أفلت حزب «النور» السلفي، من دعوات حله بإدعاء تأسيسه على أساس ديني، لكنه يواجه أزمة كبرى ممثلة في "عدم تأدية الخدمة العسكرية"، نظرًا لأن كثيرًا من أعضائه لم يؤدوا الخدمة العسكري ل «دواع أمنية»، لأن القوات المسلحة لاتقبل من ينتمون إلي التيار الديني حتى القرابة من الدرجة الثالثة. وأجل القضاء الإداري الدعوى المقدمة من المحامي طارق محمود ضد حزب "النور" لاستبعاد مرشحي الحزب من الانتخابات البرلمانية المقبلة إلى هيئة المفوضين لإعداد الرأي القانوني في تلك الدعوى التي حملت رقم 78227 لسنة 69 ق. وطالبت الدعوى باستبعاد مرشحي حزب "النور" من القوائم التي أعلنتها اللجنة العليا للانتخابات، إذ اعتبرت أنه "قائم على أساس ديني بحت مخالفًا المادة 74 من الدستور المصري التي تحظر قيام الأحزاب السياسية على أساس ديني". وجاء في الدعوى أن "جميع مرشحي حزب النور السلفي قد تم استبعادهم من تأدية الخدمة العسكرية الإلزامية تأسيسًا على تطرفهم الديني وأنهم مهددون للأمن القومي المصري حال إلحاقهم بالمؤسسة العسكرية". ويستحدث الحزب السلفي، طرقًا جديدة للمرور من الأزمات التي تُلقيها الأحزاب فى طريقه، حيث سبق وأن طالبت حركات وشخصيات بحله، بعد 30يونيو لقربه عقيدته الفكرية من جماعة "الإخوان المسلمين"، على الرغم من كون الحزب أكثر الداعمين للرئيس عبدالفتاح السيسي والنظام. وقال عادل نصر، المتحدث باسم حزب "النور" في تصريحات صحفية، إن "الحزب سيتصدى لكافة الدعوات المطالبة بحله "قانونًا"، معتبرًا أن "الدعوات المطالبة بحله لا قيمة لها، لأن الحزب لديه رصيد داخل الشارع المصري يُمكنه من حصد المقاعد التي سيتنافس عليها في الانتخابات البرلمانية". وأضاف، أن "ترشح الأقباط على قوائم الحزب، يأتي من باب "جلب المصالح ودرء المفاسد"، حيث إن تغيير الفتوى من عدم ترشح الأقباط في الانتخابات إلي ترشح الأقباط على القوائم، بسبب ماتقتضيه الظروف الحالية من درء المفسدة، وليس تغيير للحكم الثابت". من جانبها، قالت مارجريت عازر، القيادية بتحالف "في حب مصر"، إن "النور استغل الأقباط على قوائمه لإثبات عدم انتمائه لفصيل ديني، وأنه يمارس السياسة التي تفتح ذراعيها للجميع". وأضافت في تصريح إلى "المصريون"، "الحزب خالف عقيدته وذلك لأن النور يعتبر أن ترشح الأقباط للبرلمان "حرام" من الأساس، كما أنه يعتبر السلام عليهم حرام أيضًا". وأشارت عازر إلى أن "حزب النور عمل من الأقباط محللين سياسيين، لكي يتحدثوا باسمه في جميع المحافل الإعلامية، وأن هذا يُخالف منهجه، مؤكدة أن الموجودين علي قوائم الحزب السلفي من المسيحيين، قد خانوا وطنهم ودينهم، لأنهم وضعوا أيديهم في يد حزب لا يحترم ديانتهم ويحتقر من شأنهم". وفيما يخص دعوات حل الحزب، قالت عازر: "لا أعرف كيف يُمكن لمن يُستبعد من الخدمة العسكرية لدواعي أمنية، أن يترشح في الانتخابات البرلمانية لخدمة بلده".