كشف المهندس عاصم عبد الماجد، القيادي بالجماعة الإسلامية، كواليس جديدة حول أحداث اعتصام أنصار الرئيس الأسبق محمد مرسي، وتحولات الخطاب الإعلامي لمنصة رابعة العدوية عقب طلب وزير الدفاع في ذلك التوقيت عبد الفتاح السيسي تفويض الشعب ل"محاربة الإرهاب المحتمل". وقال عبد الماجد في تدوينة عبر صفحته بموقع فيس بوك، تحت عنوان (من فوق منصة رابعة) الحلقة الخامسة والأخيرة: "أصبح خطابنا الموجه للشعب يهدف إلى بيان أن ما حدث انقلاب على رئيس ذي توجه إسلامي وأن المنقلبين هم أعداء هذا الدين من نصارى ومرتدين وأهل فجور وفساد"، بحسب تعبيره. وأوضح عبد الماجد أن تغير الخطاب كان سببه "استثارة الحمية الدينية لعدم الرضوخ والمقاومة دون اللجوء للقوة لأننا (المعتصمين) لم نكن نملك القوة التي تصلح لمواجهة جيش مستعد متأهب لهذه اللحظة. وأشار عبد الماجد إلى أنه "كان هناك خطاب آخر موجه للجيش يميل إلى عدم استعدائهم بشكل كامل، على أمل إيجاد حل سلمي للأزمة نتيجة الضغط الجماهيري الذي بدأ يتزايد يومًا بعد يوم، أو أن يخرج من بين صفوفهم من يقاوم هذه الخيانة -وهو شيء محمود وقد حدث في عدة بلدان آخرها بوركينا فاسو فقد تحركت وحدات من الجيش عقب الانقلاب الذي نفذه الحرس الجمهوري وأبطلوه". واستطرد القيادي بالجماعة الإسلامية: "لكن مرت أيام وأيام حتى وصلنا إلى طلب التفويض. فأدركت وقتها أن الجيش أو قياداته المؤثرة متوافقة فيما بينها على إكمال الخيانة، ولولا ذلك لما جرؤ السيسي على الذهاب خطوة طلب التفويض هذه". وأضاف: "كانت آخر كلمة لي على منصة رابعة مساء يوم الأربعاء وهو اليوم الذي طلب فيه السيسي التفويض وقلت فيها مخاطبًا قادة الجيش إننا لا ننتظر منكم خيرًا وإنما نحن في انتظار كلمة (كن) ممن يقول للشيء كن فيكون سبحانه. كان هذا آخر عهدي بمنصة رابعة". وأكمل عبد الماجد: "يحلو للمنافقين أن يرددوا أننا غررنا بالشباب وهذا كذب مفضوح، فلقد كانت الأمور شديدة الوضوح، كان الجميع يعلم أنه سيغامر بحياته ويتعرض للموت في مواجهة دبابات الجيش، وذلك من أجل دينه لا من أجل كرسي الرئاسة كما يقول السفهاء". ومضى قائلاً: "لقد رأوا بأعينهم وسمعوا بمقتل ثلاثة من الشباب أمام الحرس بعد 3 يوليو بيومين اثنين فقط. ثم كانت مجزرة الحرس بعد ذلك بيومين آخرين ثم كان طلب التفويض الفاجر". وأكد أنه "لم يكن هناك شاب ولا فتاة ولا كهل ولا امرأة في اعتصام رابعة لحظة واحدة أو سار في المظاهرات الرافضة خطوة واحدة، إلا وهو يعلم أن الموت أقرب إليه من البقاء على قيد الحياة، وكانوا سعداء بذلك، أو على أقل تقدير صابرين على ذلك. فلم يخدع أحد أحدًا ويوهمه أنه ذاهب إلى نزهة". وفسَّر عبد الماجد: "أستطيع أن أتفهم لماذا يردد بعض المنافقين هذه الفرية ذلك أن كل واحد منهم يعلم من نفسه الحب الشديد للحياة واستعداده للتفريط في دينه وعرضه في مقابل حياة ذليلة، أمثال هؤلاء المنافقين لا يتصورون ولا يصدقون أن هناك نفوسًا شريفة تبذل الحياة رخيصة دفاعًا عن دينها".