رجّح تقدير استراتيجي صادر عن مركز "الزيتونة" للدراسات، تصعيد انتفاضة القدس في الأراضي الفلسطينية المحتلة ضد الجرائم الإسرائيلية، واتساع رقعتها، رغم التحدّيات التي تواجهها والتي تستهدف إخمادها. وجاء في التقدير الذي تلقّت "قدس برس" نسخة عنه، اليوم الخميس (29|10)، أن الآفاق المستقبلية للانتفاضة التي انطلقت مطلع أكتوبر، تنحصر في جملة من السيناريوهات؛ أوّلها يتمثّل بتقويضها في مهدها. وبحسب التقدير، فإنه "من الصعب تحقيق هذا السيناريو دون إشراك أجهزة أمن السلطة في الضفة الغربية، وذلك بإعادة إحياء المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية بشكل طارئ، وإعطاء السلطة بعض المكاسب الهامشية، كإطلاق سراح بعض الأسرى أو إعطائها نفوذاً أمنياً في بعض المناطق ذات الاحتكاك المباشر لتصبح المواجهات فلسطينية فلسطينية". وقال مركز "الزيتونة" ومقرّه في العاصمة اللبنانية بيروت، إن السيناريو الثاني بتمثّل بالمراوحة في الهبات الغاضبة صعوداً وهبوطاً، نظراً ل"عجز قوى المقاومة عن ترشيد مسار الانتفاضة وتطويرها"؛ فتتحول إلى هبة شعبية محدودة الزمان والانتشار، وفاقدة لاستراتيجية وقيادة قادرة على حمايتها وعلى تأمين حاضنة لها، وبالتالي يستمر الجماهير في التفاعل مع الأحداث صعوداً وهبوطاً حسب حجمها. ورأى التقدير، أن السيناريو الأكثر توقّعا هو اتساع رقعة المواجهات نظراً لإدراك القوى الفلسطينية بأن "الانتفاضة هي السبيل الأمثل للخروج من حالة الجمود". وأشار إلى أن التحدي الأكبر أمام السيناريو الأخيرة، هو "القدرة على توسيع رقعة المواجهات لتشمل كافة مناطق الضفة، وفرض الأمر الواقع على أجهزة أمن السلطة بشكل يفقدها فعاليتها في قمع الانتفاضة، أو يُحيُّدها عن التدخل في المواجهات مع قوات الاحتلال". ودعا مركز "الزيتونة" إلى تشكيل إطار قيادي ميداني يجمع كافة أطياف الشعب الفلسطيني بما فيهم المستقلين والقوى الشبابية، لدعم انتفاضة القدس وتمكينها من تحقيق أهدافها. وحثّ على وضع رؤية سياسية تتضمن تحقيق أهداف مطلبية آنية؛ كمنع دخول المستوطنين إلى المسجد الأقصى، ووقف الاستيطان، وإزالة الحواجز الإسرائيلية، والتصعيد باتجاه رفع الحصار عن قطاع غزة وتحرير الأسرى، وصولاً إلى ترسيخ "مشروع تحريري مستدام".