شارك المئات من الفلسطينيين، مساء يوم الاثنين، بمسيرات غاضبة في جنوبي ووسط قطاع غزة، تنديدا باستمرار انقطاع التيار الكهرباء بشكل شبه كامل. وسادت حالة من الغضب في أوساط المشاركين في المسيرات الاحتجاجية، ما دفع بعض المتظاهرين في مدينة خان يونس، جنوبي قطاع غزة، إلى رشق عدد من واجهات المحال التجارية بالحجارة، وفق مراسل "الأناضول".
وردد المشاركون في المسيرات هتافات غاضبة، مستنكرة استمرار أزمة الكهرباء، منها "بدنا كهرباء"، و"يا هنية (إسماعيل هنية، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، التي تسيطر على قطاع غزة)، ويا عباس (الرئيس الفلسطيني، محمود عباس) بدنا كهرباء، زي( مثل) الناس".
كما طالبوا في هتفاتهم، بمحاسبة شركتي توزيع وتوليد الكهرباء في القطاع، وكافة المسؤولين عن أزمة الكهرباء المتواصلة منذ أعوام.
وكانت سلطة الطاقة بغزة، أعلنت، أمس الأحد، توقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع عن العمل بشكل كامل بسبب النقص الحاد في كميات الوقود.
وقال شهود عيان، لمراسل "الأناضول" "رشق المتظاهرون عددا من المحال التجارية في مدينة خان يونس، جنوبي القطاع بالحجارة، فتدخلت قوات من الشرطة الفلسطينية، لضبط الأمن وتفريق المتظاهرين".
وأفاد شهود "أن المتظاهرين رددوا هتافات، للمطالبة بحل الأزمة بشكل فوري، وحمل بعضهم مسؤولية الأزمة لحكومة التوافق الفلسطينية، والرئيس الفلسطيني، محمود عباس، فيما حملها آخرون لشركة الكهرباء، والمسؤولين في قطاع غزة".
وفي مدينة رفح، أقصى جنوبي قطاع غزة، تجمع المئات من الفلسطينيين في ميدان الشهداء، وسط المدينة، مطالبين بإنهاء معاناتهم جراء أزمة الكهرباء، التي يتزامن تفاقهمها مع ارتفاع درجات الحرارة في القطاع بشكل كبير.
وأشعل المتظاهرون إطارات سيارات وأغلقوا عدد من الطرقات أمام حركة السيارات.
وتواجدت قوات من الشرطة الفلسطينية ورجال الأمن بالقرب من المسيرة في مدينة رفح.
كما جاب عشرات المتظاهرين شوارع مخيم البريج للاجئين الفلسطينيين، وسط القطاع، واحتشدوا أمام مقر سلطة الطاقة في المخيم، ورددوا هتافات تحمل المسؤولين في قطاع غزة، والضفة الغربية المسؤولية عن أزمة الكهرباء، وتطالب رئيس حكومة التوافق الفلسطينية، رامي الحمد الله، بالعمل لإنهاء الأزمة.
وقال أحد المشاركين في المسيرة، وسط القطاع، للأناضول، إن "المتظاهرين خرجوا بشكل عفوي احتجاجا على استمرار أزمة الكهرباء، التي تفاقم معاناتهم الناجمة عن استمرار الحصار الإسرائيلي وارتفاع نسبتي الفقر والبطالة".
وأضاف المتظاهر (الذي رفض الكشف عن هويته)، "نريد توفير تيار كهربائي على مدار الساعة، فيكفينا ما نعاني من فقر وجوع. المسؤول عن هذه الأزمة هم المسؤولين في قطاع غزة والضفة الغربية".
وخرجت المسيرات في أنحاء القطاع المنددة باستمرار أزمة الكهرباء بعد دعوات وجهها عدد من النشطاء الشباب على مواقع التواصل الاجتماعي.
وانطلقت خلال اليومين الماضيين، مظاهرات ووقفات احتجاجية في عدد من مدن القطاع، للمطالبة بإنهاء الأزمة المستمرة منذ سنوات.
وانخفضت ساعات وصل التيار الكهربائي في بعض مناطق قطاع غزة، إلى 4 ساعات فقط خلال اليوم، حسب تأكيد مراسل الأناضول.
وقالت سلطة الطاقة، في بيان وصل الأناضول نسخةً منه أمس الأحد، إن إدخال كميات محدودة من السولار الصناعي، لن يكون كافيًا لتشغيل محطة الكهرباء، وإن المحطة مهددة بالتوقف حتى يوم الأربعاء المقبل، بسبب الأعياد اليهودية.
وفتحت السلطات الإسرائيلية، صباح أمس الأحد، معبر كرم أبو سالم، المنفذ التجاري الوحيد لقطاع غزة، استثنائيا لإدخال "السولار الصناعي"، اللازم لتشغيل محطة كهرباء غزة المتوقفة عن العمل، فيما تواصل إغلاقه بشكل كامل لليوم الثالث على التوالي، بسبب الأعياد اليهودية.
ويعاني نحو مليوني فلسطيني، يقطنون في قطاع غزة، من أزمة حادة في الكهرباء، بسبب نفاد الوقود اللازم لتشغيل "محطة توليد الكهرباء".
ويحتاج قطاع غزة إلى نحو 400 ميغاوات من الكهرباء، حتى تعمل مدة 24 ساعة، بينما لا يتوفر حاليًا إلا 212 ميغاوات توفر إسرائيل منها 120 ميغاوات، ومصر 28 ميغاوات، وشركة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة، 60 ميغاوات".