مشروع المليون فدان، هو أحد محاور البرنامج الانتخابي للرئيس عبدالفتاح السيسي، والذي كان مقررًا تنفيذه في 11منطقة بالصحراء الغربية، والذي لم يزرع منه فدان واحد حتى الآن، إضافة إلى التكلفة الخيالية للمشروع، التي تصل إلى 200 مليار جنيه. وطرح المشروع المثير للجدل تساؤلات عمن صاحب الفكرة التي وصفها خبراء ب "الوهم" بالنظر إلى ضخامة تكلفتها؟ ويقف الدكتور عادل البلتاجي، عضو الحملة الرئاسية للسيسي ووزير الزراعة السابق، وراء فكرة المشروع، والذي أقيل من منصبه على خلفية إخفاقه في تنفيذها، بعد أن كان قد عين وزيرًا للزراعة في حكومة إبراهيم محلب الأولى، بأوامر رئاسية لتكليل مجهوده في "إقناع المواطنين بمشروع استصلاح 4مليون فدان على 4سنوات هي فترة رئاسة السيسي". قدم البلتاجي مع اثنين من رجاله مشروع تطوير منظومة الري، الذي يوفر 12 مليار متر مكعب، ومشروع تطوير زراعة الخضر، بهدف توفير المياه لاستصلاح 4مليون فدان، ليقنع السيسي بأن مشروع المليون فدان حقيقة يمكن أن تُطبق في يوم ما، فوضعها ضمن برنامجه وقدمها للجمهور. ثم أدرك السيسي أنه لم يعتمد على علماء ودراسات واقعية، فقام بإقصاء البلتاجي، وعين مكانه وزير الزراعة السابق صلاح هلال، المتهم في قضية فساد، دون أن يعترف بفشله في مشروع المليون فدان. وقال الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الزراعة بجامعة القاهرة، إن "بعض الشخصيات كذبت وادعت زورًا أن باستطاعتها أن تُضيف للتراث العلمي والزراعي، وأن تتجاوز أزمات كبرى، منها مشروع توشكي واتفاقية عنتيبي ومفاوضات سد النهضة ومشروع فوسفات أبو طرطور والمركز اللوجستي للحبوب بدمياط ومدينة السياحة والتسوق بالزعفرانة". وأضاف "هناك خبير زراعي كان يشغل مدير مركز بحوث الصحراء وهو خال من العلم، شوه سمعة مصر منذ عامين وادعى أننا أكبر دولة في العالم في التصحر وفقدان للأراضي الزراعية بناء على تقديرات منظمة الأممالمتحدة لمجابهة التصحر، ثم ظهر كذبة وعدم إصدار المنظمة لأي تقرير بهذا الشأن، ثم قدم للرئاسة الشهر الماضي مشروعًا قال إنه سيوفر لمصر 200 مليار جنيه". وأوضح أن "هذا الخبير اقترح على الرئيس بأن تعمل الكراكات التي عملت في قناة السويس، لاستخراج الطمي من بحيرة السد العالي"، مستنكرًا تلك التصريحات، لأن "عمق قناة السويس 24 متر، لكن عمق بحيرة السد العالي 181 مترًا". من جانبه، قال الدكتور هشام سرور، الخبير الزراعي، إن الكذب والمحاباة، هما أسلوبان يتخذهما الكثير ممن يدعون أنهم "علماء"، متسائلاً: هل أحد يحاسب من يكذب ومن يقدم مشاريع وهمية؟، مجيبًا: "مادام لا احد يحاسب فالساحة مفتوحة".