أثار عدم مشاركة الإخوان والسلفيين فى الأحداث الأخيرة، العديد من ردود الأفعال التى اتهمتهم بالهرولة وراء كرسى البرلمان. وإهمال الثورة وترك ابنائها يذبحون أمام مجلس الوزراء وترك تراث وتاريخ مصر يحرق أمام أعين العالم دون التدخل لحمايته أو الدفاع عنه وهو ما دفع رموز التيار الإسلامى إلى الرد على تلك الاتهامات برفعها شعار لا لميدان التحرير قبل انتهاء البرلمان وانتخاباته. بداية يؤكد محمود غزلان، المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين أن الجماعة رأت أن ما يحدث أمام مجلس الوزراء، ما هو إلا نسخة مكررة من أحداث محمد محمود والإخوان وجدوا أن هناك أطرافا تريد أن تغرى الإخوان بالنزول إلى الميدان تحت دعوة حماية الثورة وساعتها ستحدث مجزرة فى الميدان تجاه الإخوان وكل من نزل معهم. وأضاف، لم ننزل أثناء أحداث محمد محمود وارتضينا خصم جزء من شعبيتنا فى الشارع من أجل حماية مصر، وليس للهروب كما يقول البعض من أجل كرسى البرلمان, فما يحكم تصرفات الجماعة هى مصلحة مصر فى المقام الأول. ورأى غزلان، أن الحل للخروج من الأزمة فى ضرورة الاعتذار الواضح من المجلس العسكرى عن الجريمة، التى ارتكبها فى حق المتظاهرين, وطالب بضرورة التحقيق العادل من جهة مستقلة، وإحالة كل من أمر ونفذ هذه الجرائم إلى المحاكمة الفورية، وإعلان نتيجة التحقيق على الملأ فى وقت محدد، وكذلك نتائج التحقيق فيما سبق من جرائم وأحداث و تعويض أهالى الشهداء وعلاج جميع المصابين على نفقة الدولة وتعويضهم عن إصابتهم. وقال: إن شباب الإخوان يحرسون ويحمون المجمع العلمى كما حمى شباب الإخوان المتحف المصرى, لأن ما حدث فى المجمع العلمى، كارثة بكل ما تحمله الكلمة من معانى, و لو نزل الإخوان لحماية المجمع العلمى لكانت المجزرة فى انتظارهم على حد وصفه وقال يسرى حماد المتحدث باسم حزب النور: إن الخروج من الأزمة يتطلب مصارحة الشعب بما يحدث وعدم التغطية على الأحداث كما كان يحدث فى عهد المخلوع، فلابد من وجود هيئة قضائية تحقق فى الأزمة على أساس وقت محدد للتحقيق ووقت محدد لإعلان النتائج، كذلك اجتماع للعقلاء من مختلف القوى السياسية لبحث مخرج من الأزمة الحالية بدلاً من تصعيد الأحداث. وأضاف حماد، أن ما يحدث الآن وراءه اصابع تسعى لافتعال أزامات وإحداث احتقان متزايد تجاه المجلس العسكرى وصدام معه، وأشار إلى أن طرح مسألة وجود حكومة منتخبة لها صلاحيات مطلقة، أمر سيثير أزمة من نوع آخر لأننا سنعيد أنتاج ديكتاتور جديد وهو ما لن يقبله الشعب بعد قيام ثورة 25 يناير. ووصف حماد، أداء المجلس العسكرى بالضعيف منذ البداية قائلا" نحن كقوى سياسية لم نكن راضين عن أداء المجلس العسكرى منذ البداية، لكننا للأسف لم نتفق على شىء محدد فكل منا يقوم يطرح أطروحاته واختياراته الخاصة وفق المصلحة الشخصية" وأشار إلى أن الأزمة تكمن فى أن كل فصيل يرى نفسه الوحيد على الساحة مما يتسبب فى إفشال الأطروحات السياسية. ورأى المهندس عاصم عبد الماجد، المتحدث الرسمى باسم الجماعة الإسلامية، أن ما يحدث الآن هو أزمة مفتعلة، لإدارة موقف سياسى يدير به البعض معركتهم السياسية للوصول لكرسى الحكم، متنبأ بأن الأزمة ستنتهى خلال أيام قليلة، لأنها ليس لها جذور وأن الاشتباكات بين الشرطة والجيش من جهة وبين المتظاهرين من جهة أخرى ومن بدأ بالعدوان لا تصنع أزمة، لكنها تصنع مخالفة فقط. وأضاف عبد الماجد، أن محاولة البعض تشبيه ما يحدث بثورة 25 يناير لا اساس له من الصحة، متسائلاً: "إذا كان الجيش قال إنه لا يريد السلطة أو الاستمرار فيها، وإذا كانت حكومة الجنزورى مؤقتة، فلما التذمر؟".