أعلن مسؤول أمني كبير في بوركينا فاسو، أن الجيش دخل ليل الاثنين - الثلاثاء العاصمة واغادوغو دون أن يواجه أي مقاومة، وهو يتفاوض حاليًا مع قادة الحرس الرئاسي على شروط استسلامهم بعد الانقلاب الذي نفذوه الأسبوع الماضي. وقال أحد قادة الجيش، إن كل الوحدات العسكرية التي أرسلت الاثنين إلى العاصمة دخلت واغادوغو، مضيفا أنه يجب التوصل الآن إلى استسلام لواء الحرس الرئاسي من دون إطلاق نار، ودون إراقة دماء. وكان بيان وقعه العديد من قادة الجيش وتناقلته وسائل الإعلام المحلية الاثنين، قد طالب الانقلابيين بأن يلقوا سلاحهم فورا ويتوجهوا إلى معسكر سانغولي لاميزانا (ثكنة عسكرية في واغادوغو)، ولهم الأمان هم وعائلاتهم. ويأتي هذا التطور بعيد إعلان السفير الفرنسي في واغادوغو جيل تيبو، أن الانقلابيين في بوركينا فاسو أفرجوا عن الرئيس الانتقالي ميشال كافاندو الذي وصل إلى السفارة الفرنسية وطلب حق اللجوء. وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند قد وجه تحذيرا شديد اللهجة إلى الجنرال جيلبرت ديندريه قائد الانقلاب المعروف بأنه حليف للرئيس السابق بليز كومباوري الذي أطيح بحكمه السنة الماضية، وحثت الولاياتالمتحدة رعاياها على مغادرة بوركينا فاسو. يُشار إلى أن الحرس الرئاسي الذي نفذ الانقلاب اعتقل الأربعاء كافاندو أثناء ترؤسه مجلس الوزراء، لكن زعيم الانقلابيين عاد وأعلن إثر وساطة من غرب أفريقيا الإفراج عن الرئيس الانتقالي الذي وُضع منذ ذلك الوقت تحت الإقامة الجبرية. وكان كافاندو قال في وقت سابق الاثنين لإذاعة فرنسا الدولية إنه متحفظ جدا على مشروع الاتفاق الرامي لإنهاء الأزمة الناجمة عن الانقلاب الذي نفذه الحرس الرئاسي. وقد حددت الوساطة التي تقوم بها المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا لتقديم مشروعها للاتفاق، بعدما أجرت منذ أكثر من 48 ساعة مفاوضات طويلة مع أقطاب الحياة السياسية والمدنية في بوركينا فاسو. وكانت الرئاسة السنغالية التي تقوم في بوركينا فاسو بوساطة المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا قد أعلنت أنها تعد خطة يمكن إلى حد كبير أن تؤدي إلى عودة كافاندو لاستئناف مهامه رئيسا للبلاد. يُذكر أن قائد الانقلاب قدم في بيان أمس اعتذاره لشعبه، وتعهد بإطلاق سراح رئيس الوزراء، مشيرا إلى مخاطر وقوع حرب أهلية في البلاد.