أربع سنوات ونصف مرت على مفاوضات سد النهضة الإثيوبي، ولازالت المفاوضات "محلك سر"، بل زاد الأمر صعوبة هو إصرار أديس أبابا على المضي قدماً في بناء السد دون النظر إلي تأثيراته السلبية علي المصريين. وخلال الجلسات الماضية التي جمعت أطراف التفاوض، تنصلت إثيوبيا من جميع التزامتها وصممت علي بناء السد بالسعة التخزينية التي خططت لها، بل ورفضت الاجتماع بمصر في أكثر من موقف، الأمر الذي اعتبره متخصصون "استعراضا للقوة من جانب إثيوبيا".
وقال الدكتور نادر نور الدين، الخبير الزراعي، إن مصر أمضت أربع سنوات ونصف، في مفاوضات سد النهضة منذ 2 إبريل عام 2011، وكل هذه المفاوضات باءت بالفشل، ولم تحرز أي تقدم في الملف حتى الآن. وأشار "نور الدين" في تصريح خاص ل"المصريون"، أن الأمر طبيعي بأن لا تتقدم المفاوضات خطوة واحدة، وخصوصًا أن المفاوضات جميعها في صالح إثيوبيا التى تستمر في بناء السد دون النظر إلي مصالح دولتى المصب. وتساءل عن عدد السنوات التي تحتاجها مصر من أجل أن تصل إلى نتيجة إيحابية في الملف، معتبراً أن 4 سنوات ونصف في التفاوض كثيرة جداً، ومؤكداً في الوقت ذاته، أن إثيوبيا تبنى نهضتها على جثث المصريين. وأضاف، من اليوم الأول ناديت بتدويل القضية لأنه لا جدوى من التفاوض مع إثيوبيا على مر التاريخ، لا أمل في التفاوض مطلقًا، فإثيوبيا ترفض جميع الحلول الوسطي وتسعى لإقامة سدها بالسعة التخزينية التي حددتها. من جانبه، قال الدكتور أيمن وهاب، الخبير بمركز الأهرام للدراسات الإستراتجية، أن تدويل قضية سد النهضة لن يكون في صالح مصر، مؤكداً أن المصالح الإثيوبية بأمريكا تجهل توازنات القوى والمصالح الغربية ضد مصر. وأكد "وهاب" أن هناك عدة بنود في صالح مصر، أهمها تفكك تكتل اتفاق "عنتيبى" وتهديد مصالح القوى الكبرى فى منطقة الحوض، وأشياء أخرى يمكن أن تجبر إثيوبيا على التفاوض.
وقال مصطفى طه، الخبير الزراعي، إنه لا يمكن التفاوض مع إثيوبيا بعد اليوم، وذلك لأنه من البديهي أن تقطع مصر علاقتها مع الدول التي تحُابي إثيوبيا، لافتاً إلي أن وفاة عمر سليمان، رئيس جهاز المخابرات السابق، أدت إلي أن قامت إثيوبيا ببناء السد.