عبر عدد من النشطاء والإعلاميين ومواطنين تونسيين؛ عن فرحتهم بعد فوز الرباعي التونسي بجائزة نوبل للسلام ،وهي المنظمات الأربع التي قامت بالوساطة في الحوار الوطني في تونس ،موضحين أن الجائزة هي تتويج لمبادئ الديمقراطية و الانتقال الديمقراطي في تونس بعد الثورة وهي فرصة لتلميع صورة تونس في الخارج خصوصا بعد الضربات الإرهابية. وتقول الإعلامية السابقة جيهان بن هذيلي :"أن شعب تونس بصفة عامة يشعر بالفرحة و الفخر بعد حصول الرباعي التونسي على الجائزة خاصة في ظل كل الظروف الصعبة التي تعيشها تونس والمنطقة العربية بالكامل فالجائزة هي تتويج لمبادئ الديمقراطية و الانتقال الديمقراطي في تونس بعد الثورة". و أضافت بن هذيلي في تصريحات إلى "المصريون":" أن الجائزة هي فرصة لتلميع صورة تونس في الخارج خصوصا بعد الضربات الإرهابية الأخيرة والتي حدثت في باردو و سوسة، وهي تتويج للثورة التونسية باعتبارها الثورة الأولى والانجح و الأقل دموية و الثورة التي اختارت أن تسلك الطريق الصحيح في نهج الديمقراطية و التعددية الحزبية و الحريات". أتفق معها في الرأي ربيع بو جلبان الذي قال إن فوز الرباعي التونسي بجائزة نوبل هو فخر لكل التونسين وهي تتويج للثورة التونسية النظيفة التي لم تتخذ من الدم شعارا لها مثلما حدث في كل من ليبيا واليمن وسوريا. وأضاف بوجلبان إلى إن الجائزة هي خير برهان على أن المجتمع التونسي هو نسيج واحد ولا يمكن أحد ان يفرق بينهما . فيما اختلف معهم في الرآي الناشط السياسي محمد على دريرة الذي رأي أن الشعب ليس معني بالجائزة فالشعب لن يصيب شئ من الأموال فالجائزة هي للرباعي الراعي للحوار فقط وستدخل أموال الجائزة خزائنهم. وأضاف ل"المصريون" :"صحيح أن الجائزة تعتبر دفع للنموذج التونسي الذي يغلب عليه ثقافة الحوار على ثقافة الدم إلا أن من حاز على الجائزة في الحقيقة لايستحقها فمثلا الإتحاد التونسي للشغل هو في الحقيقة عمل على إخضاع حركة النهضة من خلال القيام بأرقام قياسية من الإضرابات حتى يخضع الحركة للهزيمة وتابع :"كما قام الإتحاد بإضرابين عامين في نفس السنة و هو لم يحدث في تاريخ تونس كل هذا لأن بعض الأطراف السياسية استعملته ليكون وسيلة للي الذراع و لولا مرونة حركة النهضة و اكتشافها لتغير في القوى على المستوى الداخلي و الخارجي لكنا في اتجاه نحو السيناريو المصري. وعن سؤاله هل هذه الجائزة هي تتويج للثورة التونسية قال دريرة :"بالرغم من الانجازات التي قامت بها الثورة من كسر قيد الديكتاتورية و فسح مجال الحرية إلا أن هذه الكلمة فقدت بريقها في عيون الناس بل و صار البعض يتحدث عنها بسخرية علنا وبالرغم من أن الثورة حققت أهداف لكن نحن في مرحلة تراجع عن بعض المكتسبات فيبدو أن الأمن يحاول العودة إلى القبضة الأمنية مستعملا أساليب عديدة منها التعذيب و للأسف نشهد في هذه الفترة عدة حالات دون أن تمسهم سلطة القضاء". يذكر أن جائزة نوبل للسلام قد منحت هذ العام للرباعي الراعي للحوار في تونس، وهي مجموعة من المنظمات قامت بدور الوساطة في عملية الانتقال الديمقراطي في تونس صيف 2013. وتشكلت الوساطة الرباعية من المنظمات الأربع: الاتحاد العام التونسي للشغل، والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، والهيئة الوطنية للمحامين التونسيين، والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، صيف 2013 بينما كانت عملية الانتقال إلى الديمقراطية تواجه مخاطر نتيجة اغتيالات سياسية واضطرابات اجتماعية على نطاق واسع. وتبلغ قيمة الجائزة ثمانية ملايين كرونة سويدية (972 ألف دولار) وستقدم في أوسلو في العاشر من ديسمبر القادم. وذكرت اللجنة بأن الوساطة الرباعية "أطلقت عملية سياسية بديلة وسلمية في وقت كانت فيه البلاد على شفير حرب أهلية". ووصفت هذه الوساطة بأنها كانت "حيوية" وأتاحت لتونس الغارقة في الفوضى "إقامة نظام حكم دستوري يضمن الحقوق الأساسية لجميع السكان بدون شروط تتصل بالجنس والأفكار السياسية والمعتقد الديني".