأنه إحدى أكبر أزمات النزوح في العصر الحديث. وأضاف في إفادة قدمها إلى أعضاء مجلس الأمن الدولي في 27 أكتوبر، أن تزايد مستويات العنف والقتال في الأسابيع الأخيرة أسفر عن تداعيات هائلة على الوضع الإنساني، وعن زيادة كبيرة في أعداد النازحين، لا سيما في المناطق الشمالية من البلاد. وحمّل أوبريان النظام السوري والجماعات المسلحة مسؤولية انتهاك القانون الدولي وقانون حقوق الإنسان في سوريا، وذكر أن "جميع أطراف القتال لا تزال تستهدف المستشفيات والمنشآت الطبية في حماة وإدلب وحلب، مما أدى إلى مقتل 679 من العاملين في الحقل الطبي بالبلاد". وأوضح أن أكثر من 393 ألفا و700 شخص يعيشون تحت الحصار في سوريا حاليا، منهم 200 ألف يحاصرهم تنظيم الدولة الإسلامية في دير الزور، و181 ألفا و200 شخص محاصرين من قبل قوات النظام في الغوطة الشرقية ودرعا والزبداني في ريف دمشق، إضافة إلى 12 ألفا و500 شخص آخرين تحاصرهم جماعات المعارضة المسلحة. وناشد المسئول الأممي أعضاء المجلس التحرك بسرعة، مشددا على أن الأزمة بحاجة إلى حل سياسي يعالج الجذور الحقيقية للصراع ويلبي طموحات الشعب السوري. واندلعت الثورة في سوريا في مارس 2011 مطالبة بالحرية والديمقراطية قبل أن تتحول بسبب القمع الدامي لقوات النظام إلى حرب دامية ومتشعبة، وتشير التقديرات إلى مقتل أكثر من 240 ألفا في هذه الحرب, حسب "الجزيرة". وفي 29 أكتوبر, قال الرئيس التشيكي ميلوش زيمان، في مقابلة مع صحيفة محلية، إن اللاجئين الذين وصلوا إلى أوروبا هذا العام، ومعظمهم من السوريين، ليسوا فقراء، بل هم في الحقيقة أثرياء يمتلكون أجهزة "الآيفون"، بحسب قوله. وأضاف زيمان, الذي وصفه العديد من الحقوقيين, تصريحاته ب"العنصرية"، أن اللاجئين يخاطرون بحياة أطفالهم بعبور البحر المتوسط، واستخدامهم للحصول على حق اللجوء في دول الاتحاد الأوروبي، مبررًا موجة اللاجئين بالقول: "إنهم يستخدمون الأطفال كدروع بشرية لشباب يحملون أجهزة آيفون". ولم يتوقف زيمان عند ذلك، بل قام بهاجمة النساء المسلمات اللواتي يرتدين الحجاب بقوله: "سنُحرم من جمال النساء لأنهن سيكن محجبات من رؤوسهن حتى أقدامهن، لا شك أن هذا سيكون امتيازًا لنساء أخريات، لكنهن قلائل"، في إشارة إلى غير المحجبات من اللاجئات. يذكر أن تصريحات زيمان، جاءت بعد أيام فقط من اتهام رئيس منظمة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان زيد بن رعد، التشيك بالاعتقال المنهجي للمهاجرين واللاجئين ووضعهم في أماكن اعتقال سيئة، لكي يتجنب غيرهم اللجوء إليها. ووصف زيد بن رعد، تصريحات الرئيس التشيكي, بأنها تجسد "الإسلاموفوبيا".