" سأتبرع بنصف ثروتى.. وأريد بداية جديدة مع المصريين" تصريح لأحمد عز؛؛؛.... إعتاد المرء عبر نصف قرن من الزمان الإستماع لعبارات جذابة من القادة وكبار الساسة والمسؤلين ... نقرأ التصريحات البراقة ونستمع إلى الكلمات التى تلهب حماس الجماهير.. فتنقلنا الكلمات من التأمل فيما يجب عمله إلى حالة الثمالة والسكرة .. فتنسينا السكرة القيام بتحقيق الفكرة... تصريحات يملؤها الأمل والوعود للمصريين بمستقبل مشرق وعيشة رغدة....ومر العقد الأول من التصريحات بعد ثورة 23 يوليو1952مع نهاية الخمسينيات.. ولم يبزغ الفجر الجديد الذى وعد به المصريون من سادتهم ورؤساؤهم... ثم دلف المصريون إلى العقد الجديد.. وهو عقد الستينيات.. ليعود المصرى إلى الوراء مساحة كبيرة فى قفزة واحدة...... أنجزها المسؤلون بتهيئتم أجواء الهزيمة فى 67 .. ثم جاءت عشرية السبعينات ليلملم المصرى جراحه المتناثرة من خلال إنتصار 73 ......... حيث كانت الحقبة الوحيدة التى تفوق فيها حجم العمل الجاد الصامت.. على حجم الكلام الرنان... فتم إنجاز أول فكرة حقيقة كادت ترسم للمصريين الطريق الحقيقى نحو المستقبل طبقا للأولويات .. وهى فكرة غزو الصحراء.. وتحويل لونها الأصفر الذهبى الواعد ... إلى لون أخضر وضاء مشرق يترجم السيرة الذاتية لحلم المصريين فى مستقبل أفضل للأولاد وللأحفاد.. وبدلا من عمل مائة صورة طبق الأصل لمشروع الصالحية الزراعى العبقرى على إمتداد سواحل مصر ومنخفضاتها وواحاتها...وجعل الكساء الأخضر يعم على الأرض المصرية... على إعتبار أن كل رقعة خضراء جديدة هى تأكيد للأمل فى المستقبل المشرق.. وتقليص لفكرة أن يمد المصرى يده للخارج. بدلا من عمل صورة طبق الأصل لمشروع الصالحية الزراعى..تم تفكيك المشروع وتضييع معالمه وبيعه فى سوق المضاربات والسمسرة بثمن بخث.... تلا ذلك كثير من علامات تضييع المستقبل بوتيرة متسارعة... رافقها انحدار لكل القيم البديهية التى تشكل الأركان الأساسية لكيان الدول .. نذكر منها على سبيل المثال إضطرار كل تلامذة المدارس المصرية للحصول على دروس خصوصية تمتص دخول الأسر الفقيرة.. ولاتأتى فى النهاية بنتيجة علمية تجعل مصر على رأس الأمم علميا. فى كل تلك العشرينيات .. فى كل تلك العقود .. كانت خطب سادتنا تمنينا بالمستقبل الرغد والعيش السعيد... إلى أن إكتشفنا أن المصريين يتسولون عقود العمل بأبخث الأثمان.. وأصبحوا عرضة لصراع محتوم مع أمواج البحر.. فى رحلة البحث عن مستقبل فى مكان أخر. مع العلم بأن الموروث الحضارى والثقافى والأثرى المصرى المتفرد كان يعد قيمة مضافة نحو تجويد الجيد.. والمنافسة على المستقبل الأفضل بين أفضل دول العالم... أما وأنه قد حدث ماحدث .. أما وأنه فى طبيعة الأشياء قد يموت الإنسان ويبقى الأمل.. إذا فلا يجب أن نفقد الأمل.. أما وأن أمما غيرنا دمرتها الحروب مثل المانيا ثم قامت من مواتها.. فإن الأمل كقاعدة للعمل متاح عند أى أمة.. والأمل ليس حكرا على أحد. وجاء تصريح السيد أحمد عز.. الذى ثرت أنا مع الأخرين ضده وضد نظامه..كفرصة للتأمل والتصالح .. الرجل يريد التبرع بجزئ من ثروته لعمل شئ ملموس للمصريين.. مع رغبته فى فتح صفحة جديدة مع المصريين..وإذا كان أحمد عز صادقا فيما قال .. فنتمنى أن يكون نموذجا يتبعه كثير من رجال الأعمال. الخصام والحقد والسب لن يفيد مصر.. ولكن سيفيدها أى إنسان يقرر الإخلاص لبلده وأبناء شعبه بلاتحفظات.. لن يفيد مصر إلا مصالحة شاملة بعطاء مادى بلاحدود. ما رأيك يابشمهندس..نبدأ فى حملة قومية لتنظيف مصر من القمامة؟؟؟؟؟ هل تعرف أن نظافة مصر ستقفز بها على ميزان الإحترام العالمى مراتب كثيرة. هل تعرف أن محاولات النهضة دون أن تكون على قاعدة النظافة الكاملة للأجواء المصرية كاملة.. نظافة لأرضها وسمائها وهوائها... سوف لاتنجح..لأن النظافة هى عنوان أى بلد. إن أردت.. فلنبدأ بالخطوة الأولى وهى بناء عدة مصانع لحرق القمامة وتوليد الطاقة بأحدث التكنولوجيا العالمية... لأن المصانع ستكون هى المصب الرئيسى للتخلص من القمامة... ومن غير ذلك فنحن نعيش فى حلقة مفرغة لايملؤها إلا الزبالة.