أبرزت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية, الكارثة التي تعرضت لها محافظة الإسكندرية بسبب هطول الأمطار الغزيرة, وقالت إنها تأتي في إطار مسلسل الإهمال الحكومي بمصر. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 27 أكتوبر أن هطول الأمطار الغزيرة في الإسكندرية بشكل مفاجيء, كشف ضعف البنية التحتية , نتيجة الإهمال, وعدم القيام بإجراءات الصيانة اللازمة . وتابعت أن هذه الكارثة جاءت متزامنة مع عدة أزمات واجهتها مصر في الأيام الأخيرة, من أبرزها تراجع قيمة الجنيه المصري, وعزوف الناخبين عن المشاركة في الانتخابات البرلمانية, التي انطلقت منذ 18 أكتوبر. وأشارت الصحيفة إلى أن الإسكندرية تعتبر ثاني أكبر المدن المصرية, ولذا فإن الكارثة التي شهدتها على إثر سقوط الأمطار الغزيرة, والتي تسببت في سقوط عدد من الوفيات, زادت من المأزق , الذي يواجهه النظام الحالي في البلاد. ولقي سبعة أشخاص مصرعهم في محافظة الإسكندرية شمالي مصر في 25 أكتوبر, بسبب سوء الأحوال الجوية، حيث أدى هطول الأمطار بشكل مفاجيء إلى تراكم المياه, مما أثر على حركة المشاة والسيارات. وقال مصدر طبي بإسعاف الإسكندرية إن سوء الأحوال الجوية أسفر عنه سقوط كابلين كهربائيين بمنطقتي محرم بك والمندرة، مما أدى إلى سقوط عدد من الضحايا. وحسب "الجزيرة", عزا خبراء سبب غرق الشوارع إلى انسداد قنوات تصريف مياه الأمطار لعدم إجراء الصيانة اللازمة لها قبل موسم الأمطار السنوي، بينما طالب مواطنون بإقالة المحافظ لإخفاقه في اتخاذ الإجراءات الاحترازية قبل حلول فصل الشتاء. وحسب شهود عيان, تسببت الأمطار الغزيرة في مقتل 6 أشخاص من بينهم 5 صعقا بالكهرباء بعدما وقع "كابل الترام بالماء", وآخر مات داخل سيارته التي غمرتها المياه ولم يستطع التحرك, كما لقي شاب مصرعه بميدان الجندى المجهول بالمنشية، بعد سقوطه على الأرض واصطدامه بعمود إنارة بجانب الطريق. وقال الشهود إن أنفاقا بالمدينة غمرتها المياه وإن أشخاصا بذلوا جهودا مضنية لإخراج ركاب سيارات حوصرت في المياه، وأضافوا أن منسوب المياه ارتفع لنحو ثلاثة أمتار في بعض مناطق الإسكندرية. وتتعرض الإسكندرية لموجات من الأمطار الغزيرة والرياح الشديدة يسميها السكان "نوات" خلال فصلي الخريف والشتاء، لكن الموجة الأخيرة بدت شديدة على غير العادة.