لعب موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" دورًا كبيرًا في الحشد لثورة 25 يناير حتى كان له الفضل الأول في اشتعال الثورة وإطاحتها بالرئيس المخلوع حسنى مبارك بعد 30 عاما من حكم مصر. وكانت البداية مع انتشارها بين الشباب على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" إلى مظاهرة كبرى أمام مقر وزارة الداخلية، تحت شعار "فعلتها تونس" وبدأت الدعوة على صفحة "خالد سعيد"، وجذبت أكثر من 54 ألف مشترك في بضعة أيام لتكون الشعلة الأولى والحقيقية لانفجار موجة الغضب في ثورة 25 يناير وما تبعها من جمعة الغضب في 28 يناير حتى رحيل مبارك في 11 فبراير وتسليم السلطة للمجلس الأعلى للقوات المسلحة. ولعبت شبكة الإنترنت دورا كبيرا في تأجيج هذه الثورة والتحضير لها ربما منذ عامين حين تأسست حركة 6 أبريل التي دعت إلى إضراب عام يوم 6 أبريل احتجاجًا على تدهور الأوضاع في مصر. لم تتوقف شبكات التواصل الاجتماعي فيس "بوك وتويتر" في ممارسة دورهما في انتقاد الوضع السياسي سواء كان في عهد المجلس العسكري من الدعوات المتكررة للتظاهر من أجل محاكمة مبارك ورموز نظامه ومن بعدها التظاهرات التي اندلعت لمطالبة المجلس العسكري بتسليم السلطة إلى رئيس مدني منتخب. وواصل رواد شبكة "فيس بوك" دورهما في المطالبة بتحقيق أهداف الثورة في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي من خلال انتقاد الكثير من السياسات في الحكم ومن بعده الرئيس المؤقت عدلى ومنصور والرئيس عبد الفتاح السيسي فلم تتوقف هذه الشبكة لحظة في مهاجمة النظام الحالي والحكومة الحالية فى الكثير من القرارات التى اتخذها مثل قانون الإرهاب والخدمة المدنية كما كان سببا رئيسيا في تقديم وزير العدل السابق المستشار محفوظ صابر استقالته من الحكومة بعد تصريحاته العنصرية بأن أولاد الفلاحين لا يحق لهم الالتحاق بالقضاء الأمر الذى أثار موجة غضب كبيرة في الشارع المصري. على أثر كل ذلك سعت عدة جهات داعمة للنظام الحالي للمطالبة بغلق شبكة "فيس بوك" عن مصر بحجة تكدير السلم الاجتماعي ومنهم الإعلامي أحمد المسلماني المتحدث باسم الرئاسة سابقا قائلا إن "فيس بوك" أصبح راعي الإرهاب الأول في العالم، ولابد أن يكون هناك ضوابط حقيقية لاستخدامهما، بما فيها الإغلاق لمدة عام إذا تطلب الأمن القومي المصري ذلك، وهذا لن يكون استثناء، وإنما استجابة لكلام وزير الداخلية الفرنسي الذي أكد أن هناك إرهابا فرديا يأتي من الإنترنت. وعلى هذا المنوال طالب الكاتب الصحفي مصطفى بكري بإغلاق "فيس بوك" لسيطرة الإخوان عليه للتحريض ضد النظام إلى أن جاء حكم القضاء الإداري اليوم برفض غلق ''فيس بوك'' في مصر بعد الدعوى المقامة من المحامي محمود جويلي، المطالب بحجب موقع التواصل الاجتماعي ''فيس بوك'' عن مصر. واختصمت الدعوى كلاً من رئيس الوزراء، ووزير الاتصالات بصفتيهما، وذكرت الدعوى أن فيس بوك أفسد الأخلاق، وانتشر من خلاله العديد من الصفحات التي تحرض على الرذيلة، واستقطاب راغبي المتعة الحرام، وتسبب في انتشار الشائعات، وانتحل أشخاص صفات أجهزة الدولة دون أدنى قيود، وانتشرت الأخبار الكاذبة بسرعة الصاروخ دون وجود آلية للتأكد من صحتها، أو حذفها بعد ثبوت نفيها. وأضافت الدعوى أن الحصول على عضوية الموقع بسهولة وببيانات بسيطة تكاد تكون عشوائية وغير مقننة؛ ما يعطي الفرصة لمروجي الشائعات لإنشاء صفحات وهمية باسم أجهزة الدولة، فضلًا عن وجود صفحات انتحالية لشخصيات عامة، تتولى مناصب عليا وهو ما لم تقتنع به المحكمة لينتصر "فيس بوك" في النهاية ليظل شوكة فى حلق كل الأنظمة خاصة بعد ثورة 25 يناير. وأشاد الناشط الحقوقي حافظ أبوسعدة بقرار محكمة القضاء الإداري اليوم برفض دعوى غلق موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك في مصر. وعبر حسابه على موقع التدوين المصغر "تويتر"، كتب: "القضاء الإداري يرفض دعوى غلق فيس بوك في مصر بدعوى تهديد الأمن وزعزعة الاستقرار وإفساد الأخلاق". و"فيس بوك" هو أحد أشهر وسائل التواصل الاجتماعي ويمكن تعريفه بأنه شبكة اجتماعية وتديره شركة "فيس بوك" شركة مساهمة، فالمستخدمون بإمكانهم الانضمام إلى الشبكات التي تنظمها المدينة أو جهة العمل أو المدرسة أو الإقليم، وذلك من أجل الاتصال بالآخرين والتفاعل معهم. ويمكن للمستخدمين إضافة أصدقاء إلى قائمة أصدقائهم وإرسال الرسائل إليهم، وأيضًا تحديث ملفاتهم الشخصية وتعريف الأصدقاء بأنفسهم، ويشير اسم الموقع إلى دليل الصور الذي تقدمه الكليات والمدارس التمهيدية في الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى أعضاء هيئة التدريس والطلبة الجدد، والذي يتضمن وصفًا لأعضاء الحرم الجامعي كوسيلة للتعرف عليهم. وقد قام مارك زوكربيرغ بتأسيس فيس بوك بالاشتراك مع كل من داستين موسكوفيتز وكريس هيوز اللذين تخصصا في دراسة علوم الحاسب وكانا رفيقي زوكربيرغ في سكن الجامعة عندما كان طالبًا في جامعة هارفارد، حيث كانت عضوية الموقع مقتصرة في بداية الأمر على طلبة جامعة هارفارد، ولكنها امتدت بعد ذلك لتشمل الكليات الأخرى في مدينة بوسطن وجامعة آيفي ليج وجامعة ستانفورد، ثم اتسعت دائرة الموقع لتشمل أي طالب جامعي، ثم طلبة المدارس الثانوية، وأخيرًا أي شخص يبلغ من العمر 13 عامًا فأكثر. يضم الموقع حاليًا أكثر من مليار مستخدم على مستوى العالم وقد أثير الكثير من الجدل حول موقع فيس بوك على مدار الأعوام القليلة الماضية، فقد تم حظر استخدام الموقع في العديد من الدول خلال فترات متفاوتة، كما حدث في سوريا وإيران. كما تم حظر استخدام الموقع في العديد من جهات العمل لإثناء الموظفين عن إهدار أوقاتهم في استخدام تلك الخدمة، كذلك، مثلت انتقادات موجهة إلى فيس بوك مخاوف بشأن الحفاظ على الخصوصية واحدة من المشكلات التي يواجهها رواد الموقع، وكثيرًا ما تمت تسوية هذا الأمر بين طرفي النزاع.