موقع «واللاه»: لم تعد تل أبيب قوى عظمى بمجال الطاقة وصعب علينا توقع الاكتشاف المصري الذي قد يرفع فاتورة الكهرباء على الإسرائيليين استمرارًا لموجة الخوف والترقب والصدمة الإسرائيلية إزاء اكتشاف حقل جديد للغاز في مصر، تساءل موقع "واللاه" الإخباري العبري عن تأثير الأمر على فواتير الكهرباء وارتفاع تكلفتها في إسرائيل خاصة مع اعتماد الأخيرة على الغاز في إنتاج التيار الكهربائي. كانت وزارة البترول والثروة المعدنية أعلنت في وقت سابق، أن شركة إينى الإيطالية حققت "أكبر" كشف للغاز الطبيعي (شروق) في المياه العميقة بالبحر المتوسط في منطقة امتياز شروق بالمياه الاقتصادية المصرية. يأتي هذا الكشف في إطار الاتفاقية البترولية التي وُقعت في يناير 2014 مع وزارة البترول والشركة القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس) والشركة الإيطالية من الجهة الأخرى بعد فوزها بالمنطقة في مزايدة عالمية. وأضاف "واللاه" أن "اكتشاف حقل الغاز في مصر ليس مفاجأة، لكن يظهر الصورة الحقيقية وهي أن تل أبيب ليست قوى عظمى فيما يتعلق باقتصاد الطاقة وإنما هي مجرد لاعبة يتنافس معها لاعبون إقليميون آخرون". وتابع: "كان من الصعب على إسرائيل أن تتوقع أو تخمن توقيت الكشف عن حقل الغاز المصري وأبعاد هذا الاكتشاف، إلا أنه كل من يعمل في مجال الطاقة يدرك أن القاهرة لديها احتياطيات غاز عملاقة، أضعاف ما تملكه إسرائيل، هذه الاحتياطيات المصرية لم يتم استغلالها بعد". ولفت إلى أن "اقتصاد الطاقة المصري يعاني منذ سنوات طويلة من تقلبات سياسية وإدارة فاشلة، لكن في العام الأخير تحسنت الأمور ورفع المصريون أسعار الغاز ووعدوا بحوافز وأعادوا المستثمرين الأجانب وشركات الطاقة إلى مواقع التنقيب والنتائج لم تتأخر في المجيء". بدورها، قالت صحيفة "يسرائيل هايوم" العبرية إن "اكتشاف حقل الغاز المصري يثير تساؤلات فيما يتعلق بمصادقة حكومة إسرائيل مؤخرًا على إجراء تعديلات وتطويرات فيما يتعلق باقتصاد الغاز لديها"، لافتة إلى أنه "بدون مصادقة الكنيست على الأمر سيكون كأن لم يكن". وأضافت الصحيفة أنه "اكتشاف الحقل في المياه المصرية يقلل من أمل إسرائيل في مصادقة الكنيست على التطويرات والتعديلات التي أقرتها الحكومة"، وأشارت إلى أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي قرر ألا يقدم التعديلات لبرلمان تل أبيب غدًا الأربعاء، وهو الموعد الذي كان مقررا منذ فترة". ونقلت "يسرائيل هايوم" عن مصادر بشركات الطاقة الإسرائيلية قولها إن "القاهرة ستستخدم الغاز المكتشف للأغراض المحلية وهذه هو سلم الأولويات في مصر". في المقابل، قالت البروفيسور برندا شفر الخبيرة الدولية في الطاقة بجامعة حيفا الإسرائيلية، إن "كشف الغاز الجديد بمصر سيفيد المصالح الاقتصادية والجيوسياسية لتل أبيب"، كما قالت في مقابلة مع صحيفة "ذا ماركر" العبرية. وأضافت "صفقة تصدير الغاز من حقل لوياثان لمصر لم تكن لتخرج إلى أرض الواقع، لهذا فإن الاكتشاف الجديد بمصر ليس شيئًا كارثيًا بالنسبة لإسرائيل". وتابعت: "أصحاب حقل لوياثان لم يكن لديهم اتفاق موقع مع المصريين"، لافتة إلى أن "كشف الغاز الجديد من شأنه أن يكون مشجعًا لتل أبيب والتي ترى في تعزيز النظام الحاكم بالقاهرة، هدفا جيوسياسيًا واستراتيجيًا". وأشارت الأكاديمية إلى أن "كشف الغاز المصري الجديد والاتفاق الذي وقعته شركة النفط البريطانية (BP) لاستثمار نحو 12 مليار دولار في مشروع لاستخراج الغاز الطبيعي في منطقة غرب دلتا النيل، هذان الأمران يشهدان على الثقة في سياسة القاهرة والثقة أيضا في الإصلاحات الاقتصادية الواسعة بمصر". ولفتت إلى أن "اكتشاف الغاز الجديد في مصر ستدفع تل أبيب إلى إدراك استحالة تصدير غازها للقاهرة، وأنه لابد من أن تستخدمه على الصعيد المحلي فقط"، مبدية شكوكها في إمكانية أن تقترح شركات الغاز التي تنقب في مصر، بيع الغاز لإسرائيل.