روى الكاتب الصحفي جمال سلطان، رئيس تحرير صحيفة "المصريون" تفاصيل وقف طباعة العدد الورقي للصحيفة أمس، مشيرًا إلى أن الجهة المختصة بالطباعة "مطابع الأهرام" أخبرته بوقف الطباعة بناء على طلب من جهة ما، مشيرًا إلى أن الإبلاغ تم بشكل عرفي لأن الوقف مخالف للقانون، محذرًا أن يتنشر هذا الخطر تدريجيًا فى باقى الصحف المصرية. وعن المقال الذي تسبب في وقف الطبع، قال "سلطان"، في مداخلة هاتفية له على فضائية "الجزيرة مباشر"، إنه تضمن نقدًا سياسيًا للرئيس في إطار القانون، موضحًا أنه يدعو الرئيس السيسي من خلاله إلى التخلي عن الحديث في تجديد الخطاب الديني وتركها لعلماء الدين وانشغاله بأمور الدنيا ومتطلبات العيش للمواطنين. وأكد سلطان، أن الدستور المصري يحتوى على أرقى المواد التي تضمن الحقوق والحريات إلا أنه يتم اختراقه دائمًا حتى أننا نرى أمناء الشرطة اليوم يخترقون قانون التظاهر لتحقيق مطالبهم دون تعليق على ذلك. وأوقفت مؤسسة "الأهرام"، أمس طبع العدد الأسبوعي ل "المصريون"، وهي المرة الثانية التي يُعطل فيه طبع الجريدة، بعد أن سبق وعطلت جهات أمنية الطبع عددها الصادر في 14 ديسمبر الماضي، بسبب تحفظات على محتوى العدد. وكانت "المصريون" أرسلت صفحات العدد الجديد لمطابع "الأهرام" في وقت مبكر صباح السبت، إلا أنها تفاجأت بصدور أوامر مجهولة بوقف الطبع، وذلك بسبب اعتراضات على مقال جمال سلطان رئيس التحرير بعنوان (لماذا لا يتوقف السيسي عن دور المفكر الإسلامي)، الذي ينتقد تركيز الرئيس عبدالفتاح السيسي على مسألة الخطاب الديني أكثر من انشغاله بواجبات وظيفته الأساسية. وطلب المسئولون ب "الأهرام" استبدال المقال، بعد أن أبدوا اعتراضهم على فحوى المقال الذي ينقد انشغال السيسي بالحديث المتكرر عن الشأن الديني، وأهمية تجديد الخطاب الديني، وتصحيح المفاهيم الدينية، وضبط صحيح الدين، والقراءة الصحيحة للتاريخ الإسلامي، ويطالبه التوقف عن توجيه الدروس لعلماء الدروس في تخصصاتهم وقضايا الدين والفكر، والقيام بدوره كرئيس جمهورية معني بقضايا الاقتصاد والأمن والصحة والتعليم والخدمات الضرورية للمواطنين. كما اعترضت "الأهرام" أيضًا على تقرير في الصفحة الرابعة، بعنوان "الغموض يحيط بزيارة "السيسي" إلى بريطانيا خوفًا من الاعتقال.. الرئيس و12مسئولاً مهددون بالملاحقة.. وخبير: "الدعوة الملكية" تحميه من المسائلة"، والذي يتناول مصير زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى بريطانيا، المقررة قبل نهاية العام الجاري، في ظل مخاوف من إمكانية ملاحقته قضائيًا من قبل جماعة "الإخوان المسلمين"، واعتراضات برلمانيين بريطانيين على تلك الزيارة. واستمرت الأزمة عدة ساعات، في ظل اتصالات مع مسئولي "الأهرام"، إلى أن تم السماح بطباعة "المصريون"، بعد أن قامت الصحيفة بتغيير مقال رئيس التحرير، والموضوع الآخر