"الأم" كلمة قليلة الأحرف كثيرة المعاني وعندما تكون تلك السيدة هي والدة لمسئول كبير في الدولة أو رئيس جمهورية فيتحتم الوقوف أمامها طويلاً، ويصبح السؤال طارحًا نفسه هل من الرؤساء مَن هو عاق أو بار بالأم؟. ومن هذا قامت صحيفة "المصريون" بكشف جزء من حياة رؤساء مصر، لنتعرف على معنى الأمومة لدى كل رئيس. عبد الناصر اليتيم كان جمال عبدالناصر، الطفل الأول لوالدته السيدة فهيمة حماد ابنة تاجر الفحم السكندري، وكان يتمتع بوضع خاص لدى والدته التي كانت تحبه حبًا شديدًا فتكونت بينهما رابطة تحكمها العاطفة والحب. وفي رصد العلاقة وبُعدها نجد التلميذ الصغير "جمال عبدالناصر" يكتب الكثير من الخطابات ليعبر لها عن شوقه وحبه وافتقاده لها، عقب أيام دراسته. حتى رجع منزله بعد أيام الدراسة ولم يجدها وعلم بوفاتها وقد أثرت وفاتها به كثيرًا، حيث إنه كلما تكلم عنها وهو رئيس للجمهورية كانت الدموع تبدأ في الظهور داخل عينيه.
السادات وغياب الأم كان الفقر المدقع الذي نشأ فيه الرئيس الراحل أنور السادات حائلاً دون أن تظهر "ست البرين"، والدة السادات أي عاطفة ضمن ظروف الحياة التي فرضت واقعًا بعينه لم يكن للمشاعر فيها مساحة كبيرة. سيدة سودانية من مدينة دنقلا، تزوجها السادات حينما سافر عام 1914 إلى السودان، وجاء بها إلى مصر عبر رحلة مرهقة، وصفها السادات في كتابه البحث عن الذات بأنها كانت بمثابة رحلة الموت حتى وضعت ولدها في ديسمبر 1918. فقدان السادات لوالدته جاء سريعًا، فلم يستغرق الأمر أكثر من سنة وبضعة شهور لتغادر والدته إلى السودان لتلحق بأبيه وتتولى تربيته جدته التي وصفها بأنها كانت سيدة قوية الشخصية، وظل يتذكرها طوال حياته بدلاً من أمه.
مبارك العاق نعيمة إبراهيم والدة الرئيس محمد حسنى مبارك، فلاحة فى قرية كفر مصيلحة بمحافظة المنوفية في ريف مصر، هي أمية لم تتلقَّ أي قدر من التعليم، كانت في حياة ابنها وكأنها لم تكن على الإطلاق، لم يكن يودها، وقد تجمدت العلاقة بينه وبينها منذ كان طالبًا في الكلية الحربية، إذ تردَّد عليها مرة كل ثلاثة شهور، ولم تكن الزيارة تستغرق إلا عدة ساعات يعود بعدها إلى كليته. ماتت والدة مبارك في 22 نوفمبر من عام 1978، وكان وقتها نائبًا لرئيس الجمهورية، أقام مبارك ليلة عزاء واحدة لوالدته، على أن يتلق العزاء تلغرافيًّا على قصر عابدين حيث كان يعمل، واقتصر العزاء على الرجال فقط. مرسي يودع والدته منيرة عبدالدايم، هي والدة الرئيس المعزول محمد مرسي، وهي ربة منزل ووالدتها السيدة فاطمة شلبي محمد الشريف ومن اسمها رجّح البعض أنها من الأشراف لأن اسم الشريف في هذا الوقت كان مقصورًا على بعض العائلات الشريفة في هذا الوقت وذلك لتمييزها. بعيدًا عن السياسة كانت حياة والدة مرسي التي لم تشر أي معلومات عن علاقته بوالدته سوى في تاريخ وفاته عام 2010 حينما حضر تشييع الجنازة مجموعة من أعضاء مكتب "الإرشاد"، من بينهم عصام العريان، وسعد الكتاتني، ومحمود عزت، وفريد إسماعيل، والسيد عبد الحميد.
السيسي: كنت محظوظًا بأمي أعاد رواد التواصل الاجتماعي نشر مقطع فيديو للرئيس عبد الفتاح السيسي خلال اجتماعه مع عدد من الإعلاميين قبل توليه رئاسة الجمهورية وهو يتحدث خلاله عن والدته قائلاً: "أنا كنت محظوظ بأمي". وأضاف السيسي خلال اللقاء: "والدتي لم تسئ لأحد وكانت شديدة الحكمة شديدة الإيمان بالله بدون مجاملة ولا مبالغة". وتابع: "تعلمت من والدتي التجرد والقدرة على الحكم دون هوى". وكانت بعض وسائل الإعلام قد أعلنت اليوم عن وفاة والدة الرئيس عبدالفتاح السيسي. شاهدالفيديو