لقد استعرت هذا العنوان من الداعية الإسلامى الدكتور راغب السرجانى حيث كتبه كعنوان لأحد فصول كتابه الشهير "كيف تحافظ على صلاة الفجر"، وسوف يتساءل القارئ: ما الشيء الذى ينطبق عليه القول "مستحيل أن يكون مستحيلًا"؟ لقد مر صديق لى بتجربة عجيبة حيث كان مدخنًا للسجائر لحوالى تسع وعشرين سنة، وقد حاولت إقناعه بالإقلاع عن التدخين وبينت له أضرار الدخان وتأثيراته الصحية، ونظرًا لأنى طبيب فقد كان صديقى يهتم بما أقول ولكن على سبيل العلم بالشيء، وكان دائمًا يقول لى "إنى أريد أن أقلع عن التدخين ولكنى لا أستطيع"، ونظرًا لأنى كثيرًا ما فشلت فى إقناع أصدقاء لى بالامتناع عن التدخين فقد أصابنى إحباط كبير، ومرت الأيام ومع كل فرصة مواتية أتحدث معه عن المشاكل الصحية الناجمة عن التدخين وهو لا يستجيب، ولكنى بعد فترة طويلة لاحظت أنه لا يدخن، فسألته وكانت المفاجأة أنه أقلع نهائيا عن التدخين، والآن وبعد مرور حوالى أربعة أعوام على توقفه عن التدخين لا أستطيع أن أصف لكم مدى سعادتى بهذا الأمر. إن الله عز وجل قد منح الإنسان إرادة أقوى من الحديد ولكن من يستخدمها؟ وقد شاء المولى سبحانه وتعالى أن يصاب هذا الزميل بمرض السكرى وأخذ علاجًا عن طريق الفم، وهنا تأتى الإرادة مرة أخرى فقد اتبع حمية غذائية قاسية جدا لعدة شهور وكنت قد أكدت له أنه سوف يشفى تمامًا من المرض – إن شاء الله - إذا نقص وزنه حوالى خمسة عشر كيلو جراما، والآن أصبح سليمًا معافى من هذا المرض، وبالطبع فإن هذا النظام الغذائى لإنقاص الوزن كعلاج لمرض السكرى لا يوصف إلا للحالات التى تعانى من زيادة كبيرة فى وزن الجسم عن الطبيعي، كما يجب أن يكون بالتدريج حتى لا يتأثر الجسم سلبيًا، لقد قابلت مرضى بالسكرى لا يستطيعون التحكم فى تنظيم الوجبات ويكثرون من أكل السكريات والنشويات والدهون وغيرها مما يزيد من شدة المرض ومضاعفاته، ومما لاشك فيه أن الحل دائما فى يد المريض لو تسلح بالإرادة القوية والالتزام بقول الله عز وجل "يَا بَنِى آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ" (سورة الأعراف – الآية 31). ولذا أتوجه بالنصح للجميع بأن "الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى"، وصدق الله العظيم حيث قال: "… إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ... الآية" (سورة الرعد – من الآية 11)، وأخيرا وليس آخرًا إن شاء الله - أدعو الله العلى القدير أن يمتعكم بالصحة والعافية وأن يشفى كل مريض، وأن يعافى كل مبتلى.