تحدث جيريمي كوربين الزعيم الجديد لحزب العمال البريطاني مجددا عن نظرية المؤامرة فيما يتعلق بأحداث 11 سبتمبر 2001 في الولاياتالمتحدة, وهو ما أثار ضجة واسعة داخل بريطانيا. وذكرت صحيفة "التليجراف" البريطانية في تقرير لها في 26 سبتمبر أن كوربين, الذي يستعد لأول مؤتمر له كزعيم لحزب العمال, قال في تصريحات له إنه تم التلاعب بأحداث 11 سبتمبر من قبل الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن ورئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير, لتبدو وكأن زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن كان مسئولا عنها، الأمر الذي يسمح للغرب بالذهاب إلى الحرب في أفغانستان. وتابعت الصحيفة أن حديث كوربين مجددا في 25 سبتمبر عن نظرية المؤامرة في أحداث 11 سبتمبر أثار غضب بعض أعضاء حزب العمال, ومنهم اللورد ماندلسون، الذي طالب بالإطاحة بكوربين, محذرا من أن الحزب لا يمكن أن يفوز بالانتخابات العامة في ظل قيادته. وكان كوربين تحدث في السابق عن أن بوش الإبن وراء مؤامرة "النظام العالمي الجديد", التي دبرت هجمات 11 سبتمبر, لتحقيق مكاسب شخصية, كما وصف قبل أيام من انتخابه لزعامة حزب العمال وفاة بن لادن ب"المأساة". وكان الاشتراكي جيريمي كوربين "66 عاما "انتخب في 12 سبتمبر زعيما لحزب العمال البريطاني المعارض, وفاز كوربين بفارق كبير عن منافسيه الثلاثة آندي بورنهام وإيفيت كوبر وليز كيندال محققا 59.5% من الأصوات من الجولة الأولى. وهزم الزعيم اليساري , الذي أيد البعض دخوله الانتخابات لإثراء النقاش السياسي دون أن يتوقعوا فوزه, وزيرين سابقين من حزب العمال هما إيفيت كوبر وآندي برنام، كما هزم ليز كندال التي تعتبر ممثلة للسياسات التي يؤيدها رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير. وكوربين برلماني محنك له باع طويل من التصويت ضد مشروعات قوانين طرحها حزبه, وقد فاز بزعامة "العمال" بناء على وعود بزيادة الاستثمارات الحكومية من خلال طبع الأموال وإعادة تأميم قطاعات واسعة من الاقتصاد. ويسعى الرئيس الجديد لحزب العمال للتخلص من أسلحة بريطانيا النووية، ويصفه البعض بنصير العرب والمسلمين، فقد رفض الحرب على العراق، بل يراه آخرون داعما للقضايا العادلة في العالم, ويحرص أيضا على إظهار دعمه للاجئين إلى أوروبا. وقال كوربين في 2012 :" إذا لم نعترف بالحقوق الفلسطينية فإننا سنكون أمام عواقب وخيمة، وبريطانيا تتحمل مسئولية خاصة". وكوربين المولود عام 1949 , عضو بحملة التضامن مع فلسطين، وفي منظمة العفو الدولية، كما أنه ينتسب للحملة "من أجل نزع السلاح النووي", وتحالف "أوقفوا الحرب". وأجريت انتخابات لاختيار رئيس لحزب العمال بعد استقالة إد ميليباند بعد خسارة الحزب الانتخابات العامة في مايو الماضي، وفقد 26 مقعدا بالبرلمان، ولم يعد لديه سوى 232 مقعدا من إجمالي 650 مقعدا. ونظرا لعدائه المعلن لسياسة إسرائيل والغرب تجاه فلسطين والدول العربية, فقد ظهرت مخاوف في إسرائيل من فوزه بزعامة حزب العمال. وكان كوربين أعلن حملته الانتخابية للترشح لحزب العمال في 6 يونيو 2015، وحينها اعتقد كثيرون أن مشاركته في هذه الانتخابات ستكون هامشية، إلا أن النتيجة جاءت خلاف كل التوقعات.