العلاج بألبان الإبل وأبوالها شيء مُدْهش ولا نظير له ولا أحد يستطيع أن يقول به غير واحد فقط وهو النبي صلى الله عليه وسلم. جاء الإشارة إلى شرب بول الإبل وألبانها بقصد العلاج في الحديث الشريف، فقد ورد في صحيح البخاريعن أنس ابن مالك رضي الله عنه قال: قدم رهط من عرينة أوْ عُكل على النبي صلى الله عليه وسلم، فاجْتووا المدينة، (أي لم توافق أجسامهم طقس المدينة ) فشكوا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: " لوْ خرجتم إلى إبل الصدقة فشربتم من أبوالها وألبانها" . ففعلوا، فلما صحوا، عمدوا إلى الرعاة فقتلوهم، واستاقوا الإبل، وحاربوا الله ورسوله، فبعث رسول الله في آثارهم، فأخِذوا فقطع أيديهم وأرجلهم، وسمل أعينهم، والقاهم في الشمس حتى ماتوا. تكررهذا الحديثفي مواضع مُختلفة وفي كل مَوْضِع له حُكْم شَرعي مُحَدَّد. وورد أيضًا في باب (الطب) وباب الطب في كُتُب الحديث لا يعني (طب نبوي) حيث أن هذا المصطلح (الطب النبوي ) لم يذكره النبي صلى الله عليه وسلم ولا أحدًا من صحابته رضوان الله عليهم ، وظهوره والقول به له قصة طويلة أدعو الله أن يعنني على شرحها وتوضيحها للناس حتى يزول الالتباس وسوء الفهم الحاصل بين الطب والدين . المهم أنالبعض ينظر إلى هذا الحديث على أنه إعجاز علمي، والبعض الآخر يأخذه ذريعة للنيل من الدين والتطاول على النبوة والسُنَّة المُطهرة . والأمر بمرُته فيه فهم خاطئ بين الناس سنحاول شرحه للقارئ للاستنارة. كان الأطباء القدماء مختلفين في علاج الاستسقاء بلبن الإبل وظل هذا الخلاف قائم حتى زمن ابن سينا ، أيْ بعد زمن النبوة بأكثر من 230 عام. ولذا نجدابن القيم ينقل عن ابن سينا، قوله عن ألبان الإبل، قال صاحب القانون: ولا يلتفت إلى ما يُقال، من أن طبيعة اللبن مضادة لعلاج الاستسقاء، قال (والقول لابن سينا): واعلم أن لبن النوق دواء نافع لما فيه من الجلاء برفق، وما فيه من خاصية، وأن هذا اللبن شديد المنفعة، فلو أن إنسانًا أقام عليه بدل الماء والطعام شفي به، وقد جرب ذلك قوم دفعوا إلى بلاد العرب، فقادتهم الضرورة إلى ذلك، فعوفوا. إذن كان هناك لَغَط حول استعمال ألبان الإبل في حالة الاستسقاء، وخَشِيَ الأطباء من ذلك، فجاء الحديث مؤكدًا على فائدة ألبان الإبل وأيضًا أبوالها ، وهذا شيء غريب لا يقول به إلَّا نبي كما قلنا. في زماننا الحاضر ومع انْتِشار الكذِب في عالمنا العربي دون أن يكون له عقوبة رادعة. وأيْ شخص يقول ما يشاء ويفعل ما يشاء تحت عباءة الدين حيث أصبح سبوبة للربحية والاسترزاق . شاع بين الناساسْتِخدام بول الإبل في علاج أمراض الكبد وأمراض السرطان، وقد عرفت مرضى تعاطوا هذا العلاج (رحمهم الله) و للأسف لم يفلحوا ولم ينجحوا . ولكن الأهم أن أحد الزملاء الأطباء شفاه الله وعافاه،(هو الآن بخير والحمدلله)، اتصل بي وقال أعرف أنك تبحث في العلاج بالحجامة وموضوع الطب والدين ، وأريد أن أعرف حكاية العلاج ببول الإبل،فبعض من أهلي يُلحون عليَّ أن أتعالج ببول الإبل، فهل هذا صحيح ؟ وللقارئ أن يتخيل طبيب يريد العلاج ببول الإبل ...... العبرة هنا في شوق المريض وإلحاحه في طلب الدواء مهما كان. وللحديث بقية
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.