سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مظاهرات حاشدة فى جامع الأزهر تنديدًا بمقتل الشيخ عفت هتافات تطالب بالقصاص.. و(الإفتاء): نحتسبه شهيدًا.. المفتى يدعو (جميع الأطراف إلى الاحتراز من أن تلطخ بالدماء)
تابع على جمعة مفتى الجمهورية تشييع جنازة «أمين عام الفتوى الشيخ عماد عفت»، كما شارك فى تغسيل جثمان الشهيد مع عدد من رموز الأزهر الشريف ودار الإفتاء. وقبل خروج الجنازة من المشرحة إلى الجامع الأزهر للصلاة عليها عقب صلاة عصر أمس انطلقت مظاهرات حاشدة لعلماء وطلاب الأزهر وعدد من شباب الثورة وأقارب الشهيد مرددين هتافات مطالبة بالقصاص من قتلة الشيخ عماد عفت، وباقى الشهداء الذين استشهدوا فى أحداث مجلس الوزراء.
وقال أحد المعتصمين أن الشيخ عماد كان معتصما معهم أمام مجلس الوزراء وأنه كان يحضر إليهم يوميا عقب انتهاء عمله وحتى نهاية اليوم قبل العودة إلى منزله وفى يوم الحادث حضر قبل الصلاة ثم ذهب لأداء صلاة الجمعة وعاد اليهم، وعندما حضر وقت صلاة العصر قام باداء الصلاة ثم وافته المنية مع صلاة المغرب بعد إصابته بطلق نارى مجهول المصدر، وحاولت المستشفى الميدانى بمجلس الوزراء إنقاذ حياته ولكنهم فشلوا.
وهتف المتظاهرون بالجامع الأزهر: «حسبنا الله ونعم الوكيل»، ورفض المشرفون على الجامع الازهر الهتاف داخل صحن المسجد مما أدى إلى وقوع تراشق لفظى بينهم وبين شباب الثورة الموجودين بالمسجد وتدخل أحد مسئولى الدار لتهدئة التوتر بقراءة القرآن، فرد بعض شباب الثورة بغضب: «لازم نأخد حق الشيخ الشهيد ولن نتوقف عن الهتاف»، وقالوا: الشيخ مكنش بتاع مصلحته زى بتوع الفانوس والميزان وكان معانا فى الثورة من أول يوم».
ومن ناحية أخرى، نعتت دار الإفتاء المصرية فى بيان صادر عنها الشيخ عماد عفت، أمين الفتوى بها، وتقدمت الدار بخالص العزاء لأسرة الفقيد، مؤكدة أنها تعزى نفسها والأمة كلها فى فقد عالم فاضل وفقيه متميز من علماء الأزهر الشريف، الذى كان دائما يسعى للصلح بين الناس، مشيرة إلى أنها تحتسبه عند الله عز وجل من الشهداء.
وأبدت الدار شديد أسفها وحزنها لما آلت إليه الأوضاع فى مواجهات الجمعة، مشددة على أن الإسلام حرم سفك الدماء وجعلها أشد حرمة من بيته الحرام، لافتة إلى قول النبى (صلى الله عليه وسلم): «لحرمة دم المسلم أشد عند الله من حرمة الكعبة». ودعت الدار فى بيانها الأطراف جميعا إلى الاحتراز من أن تلطخ أيديهم بدماء الأبرياء، مشددة على ضرورة فتح تحقيق فورى لمعرفة ملابسات الحادث الأليم، وتدرس الدار الإجراءات التى تتخذها لضمان ألا يضيع دم فقيدها هدرا.
والشهيد عفت من مواليد يوم السبت 15 أغسطس 1959م بمحافظة الجيزة، وحصل على ليسانس اللغة العربية من كلية الآداب جامعة عين شمس بتقدير جيد عام 1991م، وليسانس الشريعة الإسلامية من كلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر بالقاهرة بتقدير جيد جدا مع مرتبة الشرف عام 1997م، ودبلومة الفقه الإسلامى العام من كلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر بالقاهرة عام 1999م، ودبلومة الشريعة الإسلامية من كلية دار العلوم بالقاهرة، ومتزوج ولديه أربعة أطفال ذكرين وأنثيين، آخر الوظائف التى عمل بها مديرا لإدارة الحساب الشرعى بدار الإفتاء المصرية، وعضو لجنة الفتوى بها، بعد أن تولى رئيس الفتوى المكتوبة بالدار فى بداية تعيينه بأكتوبر 2003م.
ووصف الشيخ حسين القاضى أحد علماء الأزهر الشريف الشهيد الشيخ عماد عفت أمين الفتوى بدار الإفتاء ب«الثائر الحق حيث كان يباشر عمله صباحًا فى دار الإفتاء ويثور ليلا».
وأوضح حسين القاضى ل«الشروق» أن الشهيد عفت كان يتوجه فجرا منذ ثورة 25 يناير إلى جامع الأزهر يدرس لطلبة العلم حتى الساعة التاسعة صباحا، ويتحرك بعدها إلى دار الإفتاء المصرية ليباشر عمله من التاسعة وحتى الخامسة عصرا.
وعن علم الشيخ «عفت» قال حسين القاضى أنه كان واحدا من ضمن الأعمدة الخمسة الكبار فى المذهب الشافعى فى مصر والعالم العربى مضيفا: «لقد فضل رحمه الله أن يثور فى الميدان دون أن يظهر إعلاميا»، لافتا إلى أن معظم العلماء الذين شاركوا فى الثورة واعتلوا المنصات فى ميدان التحرير كانوا أقل منه علما».
أسرة الشيخ عماد عفت تنعى شهيدها
«ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون» تنعى أسرة الشهيد الشيخ عماد الدين عفت إلى محبيه وتلاميذه والأمة فضيلته الذى لقى ربه تعالى متأثرا بطلق نارى أصابه خلال مشاركته فى مظاهرة للتضامن مع المعتصمين عند مجلس الوزراء. إننا إذ نحتسب عند الله تعالى الشيخ، فإننا نحمده جل شأنه أن أكرمه بالشهادة التى طالما تمناها وكان قد دعا الله وهو يؤدى فريضة الحج هذا العام ان يمنحها له، وفى وسط الثوار الذين شاركهم الاعتصام منذ اليوم الأول للثورة المباركة، وسارع بالتواجد معهم كلما دعا داعى الوطن، وكان معهم فى معركة تحريره من أسر المتجبرين، من غير أن يقصر فى المهمة العلمية التى سخره الله تعالى لها فى بيان الأحكام الشرعية للخلق وإرشادهم لطريق الحق جل فى علاه. ونحن إذ تعتصر قلوبنا ألما على فراق الشيخ، فإننا نؤكد عزمنا سلوك كل الدروب، واتخاذ كل الأسباب، لا لمحاسبة المسئولين عن قتله فحسب، وإنما لتحقيق ما خرج من أجله فى أول الأمر، وهو استعادة الوطن لأهله، وتحرير إرادته من أسر أعدائه، وإعادة بنائه والنهوض به ليدافع عن الأمة ويحرر أراضيها ويحقق مصالحها، ولن يهدأ لنا بال حتى تتحقق بمشيئة الله تعالى تلك المقاصد السامية، التى سالت من أجلها الدماء الزكية للشيخ وغيره من الشهداء الذين سبقوه إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، وإنا على فراقك يا فضيلة الشيخ لمحزونون، ولا نقول إلا ما يرضى ربنا عز وجل، إنا لله وإنا إليه راجعون.