أعرب الدكتور محمد سودان، أمين لجنة العلاقات الخارجية بحزب "الحرية والعدالة"، الذراع السياسي لجماعة "الإخوان المسلمين" عن تأييده لخيار السلمية في مواجهة ما وصفه ب"الانقلاب"، ورفضه للنضال المسلح، قائلا "أنا أؤيد تمامًا المقاومة الثورية السلمية لحالة المستبد العسكري". وأوضح سودان الفارق بين ما سماه ب "النضال الثوري"، و"النضال الثوري المسلح"، قائلاً إن "الأول هو ما اعتاد عليه الإخوان وهو النهج الثوري السلمي تمامًا والذي تمارسه الجماعة منذ ثورة 25 يناير، وحتى الآن مع النظام الفاشي في مصر، أما الثاني فكما هو حادث في سوريا و ليبيا". واستدرك قائلاً: "لا أظن أنه الطريق الأقصر لتحرير مصر من هذا النظام". وحذر القيادي الإخواني من أن "هدف النظام الحالي منذ اللحظة الأولي، هو جر المعارضين إلى العنف بدء من استعمال البلطجية لقتل بناتنا في المنصورة ومحاولة قتل صبحي صالح، القيادي الإخواني بالإسكندرية وحرق مقرات الحرية والعدالة والإخوان المسلمون بدعم من المخابرات والشرطة، ومحاولة مداهمة قصر الاتحادية وحرق أجزاء منه"، حسب قوله. وأضاف سودان: "رغم كل هذا ومن خلال تجارب أكثر من 80 عامًا مع الأنظمة الاستبدادية المتعاقبة في مصر وغيرها، كان خيار النضال الثوري السلمي وأحيانا الإصلاحي هو الأنجح". وقال إن "من يقرأ نية النظام ومن يؤيدونهم في الخارج و الداخل يسعون بكل طاقاتهم لجر الإخوان ومناهضي النظام إلى العنف حتى يكون مبررًا لهم في الداخل والخارج في القضاء تمامًا على هذا الحراك الثوري". وتابع: "لنا في الجماعة الإسلامية عبرة كبيرة فالأسلوب الذي اتخذته الجماعة في التسعينيات كان خطئا في استراتيجيتهم باعتراف الدكتور طارق الرمز والشيخ عبود مؤسسي الجماعة الإسلامية"، قائلاً: "قد صرحا لي أكثر من مرة حيث كنت محبوسا معهما في سجن الإبعادية بدمنهور أنهما اكتشفا أن طريق الإخوان الإصلاحي هو الأنجح". وأكمل سودان: "ربما نريد أن نغير من التكتيكات والاستراتيجية في الخارج والداخل، وأعذر الشباب الذين يقعون تحت ضغط شديد نتيجة التعذيب والسجون والأحكام العجيبة التي لم نري لها مثيل من قبل؛ لكن الباطل حتمًا إلى زوال والنصر قريب إن شاء الله، أما "الانقلاب" فهم علي باطل وإنما النصر صبر ساعة". ورأى أن "القضية الآن تحتاج إلى نفس طويل ومن يريد أن يغير النضال السلمي إلى نضال مسلح فهو خارج من عباءة ونهج الإخوان". وكان إبراهيم منير، نائب المرشد العام لجماعة "الإخوان المسلمين" أكد في مقابلة صحفية مؤخرًا، رفض الجماعة لاستبدال الخيار الإصلاحي ب "الخيار الثوري"، منتقدًا فكرة الخيار الثوري، مشبهًا الداعين لذلك الداعين بمجموعة "شباب محمد" الذين كانت لهم نفس الرؤية التي يطالب بها البعض الآن بزعم أنه يهادن النظام ولا يلجأ معه إلى العنف أو الحرب". وأكد رفضه دعوة الإخوان للقصاص موضحًا أن ذلك الأمر شخصي. وفي أواخر مايو الماضي، نشب خلاف كبير داخل قيادة جماعة الإخوان العليا، حول مسار مواجهة السلطات الحالية في مصر، جناح يتزعمه حسين إبراهيم (يقيم داخل مصر)، الأمين العام لحزب الحرية والعدالة (الذراع السياسية للإخوان والمنحل قضائيًا في أغسطس 2014)، ويتبنى ما يسميه "التصعيد والقصاص، من رجال الشرطة، والجيش، والقضاة، والإعلاميين، المتورطين في سفك دماء المعارضين للسلطات الحالية". أما الجناح الآخر فيقوده، محمود حسين (الأمين العام للجماعة التي اعتبرتها الحكومة إرهابية في ديسمبر 2013) المقيم خارج مصر، والذي يصر على السلمية كوسيلة للتغيير، وكلا الجناحين، يعتبر نفسه صاحب "الشرعية" في قيادة الإخوان.