كان الله فى عون أبناء الحركة الاسلامية الشرفاء ، الذين كانوا هم (وقلة من غيرهم) كانوا هم الثوار قبل أن يكون ثوار ، وكانوا هم الميدان قبل أن يكون ميدان ، كان الله فى عونهم أمام كل هذا التربص والتخوين وتصيد وتضخيم الأخطاء ، كان الله فى عونهم أمام كل هؤلاء الخصوم ، ثم كان الله فى عونهم أمام كل هذا الجحود والعقوق ، أتذكر أول مرة استدعيت فيها لأمن الدولة ، فاتصلت بضابط هناك لى به معرفة ليخفف شدة اللقاء الأول ، فقال لى : يا عم خالد هو إنت لازم تكون مسلم بيافطة ؟، كانت جملة بليغة ، ودون أن يقصد ومن حيث لا يدرى جعلنى أشعر أن لى قيمة ، وأننى صاحب قضية... وأننى شخص صاحب مبادىء أعرض نفسى للبطش لأجلها ، دون أن يقصد جعلنى أشعر بأن اللحية لها قيمة لم أكن أنتبه إليها ، جعلنى أشعر أننى على الطريق الصحيح ، نعم أيها الضابط المسكين أحب أن أكون ( مسلم بيافطة) ، نعم أحب أن أتبجح بإسلامى ، أتذكر كم مرة نزلت من الميكروباص لأجل لحيتى ، كان الرجل يشير إلى من زجاج الميكروباص لأترجل ولم يسألنى قط هل أنا مسلم ، وكذلك لم يسألنى أحد قط منذ أعفيت لحيتى عن دينى فقد كان ذلك واضحاً من اللافتة ، أقصد من لحيتى وسمتى ، أتذكر كم مرة تعرضت للتمييز بسبب إنتماءى ، تذكرت عشرات الألوف من أبناء الحركة الإسلامية خلال الخمسين عاماً الأخيرة قبل أن يكون ثوار وقبل أن يكون هناك ميدان وقبل أن تصبح الثورية فسحة فى الميدان وفى الشوارع المحيطة به لالتقاط صورة للذكرى أو الظهور فى فضائية . تذكرت ألوفاً من الإسلاميين الذين قضوا تحت تعذيب فوق طاقة البشر ، تذكرت أزماناً لم يكن فيه أحد يخلخل فى الطواغيت ويلخلخ فى عروشهم ويأكل من منسأتهم إلا أبناء الحركة الاسلامية ، تذكرتهم اليوم وأنا أرى هذا الجحود من الثوار ومن سحرة الاعلام ، تذكرته وأنا أسمع هذه التهمة المتهافتة عن أين كنا ؟ وعن ركوب الثورة ، وعن خيانة دم الشهداء ، مع أن أصحاب هذه التهم كانوا يشاهدون الشهد والدموع وسنبل بعد المليون وذئاب الجبل ، ويتسمرون أمام الشاشات لمتابعة الليجا والبوندزليجا ، حين كنا تحت القمع والترويع أسوأ ما فى الموضوع أن الناقمين على مواقف التيار الإسلامى ، ليسوا فقط يكفرون العشير ، بل يكفرون بوثن الحرية ، ويجعلون الإختلاف فى الرأى يفسد للود كل قضية ، خصومنا يرفعون المبدأ ( البوشى ) من ليس معنا فهو علينا . بلد ميادين صحيح