كعادة الشعب المصرى تجمعه الأحزان ويفرقه جمع الأموال فقدأعادت حادثة استشهاد الشيخ عماد عفت رغم مأساويتها روح الوحدة الوطنية بين المصريين من جديد، حيث تشارك شباب الأقباط مع الإسلاميين بوضع صورة الشيخ على صفحاتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعى "الفيس بوك وتوتيتر" مؤكدين عدم إزالتها حتى محاكمة المتورطين فى اغتياله بمجلس الوزراء... وعبر مايكل يونان ناشط سياسى عن حزنه لاغتيال الشيخ عماد عفت بالاشتباكات الأخيرة بالتحرير وأنه تأثر بشكل كبير عند سماعه خبر وفاته رغم عدم معرفته الشخصية به إلا أن تلك اللحظة كانت قاسية للغاية لكونها اغتيال أحد الرموز الدينية. وأشار إلى أن الشيخ عماد رمز كبير من رموز الفكر الدينى فهو يعد من الشخصيات القلائل المحترمة فبخلاف الفتاوى التى أصدرها ضد فلول النظام السابق فقد كان محل ثقة كبيرة للكثيرين. وأكد أنه أصر على وضع صورة الشيخ عفت بديلا عن صورته الشخصية على صفحته على الفيس بوك ولن يغيرها حتى يتم القصاص وتسليم المتورطين فى اغتيال هذا الشيخ الجليل. وقال القمص بولس عويضة، عضو ائتلاف الثورة، إن الشيخ الراحل عماد عفت كان رمزا من رموز الثوار المخلصين العاشقين لبلادهم، حيث كان بجانبنا منذ بداية ثورة يناير جنبا إلى جنب وكان ثوريا يطالب بحقوق المصريين جميعا، وبالتالى حادث استشهاده آثار حزننا جميعا وأثر فينا بشدة وشباب الأقباط تعاطفوا معه لأنه مصرى ونحن جميعا نسيج واحد لاتفرقة أبدا بين مسلم ومسيحى على أرض مصر، فأمر طبيعى أن يطالبوا بالقصاص من القتلة المتورطين فى اغتيال الشيخ الذى نزل إلى شارع مجلس الوزراء من أجل تفعيل المباردة التى كان يرعاها لفض الاعتصام ومحاولة التوفيق وتهدئة الأمور. وأشار إلى أن الشيخ عفت كان يقف بجانبنا كل جمعة فى الاعتصامات نهتف مطالبين بحقوق الثورة وكان يتقاسم معنا الغداء رغم كوننا صائمين لا نأكل إلا على الزيوت فكان يترك الطعام الذى جلبه ليتناول معنا وجبات الكشرى التى كنا نتقاسمها سويا فى محبة.. فقد كان شخصية رائعة طيبة القلب يدركها من يعرفه جيدا فمعرفتى بالشيخ عماد جاءت قبل الثورة، فقد كنت أعرفه من خلال لجنة الإفتاء بالأزهر، وأكد عويضة أنه سوف يحضر حفل التأبين الذى سيقام بدار الإفتاء تكريما لروح شهيد الثورة. وأوضح هانى حنا، واعظ الثورة، أننا لسنا بحاجة لحدث كى يجمعنا فنحن كمصريين شعب واحد ونسيج واحد، فالشيخ عماد كان معنا فى كل خطوة، وليس الشيخ فقط، وإنما عدد كبير من الأزهريين والكهنة رافقوا الثوار والتحموا معهم خلال فترة الثورة لأن ميادين مصر أظهرت حقيقة الشعب المصرى ومعايشته الحقيقية للمواطنة بعيداً عن الشعارات. وأكد رفيق حبيب، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، أن الوحدة الوطنية قائمة والتلاحم بين الشعب المصرى هو الأصل إلا أنه فى الفترة الأخيرة شهدنا حالات مماثلة لوفاة شيوخ وقفوا بجوارهم الأقباط والعكس إلا أن الإعلام لم يعطها حقها من الاهتمام فى الفترة الأخيرة أصبح الشعب مغيبًا بسبب حالة الاستبداد والفساد وسيحتاج المجتمع المصرى لفترة حتى يعيد صورته الأصيلة ويلغى حالة التفكك الطارئة. وقالت ماجدة موريس إنها لا تعتبر الوحدة الوطنية اختفت أو ذهبت وإن ما يحدث من مشكلات مفتعلة بين الأقباط والمسلمين مثل أحداث ماسبيرو وغيرها وعدم حلها يزيد منها. وأشارت إلى أنها عندما سمعت وقرأت عن الشيخ عماد عفت حزنت لأنها لم تعرفه معرفة حقيقية لأنه من الشخصيات المحترمة التى تحتاجها مصر بشدة فى مثل هذه الأوقات، مؤكدة أن مصر مليئة بالعديد من النماذج التى تقدم الدين بطريقة صحيحة ومتزنة من أمثال الشيخ عماد عفت ومن أمثال الشيخ مظهر شاهين فكلامهم ملىء بالمحبة ودائما متوازن وأعينهم على مصر بعيداً عن أى مصالح شخصية. وطالبت موريس الإعلام المصرى بأن يركز على مثل هذه النماذج التى تعمل على تجميع ووحدة الشعب المصرى ولا تنتظر حتى وفاتهم واستشهادهم، وأكدت أن مصر تخسر كثيرا بفقدانها مثل هذه النماذج.