لا يتخيل أحد كم الفساد الذي تعانيه المصالح والهيئات الحكومية، التي يغلب عليها انعدام ضمير المسئولين، والاستيلاء على المال العام والإضرار بمصالح المواطنين. وتواجه شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالغربية، إحدى الهيئات اتهامات واسعة بالفساد المالي وسرقة المال العام. وشهد خط الربط بشبكة الصرف الخاص بمساكن الأوقاف بطنطا فسادا فاحشا، من خلال عمل الخط بغير المواصفات المطلوبة وتنفيذه على مسافة أقل، الأمر الذي أدى إلى الاستيلاء على المال العام، لصالح كبار مسئولي الشركة. تعود تفاصيل الواقعة، حين طلبت الشركة مبلغا وقدره 166 ألف جنيه من خلال مذكرة رسمية بعد عمل مقايسة، حصلت "المصريون" على نسخة من منها لعمل خط الربط بقطر 400مم وبطول 170 مترا مطابق للمواصفات لاستيعاب التصرفات وتوصيل الصرف الصحي للعمارات السكنية، وتم اعتماده من استشاري الهيئة وتم صرف المبلغ المذكور من خلال مذكرة محررة من المحافظة، كما حصلنا على نسخة منها أيضا طالب سكرتير عام مساعد الغربية السابق، من خلالها وكيل وزارة الإسكان والتشييد بهيئة الأوقاف، باستخراج المبلغ للبدء في تنفيذ المشروع. وكانت المفاجأة الكبرى بعد أن تم الحصول على المبلغ من خلال الشيك، وتنفيذ مشروع خط الربط على مسافة من 40 مترا فقط، وهو أقل من المسافة المذكورة فى المقايسة، والتى استخرج من اجلها الشيك بمسافة 170 مترا، مما أتاح الاستيلاء على أموال الدولة لصالح كبار المسئولين، مما أضر بمصلحة أهالي المنطقة وسكان العمارات وأدى إلى تعطل الصرف الصحي على فترات متتالية. وحرر القائمون على المشروع القومي للإسكان بإسكان الشباب التابع لمدرية أوقاف الغربية مذكرة للسكرتير العام المساعد السابق، بصفته المسئول عن المشروع، توضح أن شركة المياه تلاعبت بمواصفات خط الربط وأصبح غير مطابق للمواصفات وبمسافة حوالى 40 بدلا من 170مترا وذلك لاتخاذ الإجراءات القانونية. من جانبه، قال صابر العزب أحد سكان عمارات الأوقاف، إن نتيجة التلاعب وعدم مطابقة خط ربط الصرف الصحي للمواصفات، حول المنطقة إلى مستنقع مجارى، وأدى ذلك إلى طفح المياه بالمساكن بصفة مستمرة، مشيرا أنهم قاموا بتحرير محضر شرطة بالعديد من الشكاوى دون أدنى اهتمام، مطالبا بضرورة فتح ملفات الفساد وإهدار المال العام الذي شهده مساكن الأوقاف.
وفيما ظهرت كارثة أخرى بقرية محلة مرحوم المعروفة بالقرية الأم والقرى المجاورة لها ومناطق بمدينة طنطا، بعد أن قام المقاول بتسليم الوصلات ومواسير المياه الواصلة إلى القرية غير مطابقة للمواصفات على حد قول الأهالي، بالرغم من حصوله على مبالغ مالية ضخمة وكتابة مخالصة من مهندسي شركة المياه. وأكد أهالي القرية إن المياه مقطوعة طيلة أوقات الليل والنهار ولا تأتى سوى نصف ساعة واحدة قبل الفجر وعند استخدام "ماتور" رفع المياه تأتى ملوثة وغير صالحة للاستهلاك الآدمي، وفى كل مرة يتم فيها توصيل المياه للقرية تنفجر من المواسير العمومية بالقرية مما استلزم الحفر للكشف عنها وتبين أنها غير مطابقة للمواصفات، وهو ما يجعل مسئولي شركة المياه يصممون على عدم تشغيلها. وقال حاتم سلام، مؤسس حملة "أنا إنسان"، إن الحملة رصدت ارتفاعا مبالغا فيه تحصيل ثمن وصلات الكهرباء حتى فى المناطق التى تشهد انقطاع تام للمياه طوال اليوم، مشيرا إلى أن وصل المياه يتراوح بين 100 إلى 150 جنيها على الأقل . وأشار سلام، أن هناك غضبًا واستياء شديدين بين الأهالي، وأن بعضهم هدد بالامتناع عن دفع الفواتير، وتنظيم وقفات احتجاجية تعبيرًا عن رفضهم لغلو وصلات المياه وانقطاعها لفترات طويلة. شاهد الصور