من 4 ملايين نسخة في عام 1974 إلى نصف مليون نسخة حاليًا كشف جمال عيد، مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، أن حجم توزيع الصحف في مصر تراجع إلى 500ألف نسخة في اليوم بعد أن كانت في عام 1974 نحو 4ملايين نسخة يوميًا. وأضاف أن تلك النسبة زادت عام 1985 إلى 5 ملايين نسخة لتنخفض في 2005 إلى 2 مليون نسخة، وتزايدت إلى الضعف مع اندلاع ثورة يناير، عندما وصلت إلى 4 ملايين نسخة يوميًا، ثم انهارت لتصل إلى نصف مليون نسخة يوميا عام 2015. وقال جمال عبدالرحيم، السكرتير العام لنقابة الصحفيين، وعضو هيئة مكتب النقابة، إن سبب تراجع حجم التوزيع الصحف فى مصر يرجع إلى سببين، الأول انتشار شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعى والفضائيات، بجانب أن جميع الصحف لها مواقع إلكترونية تنشر العدد الورقى فى التاسعة مساءً أى قبل الطباعة والقارئ يقبل على قراءتها. وأضاف، أن السبب الثانى لتراجع توزيع الصحف هو أن الصحافة الورقية لم تطور من نفسها ومازالت تتعامل مع المادة الصحفية تعاملاً مضى عليه عشرات السنين، مشددًا على أنه لابد أن تضع أسسًا ومعايير جديدة للتطوير فمازالت الأخبار تنشر فى اليوم الثانى بعد أن تكون استهلكت بكل الطرق على الفضائيات ومواقع التواصل. وأوضح عبدالرحيم أن "التوزيع يتأثر باختلاف الأنظمة فإذا كان هناك هامش للحريات خاصة فى الصحافة وتداول المعلومات فستزيد من الانتشار للصحف، أما إذا كانت الأنظمة تضيق على الصحافة فالمادة المنشورة ستكون ضعيفة، وبالتالى لن يكون هناك انتشار وسيكون هناك ضعف توزيع". وقال مجدى شندي، رئيس تحرير صحيفة "المشهد"، إن الظروف الاقتصادية للمواطن، وانخفاض سقف الحرية فى الصحف جعل العديد منها متشابهة إلا القليل منها، وأيضًا هناك انخفاض فى سوق الإعلانات جعل الصحف تكتفى بالحد الأدنى من الطباعة، لأن سعر الطباعة أعلى من سعر البيع. وأضاف، أن وسائل الإعلام الإلكترونية أصبحت مصادر موثوق بها لتداول الأخبار، ولذلك أيضًا تراجع دور الصحف. وأشار إلى أن الأنظمة المختلفة تؤثر على توزيع الصحف، فكلما ارتفع مستوى الحرية زاد اهتمام الناس بالشأن العام وأقبلوا على شراء الصحف، وخاصة فى فترات التغيير السياسى والعواصف السياسية، والتى يزيد فيها الإقبال على الصحف، أما عندما يكون هناك ركود وجمود بالمجتمع يتصرف الناس بسلبية ويعزفون عن الشأن العام. وأعرب عن توقعه بأن الصحافة الورقية لن تستمر أكثر من 10سنوات، بسبب مجموعة مؤشرات أهمها أن المواقع الإلكترونية استطاعت أن تحوز على ثقة القارئ، كما أن المعلنين عندما يجدون أن المواقع الإلكترونية ستكون أكثر إفادة اقتصادية له سيكتفون بها عن الصحف الورقية.