حالة هلع ورعب تسيطر على الاحتلال الصهيوني سواء الجنود أو المستوطنين، قابلها حالة استنفار ومقاومة في أوساط الشعب الفلسطيني، ورفض قاطع لأي جهود تسوية مؤقتة أو مسكنات تهدف إلى إخماد الهبّة الفلسطينية، وبين هذا وذاك تظل المواجهات بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية تحتل صدارة المشهد، خاصة مع انطلاق "يوم الغضب" والذي يبدو أنه يحمل الكثير من المفاجأت للكيان الصهيوني. يوم غضب عارم استعد الفلسطينييون جيدًا ليوم غضب عارم بالضفة الغربية وقطاع غزةوالقدسالمحتلة وآراضي 1948، دعت إليه قوى الانتفاضة وفصائل المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي تنديدًا باعتداءاته المتواصلة بحقهم من قتل واعتقال واستيطان وتدنيس للمقدسات. وفي مقابل استعداد المقاومة الشعبية الفلسطينية، استعد أيضًا الكيان الصهيوني لمواجهة هذه المقاومة المشتعلة منذ أسابيع، حيث نشر جيش الاحتلال أعدادا إضافية من جنوده بأسلحتهم الكاملة في القدسالمحتلة وبشكل مركز حول سور القدس والبلدة القديمة، وفرض قيودًا تسمح فقط للرجال فوق سن الأربعين بدخول المسجد الأقصى لأداء صلاة الجمعة، وذلك تحسبًا لمواجهات مع الفلسطينيين، كما نصب عشرات الحواجز التي امتدت إلى جنوب شرقي القدس بالقرب من مستوطنة نحال عوز، ودفع بتعزيزات عسكرية كبيرة مقابل قطاع غزة. https://www.youtube.com/watch?v=QPVzchKCRSk وفي الضفة الغربية استشهد فلسطيني من قرية الجانية غرب مدينة رام الله، وأصيب 17 آخرون بجروح وحالات الاختناق جراء القنابل الغازية السامة التي أطلقتها قوات الاحتلال بكثافة خلال مواجهات مع الاحتلال بمنطقة "قبة راحيل" عند مدخل بيت لحم الشمالي، احتجاجًا على الانتهاكات التي يتعرض لها المسجد الأقصى المبارك. أطلق نشطاء من مدينة القدس حملة "مش خايفين" دعوا خلالها المواطنين الفلسطينيين إلى تحدي الإجراءات الاسرائيلية، والتواجد في الشوارع والطرقات والأسواق المقدسية، بالإضافة إلى التواجد في باب العامود أحد أشهر بوابات القدس القديمة. مدينة نابلس لم تختلف كثيرًا عن باقي المدن الفلسطينية التي عمتها الانتفاضة، فكانت الاحتجاجات هناك فسير على قدم وساق ليل نهار، دعمًا للمنازل المهددة بالهدم من قبل الاحتلال، حيث يرابط مئات الشبان في محيط المنازل لحمايتها من عمليات الهدم. البلدة القديمة للمدينة شهدت أيضًا مواجهات عنيفة عقب اقتحام جنود الاحتلال البلدة، ما أدى إلى سقوط عشرات الجرحى بالرصاص المطاطي والغازات السامة، فضلا عن حملة الاعتقالات التي شهدتها مناطق أخرى للمدينة طالت عشرات الفلسطينيين بينهم أسرى محررين. وفي قطاع غزة أيضا استشهد فلسطيني متأثرًا بجراحه إثر المواجهات مع الإحتلال الاسرائيلي، وهو ما اشعل المواجهات هناك، الأمر الذي أجبر قوات الاحتلال على دفع تعزيزات عسكرية كبيرة الى مناطق التماس مع القطاع في محاولة للحد من التطوارات الأخيرة. رعب صيوني ارتباك كبير ورعب وخوف يسيطرون على قوات الأمن والمستوطنين خاصة مع ارتفاع منسوب عمليات الطعن في الأيام القليلة الماضية، وهو ما دفعهم إلى محاولة تأمين أنفسهم من غضب المقاومة الفلسطينية المشتعلة والتي تهدد بإحراق الأخضر واليابس. اجتمعت حكومة الاحتلال المصغرة لإقرار إجراءات إضافية بعد فشل ما أقرته سابقًا في كبح جماح عمليات الطعن والدهس وإخماد المواجهات في الشوارع الفلسطينية، ما سبب حالة من الارتباك لدى كيان الاحتلال. حّول الاحتلال مدينة القدس إلى ثكنة عسكرية، حيث نصب عشرات الحواجز الأمنية في الأزقة تحسبًا لمواجهات جديدة مع الفلسطينيين، وعزل الأحياء المقدسية المتبقية في محيط المسجد الاقصى المبارك بشكل كامل، وسيّر دوريات عسكرية في الساحات والتقاطعات بالأحياء المتبقية من المدينة، كما وضع سواتر اسمنتية وحواجز عسكرية فصلت أحياء المدينة في رأس العامود وحيّ الثوري وجبل المكبر، وفرض مضايقات طالت كل من يعبر شوارعها أو بلدتها القديمة، جاءت في إطار تفتيش للمارة وللسيارت واستفزازات للشبان وتشديد للإجرءات على الحواجز المقامة على مداخل المدينة. https://www.youtube.com/watch?v=iXX9VAdTtY8 فشل الكيان الصهيوني في الحد من عمل المقاومين الفلسطينيين رغم القتل والاعتقال، جعل الاحتلال يسعى إلى عقاب ذويهم من خلال التهديد بسحب بطاقات الإقامة في القدس منهم كخطوة لطردهم من المدينة، كما وزع الاحتلال إخطارات بهدم منازل منفذي العمليات الحالية وأخرى سابقة سلمّت للعائلات على أن تنفّذ عمليات الهدم خلال ثمانٍ واربعين ساعة، إلا أن العائلات أعلنت أنها لن تغادر منازلها وستتوجه إلى المنظمات الدولية للدفاع عنها. تكريسًا لسياسة الاحتلال الصهيوني التي لا تقتصر على القمع والقتل والاعتقال بل تصل إلى عدم إحترام حرمة الموت، قررت حكومة الاحتلال الإسرائيلي احتجاز جثامين 10 شهداء ممن تتهمهم بتنفيذ عمليات في القدسالمحتلة. "كيري" يحاول إخماد الهبّة الفلسطينية ارتباك الكيان الصهيوني ظهر جليًا في الإعلان عن زيارة مرتقبة لوزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" إلى المنطقة، حيث كشفت العديد من التقارير أن "كيري" سيتوجه أولًا إلى الأردن، ليدعو من هناك رئيس السلطة الفلسطينية "محمود عباس"، ورئيس وزراء الاحتلال "بينامين نتنياهو" للقدوم إلى عمان، وعقد لقاء رباعي مع الملك الأردني، في محاولة منه لاتخاذ خطوات من الجانبين لإخماد نيران الهبّة الفلسطينية. الفلسطينيين يؤيدون اندلاع الانتفاضة أظهر استطلاع للرأي أجري قبيل اندلاع هبّة القدس الحالية، أن أكثر من 57 % من الفلسطينيين يؤيدون اندلاع انتفاضة ثالثة، ويرفضون بأعلى صوت استراتيجية دبلوماسية الخطوة خطوة ونبذ العنف واليد الممدودة دومًا لتحقيق التسوية، فجهود السلام والتسوية المؤقته والتي تستغلها إسرائيل لتصعيد انتهاكاتها وتهوي المزيد من الأراضي الفلسطينية لم تعد مقبولة لدى الشعب الفلسطيني.