قالت مجلة "الإيكونومست" البريطانية إن سبب المواجهات المتصاعدة في القدسالشرقية والضفة الغربية هو الشعور المتزايد باليأس لدى الشباب الفلسطيني، وفقدانهم الأمل في انتهاء الاحتلال الذي يسيطر على بلادهم منذ خمسة عقود. وأضافت المجلة في تقرير لها في 18 أكتوبر أنه هناك أيضا سياسات القمع والإذلال, التي يواجهها الفلسطينيون, على أيدي السلطات الإسرائيلية والمستوطنين. وأشارت المجلة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواجه انتقادات داخلية حادة, في ظل عدم قدرته على وقف التصعيد. وتابعت "الإيكونومست" أن القوات الإسرائيلية تقف أيضا عاجزة عن صد هجمات الفلسطينيين, فيما وصفه البعض ب"الانتفاضة الثالثة". وأشارت إلى أن تحليلات كثيرة ترى أنه لا سبيل لوقف المواجهات المتصاعد في القدس والضفة, إلا عن طريق تطبيق حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة, إلى جانب دولة إسرائيلية. وقتل إسرائيلي وأصيب عشرة آخرون على الأقل معظمهم من جنود وشرطة الاحتلال في 18 أكتوبر في عملية إطلاق نار وطعن مزدوجة بمحطة الحافلات المركزية بمدينة بئر السبع جنوبي إسرائيل، بينما استشهد أحد منفذي الهجوم، وأصيب الآخر إصابة بالغة. وتفيد المعلومات الأولية بأن فلسطينييْن اثنين نفذا الهجوم، حيث توجه كل واحد منهما إلى رصيف مختلف في المحطة المركزية، وأطلقا النار، وقاما بطعن الموجودين فيها. وقال مدير مكتب "الجزيرة" في فلسطين وليد العمري إن أحد المهاجمين استولى على سلاح جندي بعد طعنه، وأطلق النار داخل المحطة، مضيفا أن معظم المصابين الإسرائيليين هم من الجنود أو عناصر الشرطة. وأضاف أن العملية جاءت وسط حالة من الاستنفار الأمني الهائل للقوات الإسرائيلية، مما وضع علامات استفهام كبيرة لدى الجمهور الإسرائيلي عن مدى جدوى الإجراءات التي تقوم بها الحكومة والجيش الإسرائيلي في وجه العمليات الفلسطينية. وتابع أن قوات الاحتلال هرعت بكثافة إلى مكان العملية التي امتدت على مساحة عشرات الأمتار، وقامت بإغلاق المنطقة ووضع الحواجز العسكرية في عدة نقاط. وفي ردود الفعل الإسرائيلية, قال العمري، إن السؤال الكبير المطروح الآن عن كيفية وصول وتسلل المنفذين إلى هذه المنطقة رغم كل الإجراءات الأمنية التي تتخذها قوات الاحتلال. ويظهر أحد المشاهد اعتداء بعض الإسرائيليين على أحد المنفذين وركله وهو ملقى على الأرض مضرجا بدمه. وقالت القناة الإسرائيلية العاشرة إن عدد الإصابات وصل إلى عشرة، بينهم اثنان بحالة موت سريري، وعدد من الحالات الخطرة. وفي أول رد فعل فلسطيني، باركت حركة حماس العملية، مؤكدة أنها رد طبيعي على عمليات الإعدام التي تنفذها قوات الاحتلال والمستوطنون بدم بارد. ونقلت "الجزيرة" عن الناطق باسم الحركة حسام بدران, قوله :"إن الأبطال المنفذين للعملية البطولية تمكنوا من ضرب منظومة الأمن الصهيوني، وهي في أعلى درجات التأهب"، وأضاف " العملية تؤكد إصرار شعبنا على المقاومة، وأنه لن يردعه شيء".