لم يصدق أغلب المصريين تصريحات الإعلامي محمد الغيطي، بأن القوات المسلحة المصرية أسرت قائد الأسطول السادس الأمريكي، وهددت الرئيس الأمريكي باراك أوباما أثناء أحداث فض رابعة، وأخذوا كلامه في سياق المزح، معتبرين أن دعمه المطلق للنظام هو ما دفعه لقول تلك المعلومات التي يكاد مؤيدو النظام أنفسهم قد سقطوا أرضًا من الضحك على كلامه. حقيقة أسر قائد الأسطول السادس الأمريكي بالبحر المتوسط، لم تكن مزحة، بل كانت واقعًا فرضته قوة المسلمين في وقت من الزمان، غير مكتفين بذلك بل أسروا قطعًا كاملة من الأسطول بجميع أفراد طاقمها. ويروي التاريخ أن الولاياتالمتحدة، إحدى أهم القوى العظمى بالعالم، في الفترة الحالية، دخلت في حرب بحرية أمام أساطيل الدولة الإسلامية، إلا أن قواتها سقطت أسيرة على سواحل ليبيا، التي أصبحت أكثر الدول العربية توترًا الآن، وهو الأمر الذي أجبر أمريكا على التراجع ودفع الجزية للخليفة العثماني. خلفية تاريخية كانت الأساطيل العثمانية تقوم بحماية السفن التجارية التي تعمل في البحر المتوسط مقابل رسوم تدفع لها من قبل الدول الأوروبية، وفي أواخر القرن ال18 الميلادي بدأت سفن التجارة الأمريكية ترفع أعلامها لأول مرة سنة 1783م، وتجوب البحار والمحيطات، وما لبثوا إلا أن تعرض لهم بحارة أتراك واستولوا على إحدى عشرة سفينة أخرى تخص الولاياتالمتحدةالأمريكية وساقوها إلى السواحل الجزائرية التي كانت ولاية عثمانية اسمية آنذاك. عجزت الولاياتالمتحدة عن استرداد سفنها بالقوة العسكرية، وكانت تحتاج إلى سنوات طويلة لبناء أسطول بحري فاضطرت إلى الصلح وتوقيع معاهدة مع تركيا في 5 سبتمبر 1795 م، وتضمنت هذه المعاهدة 22 مادة مكتوبة باللغة التركية، وهذه الوثيقة هي المعاهدة الوحيدة التي كتبت بلغة غير الإنجليزية ووقعت عليها الولاياتالمتحدةالأمريكية. إعلان الحرب على أمريكا ماطل الأمريكيون، بعد أعوام، في دفع الجزية المفروضة على مرور سفنهم التجارية بالبحر المتوسط، فأمر باشا طرابلس، وقتها، في 14 مايو 1801 جنوده بأن يحطموا سارية العلم الأمريكي القائمة أمام القنصلية الأمريكية في طرابلس، إشارة إلى إعلان الحرب على الولاياتالمتحدةالأمريكية، انطلقت بعدها السفن الليبية تجوب البحر بحثًا عن السفن الأمريكية للاستيلاء على غنائمها وإجبار حكومة واشنطن على دفع جزية سنوية مجزية. قابل القنصل الأمريكي في طرابلس الباشا عارضا احتجاج دولته الرسمي على الإهانة التي لحقت بالعلم الأمريكي، وطلب إعادة البضائع التي سلبت من السفن الأمريكية، فقال له الباشا: "أيها القنصل لا توجد أمة أريد معها الصلح مثل أمتكم، وكل دول العالم تدفع لي ويجب أن تدفع لي أمتكم"، فقال القنصل: "لقد دفعنا لك كل ما تعهدنا به إليك ولسنا مدينين بشيء"، فرد الباشا متهكما: "فيما يتعلق بالسلام قمتم فعلا بدفع اللازم، أما فيما يتعلق بالمحافظة على السلام فلم تدفعوا شيئا"، فلم يستطع القنصل فعل أي شيء سوى تمزيق معاهدة السلام والصداقة. أسر الأسطول السادس الأمريكي كانت الولاياتالمتحدة أرسلت أسطولها الحربي إلى البحر المتوسط، لتعزز من هيبة أمريكاالولاياتالمتحدة في المنطقة، والذي كان مكونًا من فرقاطتين جهزت كل منهما ب44 مدفعًا، وهما (بريزيدينت) و(فيلادلفيا)، وواحدة صغيرة مجهزة ب32 مدفعا هي (إيسكس)، وأخرى شراعية مجهزة ب12 مدفعا هي (انتربرايز). وفي 31 أكتوبر 1803 تمكنت البحرية الليبية في مدينة طرابلس من أسر الفرقاطة (المدمرة) فيلادلفيا وعلى متنها 308 بحارة أمريكيين استسلموا جميعًا وعلى رأسهم قائدها الكابتن بينبريدج، وعندما عجز الأمريكيون عن استرداد هذه السفينة تسللوا إليها وقاموا بنسفها حتى لا تصبح غنيمة في أيدي الليبيين، ولذلك اتخذت البحرية الأمريكية نشيدًا لها يردده جنودها صباح كل يوم ويقول مطلعه (من قاعات مونتيزوما إلى شواطئ طرابلس نحن نحارب معارك بلادنا في الجو والأرض والبحر).