منذ التاسع من نوفمبر 2005 والشارع المصري يعيش في معركة بمعني الكلمة...فما وقع من أحداث حتي الآن لا يستطيع أحد أن يطلق علي مجريات الانتخابات البرلمانية 2005 الا بالمعركة الانتخابية أو الغزوة الانتخابية أو ما شابه ذلك من مرادفات تنتمي لطبيعة العنف والبلطجة والأحداث المؤسفة...هذا واثناء الدعاية الانتخابية بالدوائر المختلفة أضيفت بعض المصطلحات الانتخابية البرلمانية الي القاموس الشعبي بمكتبة الشارع السياسي الفقيرة من الكتب السياسية!!...هذه المصطلحات الطريفة أفرزتها الانتخابات البرلمانية 2005 التي انتهت في 7 ديسمبر باقامة الليلة الأخيرة لمولدها العامر بالاحداث المؤسفة... من بين تلك المصطلحات "الغزوة الانتخابية" وذلك لعدم ظهور المرشحين ، خاصة القدامي منهم ، بالدائرة الا وقت اجراء الانتخابات...كما وصف البعض ما حدث من أحداث ب "حرب الشوارع" خاصة بالجولة الأخيرة...وأطلق الشارع علي المرشحين الذين يقدمون رشاوي للناخبين ب "نائب الظرف" مثلما أطلقت صحيفة "روزا اليوسف" مصطلح "مجلس الفلوس" على "مجلس الشعب" المقبل ، وأطلقت فضائيات مصرية مصطلح "نائب الظرف" أيضا ، في إشارة إلى المظروف الورقي الذي يوضع فيه المال الذي يسلمه أعوان بعض المرشحين كرشوة للناخبين لانتخابهم... ونظرا لتكرار خروج نواب الحزب الوطني من الانتخابات مبكرا ودون اعادة واستبدالهم بمرشحي الاخوان أطلق مصطلح "محافظة الإخوان" علي بعض المحافظات ، و "مجلس الاخوان" بدلا من "مجلس الشعب"...مثلما ذكرت ذلك صحيفة المصري اليوم المستقلة حيث أن بعض المواطنين من محافظة المنوفية أصبحوا يطلقون النكات التي تقول أن المنوفية أصبحت "محافظة الإخوان" بعدما أحرج مرشحو جماعة الإخوان المسلمين هناك مرشحي الحزب الوطني الحاكم وتفوقوا عليه في عقر داره في المرحلة الأولى علي سبيل المثال بفوز 9 نواب من الإخوان مقابل 6 للوطني!!... ومن المعروف أن عددًا من النواب في البرلمانات المصرية السابقة شهدت إطلاق أسماء مثل "نائب القروض"، و"نائب الكيف"، ونائب "التهرب من التجنيد"، و"نائب الفضائح"، وغيرها... كذلك نشرت صحف مستقلة تعليقات لبعض القراء على نتائج الانتخابات يسخرون فيها من إصرار الحزب الوطني في بداية الانتخابات على حجز رمزي "الجمل" و"الهلال" الانتخابيين لمرشحيه، يقولون فيها: إن نتائج الانتخابات أظهرت أن "خيبة الأمل راكبه جمل وتتطلع لل هلال" كما يقول المثل الشعبي المصري!... وانتشرت بكثافة في انتخابات 2005 البرلمانية مصطلحات "نواب الرشاوى" و " أرزاق برلمانية " اشارة الي ظاهرة تقديم رشاوي انتخابية من قبل بعض المرشحين الاغنياء للفقراء المحتاجين!!...مما دفع أنصار البعض إلى ابتكار هتافات انتخابية جديدة ورفع شعارات بالدوائر الانتخابية لحث الناخبين على عدم الرضوخ لتلك الإغراءات الرخيصة ومن بين تلك الشعارات "صوتك مدفع.. صوتك دانة.. اوعى تبيع صوتك دا أمانة"، و"أخذنا المال.. وأدينا فلان " ، وذلك نكاية في مرشحي الرشوة... كما أطلق البعض علي برلمان 2005 ب "برلمان البزنس" وعلي بعض أعضائه ب "النائب المليونير" و "خصخصة البرلمان" اشارة الي زيادة عدد رجال الأعمال بهذا المجلس لدرجة أنه تردد شعار "بفلوسك تروح البرلمان" و "القرش يجيب قرش" للاشارة الي الملايين التي أنفقها البعض علي الدعاية الانتخابية...لماذا؟؟!!...وذكرت بعض وكالات الأنباء أن مصطلحا رفع وهو "البلطجة هي الحل" اشارة لاستخدام البعض البلطجية والاستعانة بهم في الانتخابات البرلمانية...وعندما منع بعض الناخبين من الوصول الي مقار اللجان رفع شعار "المنع هو الحل"...كما ذكرت بعض الصحف المستقلة أن شعار "أمريكا هي الحل" ظهر في الأفق بعد تزايد عدد نواب مجموعة ال 88 ...وذكرت تلك الصحف أيضا أن شعار "السلالم هي الحل" اشارة الي استخدام الناخبون السلالم للوصول الي مكان صناديق الاقتراع بطريق غير مباشر!!... هذه المصطلحات الدخيلة علي مجتمعاتنا يرفضها الشارع المصري عامة والصعيدي علي وجه الخصوص فهل نستطيع أن نتخطي تلك الأزمة ونصلح ما تم افساده لوجه الله والوطن والشعب؟؟... الأستاذ الدكتور / صلاح الدين عبد الستار محمد كلية الهندسة جامعة أسيوط[email protected]