*الرياء والنفاق الذى تشهده الساحة الإعلامية والصحفية منذ اندلاع ثورة 25 يناير حتى الآن شىء يدعو للضحك, ولو أن هناك باحثًا يجيد الرصد لحصل على جائزة نوبل فى "التحول الإعلامى" الجارى الآن, ولم أشاهد فى حياتى تحولا مهينًا مثل هذا فبعد أن نافقوا جمال مبارك ونصبوه رئيسًا لمصر فى السابق, أصبحوا اليوم ثوارًا وأخذوا المنابر ليوجهوا الشعب من خلال تلك القنوات المشبوهة لتقسم بلدنا إلى فرق وشيع وأصبحنا "فلول وإسلاميون وثوار ويساريين وليبراليين وأشياء أخرى" وأصبح الشعب من زخم الأحداث فاقدًا للذاكرة وأصبحت ذاكرة المصريين مثل "ذاكرة السمكة" فنسوا من خرجوا فى الفضائيات متباهين بجمال مبارك حتى إن رئيس تحرير إحدى الصحف اليومية قال على الهواء إذا جاء الحزب بجمال سوف أعطيه صوتى وآخر قال إنه عقلية اقتصادية لم يجد الزمان بمثلها وهم اليوم زعماء المعارضة وهم من يدعون أنهم أسقطوا النظام السابق وهم الذين ألهموا الشعب بالثورة وهم رموز للثورة والجميع يعرف ذلك, ولكن الشعب نسى من هللوا بالأمس وهم اليوم يحرضون الشعب ضد الشعب واستطاعوا أن يسقطوا الشرطة ويغيبوا الأمن وجاء الدور على الجيش المصرى ليسقطوه حتى يتثنى لهم إسقاط مصر, وصدقت مقولة كبيرهم "أنا أو الفوضى" وكأنه سيناريو ينفذ بدقة وجميع المسئولين فى غيبوبة مع العلم أن كل هؤلاء يتخذون مصر "وطنا ثانيا" لأن أوطانهم الحقيقية هى من تدفع لهم وتوجههم, هل يعقل أن يملك هؤلاء "المتفزلكون" الذين غيبوا الحقيقة وجاءوا بقطع الليل المظلمة مئات الملايين مع أنهم من موظفى الدولة ولم يسألهم أحد عن ثرائهم الفاحش. *فى الأيام الماضية كثر اللغط والانتقادات والحديث عن وزير الشباب والرياضة الذى سوف يعيد تنظيم الرياضة المصرية، ولكن للأسف الشديد ذهبت هذه الأحاديث مثل سابقتها إدراج الرياح ولم يجد جديدًا وجاءت الفلول لتكون خلفًا للفلول يعنى وال"مش عاجبه يخبط دمغاه فى الحيط "، ولم يلتفت أحد من المسئولين إلى أى شىء كتب عن الفساد. أهملت القضايا ولم تفتح أى قضية وانشغل الرأى العام بالجدل حول الأمور الهامشية "لله در هذا الشعب" وبعد أن كنا نتكلم عن مباريات الدورى من الناحية الفنية أصبح الإعلام يتنافس فى الانفراد بتوقيت إقامة المباريات ومكانها, كل شىء يسير بعشوائية منقطعة النظير وكأن الرياضة "لعب عيال".